بقرار مفاجئ...الملك يعفي ولي عهده من منصبه

الرابط المختصر

في خطوة مفاجئة للشارع الأردني، أعفى الملك عبد الله الثاني الأمير حمزة بن الحسين من مهامه كولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية، في خطاب رسمي وجهه الملك إلى شقيقه بثه التلفزيون الأردني في نشرته الإخبارية الرئيسية، وسرعان ما انتشر الخبر في الفضائيات العربية والعالمية.



تلك الرسالة أثارت ردود فعل الكثيرين، والذي رفض بعضهم التعليق على الموضوع، وذلك كي يتسنى لهم معرفة تفاصيل الحدث ومن هو ولي العهد الجديد، ليثير الإعلام العربي الموضوع ويتناوله بالتحليلات والتعليقات الفضفاضة. في هذا الصدد يعلق لعمان نت النائب عبد الكريم الدغمي "هذا الموضوع لا أحد يستطيع التعليق عليه، وفي الدستور لجلالة الملك الحق المطلق في أن يعين أحد أخوته وليا للعهد، وله مطلق الحرية في أن يعفي الأمير من هذه الولاية".



وشرح الدغمي آلية عمل القانون في هذه الخطوة ويقول "الدستور الأردني واضح في تعريفه لصلاحيات الملك، وبمقتضى الدستور فولي العهد يكون أكبر أبناء الملك الذي على العرش", ويضيف "إذا ترجمنا هذا الأمر على الواقع فسيكون سمو الأمير الحسين بن عبد الله هو ولي العهد، لكن في المادة الدستورية رقم 28 على ألف في الفصل المتعلق بحقوق الملك تقول إنه يجوز للملك أن يعهد إلى أحد أخوته أو يعفيه، لكنها واردة على سبيل الاستثناء، وهي بالنهاية مقررة للملك".



ويتابع "لا أحد يستطيع أن يتوقع أو يعلق على هذا الموضوع، وعلينا أن ندعم كل التوجهات الملكية مهما كانت لأنها تصب في مصلحة البلد وفي الصالح العام، لذلك نؤيد الملك فيما يراه، لاسيما وأنه لا يتصرف إلا ضمن الدستور ".



الأمين العام للحزب الشيوعي الأردني الدكتور منير الحمارنة يقول " تلك الخطوة شكلت مفاجأة للمواطنين لأنها غير متوقعة، وجاءت حسب ما أعلن بعد اجتماع عائلي للملك وأخوته".



ووجد الحمارنة أن التبرير الذي قدم ما هو إلا أن منصب ولي العهد منصب فخري إلى حد كبير وأن إعفاء الأمير حمزة سيعطيه فرصة لعمل أكبر، لافتا إلى أن للملك له حق دستوري في أن يعين ولي عهده.



وحول الرسالة التي بعثها الملك عبد الله إلى الأمير حمزة، يقول الحمارنة "أقرأ في الرسالة أن الملك يقول أن المنصب شاغرا سيكون في الوقت الحالي", معلقا "لا أحد يستطيع أن يعلق على الموضوع، خصوصا وأنه سيكون له تداعيات أخرى إذا كان له معنى آخر غير المطروح، لكن بتقديري الشخصي لا يوجد أي تداعيات".



ولما لقرار الملك التأثير على الساحة السياسية في الأردن، يقول الحمارنة " تلك الخطوة لن تؤثر على القرار السياسي في الأردن، لأن ولاية العهد بالنهاية تحت وصايته".



في حين، يرى نقيب المحامين السابق، صالح العرموطي أن الدستور الأردني عُدّل عام 1952 أكثر من 33 تعديل، ويعطي الملك الحق في التصرف بأي قرار في سبيل مصلحة الوطن، ويضيف "فيما يخص ولاية العهد فان القانون يقول إن هذا المنصب متاح لأكبر أبناء الملك، معطيا إياه الجواز في اختيار أحد أخوته لأن يكون وليا للعهد، ولو تُرك الأمر دون اختيار لينتقل المنصب تلقائيا إلى أكبر أبناء الملك وفي هذه الحالة سيكون إلى الأمير حسين بن عبد الله".



