" باص عمان".. محاولة تمهيدية لمواجهة تحديات النقل
فتح إطلاق أمانة عمان اليوم، أولى رحلات خدمة باص عمان في العاصمة، باب التفاؤل الشعبي، ولدى الخبراء بمجال النقل، لما قد تشكله هذه الخطوة، من مساهمة ولو بجزء بسيط، بحل إشكاليات وتحديات النقل العام المعقدة.
وتوفر خدمة باص عمان، 135 حافلة نقل جديدة، موزعة في العاصمة على 23 مسارا في 55 وجهة، بكلفة تصل لنحو 18 مليون دينار.
يصف الخبير في مجال النقل حازم زريقات تلك الخطوة بالايجابية، وتساهم بتطوير ورفع مستوى خدمات النقل العام المتوفرة على أرض الواقع التي تعاني من ترهل وإشكاليات عديدة.
ما يميز تجربة باص عمان بحسب زريقات، شموله مختلف الخدمات والتجهيزات، بعيدا عن الحلول الكبيرة المتعلقة بالبنية التحتية كمشروع الباص السريع.
وتتضمن هذه الخدمة الدفع بالاعتماد على بطاقات الدفع القابلة لإعادة الشحن، وتدني الأجور، وتخصيص نقاط الانطلاق، والمواقف ضمن أوقات محددة، بالإضافة إلى توفير خدمة لذوي الاعاقة.
ويشير زريقات إلى أن تأخر تحسين وسائل النقل وعدم وجود بنية تحتية متخصصة لمرور الباصات ممرات خاصة للمشاة والدراجات ساهم بالدرجة الاولى اعتماد المواطنين على مركباتهم الخاصة كوسيلة نقل.
وفي دراسة متخصصة أطلقتها مؤسسة فريدريش ايبرت بالتعاون مع مركز دراسات البيئة المبنية، في عام 2017، أظهرت أن الحكومة لا تعتبر قطاع النقل العام في المملكة أولوية، كغيره من القطاعات.
وتناولت الدراسة، التي حملت عنوان مستقبل النقل العام في الأردن، تحديات وإنجازات هذا القطاع الحيوي من وجهة نظر مسؤولين ومشغلين.
وبينت أن القطاع يواجه تحديات مؤسسية وضعف في التنسيق بين الجهات المتعددة المعنية بتنظيمه، التي أظهرت قصورا في تقديم الدعم المالي له، فضلا عن الازدحام المروري وعدم كفاءة خطوط النقل العام، أكثر من ثلاثة أضعاف الحاجة الفعلية.
فيما يعتبر الخبير في مجال النقل العام المهندس جميل مجاهد أن أبرز التحديات التي تواجه القطاع هي عدم وجود سياسة واضحة من قبل الحكومة لتنظيمه، مشيرا الى ان السير بتطويره يساهم من التقليل من استخدام المركبات الخاصة.
و انطلقت اولى حافلات خدمة باص عمان اليوم، خلال احتفالية حضرها رئيس الوزراء عمر الرزاز، والذي أكد خلالها على "اهمية تقديم وسائل نقل بكامل المواصفات المميزة وخدمات مختلفة عن المقدمة في السابق".
كما طالب الرزاز، بضرورة تعميم تجربة هذه الخدمة في مختلف محافظات المملكة، مشددا في حديثه بأنه ليس العبرة في عدد الباصات وإنما العبرة في المحافظة على حقوق الركاب "المواطنين" وذلك من خلال تركيب كاميرات لمراقبة النظافة العامة وممتلكات المواطنين الشخصية وحقوقهم العامة.
هذا ونشرت أمانة عمان عبر حساباتها في موقع التواصل الاجتماعي خارطة لمسارات باص عمان لمساعدة الركاب، كما أعلنت عن إطلاق تطبيق خاص لاستخدام الباص في منتصف شهر آب.
ووفقا لمخططات التوسع سيتم إضافة وتجهيز باصات من خلال عطاءات دولية لتأمين 150 حافلة جديدة و ستبدأ العمل بنهاية العام 2020 بحد أقصى لتغطية 34 مساراً جديداً.