وعارض العرموطي الحمارنة في فخرية منصب ولاية العهد، " ولاية العهد منصب مهم وجوهري وله دوره الكبير خصوصا في غياب الملك عن البلد، عندها يصبح نائبا للملك والموكل في أمر البلد في فترة غيابه".



ورفض الصحفي والمحلل السياسي جميل النمري التعليق لعمان نت على هذه الخطوة، قائلا "لا تعليق لدي في الفترة الحالية".



بدورها علقت الناطق الرسمي باسم الحكومة أسمى خضر لدى لقاءها الصحفيين أن الملك عبد الله استخدم سلطاته "هناك التزام بتطبيق أحكام الدستور، وأعلن أن ذلك سيكون ضمن أحكام الدستور".



وحول رسالة الملك تقول "رسالة الملك واضحة، ذلك أن منصب ولي العهد، منصب شرفي، وبالتالي القرار أتخذ لإعطاء الأمير حمزة مزيدا من الحرية، ليساهم في الأعمال التي تخدم المواطنين، وأي تحليلات أخرى تعتبر تدخلا في البيت الواحد".



وفيما يلي نص الرسالة التي بعثها الملك عبد الله إلى الأمير حمزة:

"صاحب السمو الملكي الأخ العزيز الأمير حمزة بن الحسين حفظه الله.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..فيسرني أن ابعث أليك بأطيب تحياتي وخالص أمنياتي بموفور الصحة والسعادة والتوفيق، وان أعرب عن عميق محبتي لك واعتزازي بك أخا وأميرا هاشميا وجنديا من جنود الوطن المخلصين الحريصين على أداء الواجب وتحمل أمانة المسؤولية بروح الإيثار وبالسيرة العطرة التي عرفتها فيك منذ بداية عطائك الخير، وقد اخترتك بنفسي قبل خمس سنوات ومن بين جميع إخوتي ومنهم من هو اكبر منك سنا لتكون وليا لعهدي وسندا لي عندما تقتضي الضرورة، وقد استقر في ضميري ووجداني منذ بداية تحملي للمسؤولية الأولى في الأردن العزيز أن احرص على إيضاح الصورة الحقيقية وتجسيد المضمون المستمد من الدستور لمنصب ولي العهد، وهو ان هذا المنصب شرفي لا يعطى لمن يحل فيه أية صلاحيات ولا يحمله أية مسؤوليات، وقد اكد لنا والدنا المغفور له الحسين قبل وفاته على ضرورة الالتزام والتقيد بالمفهوم الشرفي لمنصب ولي العهد، والتزمنا بذلك طوال السنوات الخمس الماضية، وقد تأكدت من ان وجودك في هذا المنصب الشرفي يقيد حريتك ويحد من امكانية تكليفك ببعض المهمات ويحول بسبب طبيعته الرمزية بينك وبين تحمل بعض المسؤوليات التي أنت اهل لحملها والنهوض بها على أكمل وجه.



وبما ان الوطن بحاجة الى جهد كل واحد منا والى العمل بأقصى طاقاته وإمكانياته وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة ومن ضمنها الأردن العزيز فقد قررت إعفاءك من منصب ولي العهد لتكون أكثر حرية وقدرة على الحركة، والعمل والقيام بأية مهمات أو مسؤوليات أكلفك بها إلى جانب إخوتنا من أبناء الحسين وأفراد الأسرة الهاشمية، وأنا واثق بأنك ستكون خير عون لي ولإخوتك في خدمة وطننا وأبناء إسرتنا الأردنية الواحدة الكبيرة.



أما منصب ولي العهد فسيبقى موضع اهتمامي وعنايتي على هدي من الدستور ولما فيه الخير للأردن العزيز ورسالته الهاشمية النبيلة.

وأسأل المولى عز وجل ان يحفظك ويرعاك ويوفقك في خدمة الوطن العزيز.



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

أضف تعليقك