النسخة السابعة..بين الفُرجة والخوف

دخلت حكومة د. بشر الخصاونة نادي الحكومات الأكثر تعديلا، ففي خلال ثلاث سنوات منذ تشكيلها سنة 2020 تم تعديلها ست مرات ونحن الان بانتظار التعديل السابع الذي لم نعرف لماذا تم تعديل النسخة الأولى حتى نعرف لماذا سيتم تعديل النسخة السابعة.
قبل يومين كنت أجالس أحد الوزراء السابقين في مكتبه، ولم يتردد في إظهار امتعاضه من تواتر نسخ التعديل على الحكومة، مؤكدا أن النسخة السابعة المرتقبة من التعديل الحكومي الوشيك هو أكبر دلالة على ضعف الحكومة وان الخطأ يتزاحمه أمران هما آلية تشكيل الحكومات الذي يستدعي تغيير النهج كاملا، وكثرة التعديلات على الحكومة الواحدة.
الوزير الذي تقلد الوزارة أكثر من مرة قال أيضا إن ترقيع الحومة المتكرر سيجعلها اكثر ضعفا وليس العكس، منهيا حديثه بالقول" يجب ان يتغير النهج وبغير ذلك سنبقى نستولد نفس الصورة وبنفس المشكلات، وستتكرر التعديلات بنسخ مختلفة، تتغير فيها الأسماء فقط ".
وتدهمنا أمام النسخة السابعة من حكومة د. الخصاونه الكثير من توارد الأسئلة عن الأسباب والدواعي، وهل كانت الحكومة بحاجة لحقن دماء وزراء جدد في شرايينها التي تبدو لكل ذي لب وكأنها مصابة بتصلب الشرايين ويُخشى عليها من سكتة قلبية تودي بها الى النهايات المحتومة للحكومات،  وكيف سيتم اختيار الوزراء الجدد، ولماذا يغادر مقاعدها وزراء آخرين، وهل كانوا مقصرين في مهامهم، وهل كانوا عبئا على شباب الحكومة ورشاقتها الرياضية؟ وهل..؟ وهل؟..
أسئلة عديدة يطرحها أي مواطن لديه أدنى اهتمام بالسيرة الذاتية للحكومة، وبدون الحصول على أية إجابات على تلك التساؤلات فان الإشاعة تغدو القول الفصل في فضاء التحليل والتأويل والتكهنات، وصولا الى مرحلة التنكيت والتبكيت، ونحن نعرف أن مجتمعنا الأردني بكامل أطيافه يتميز بالولع الشديد بالتحليل والتأويل وبناء السيناريوهات حسب هواه ووفقا لما يخدم مواقفه، وعلى قاعدة "بيقولوا " يمكنك سماع مئات الروايات والسرديات وكأنها حقائق صلبة لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.
بالنتيجة ثمة نسخة سابعة يُراد منها تصليب العصب الحكومية ولمساعدتها على الانتصاب لتقف على قدميها ريانة العود، تتمتع بشباب أخُّاذ، وبقوة دفع جديدة لإنجاز ما لم يتم إنجازه منذ ثلاث سنوات حين كانت طفلة غضة تتمتع بالشباب وبالقوة وبالحماس غير المتناهي.
وكل ما يمكن قوله في حفلة الترقيع السابعة هو تركها بانتظار ما تخبئه الأيام لنا ولها، وعلينا  أن نريح رؤوسنا تماما من تفاصيل الحياكة وعدد الدرزات ، والألوان، ولنكتفي بالفرجة، فنحن الأرادنة لا نملك غير الإكتفاء بالفرجة وتلقي النتائج وتمويل كل نسخة جديدة..
لنكتفي جميعا بالبقاء نياما على دكة المتفرجين، فما يجري في الدوار الرابع لا يعنينا، بقدر ما يشغل بالنا هذا الأوان من سياسات الغلاء ورفع أثمان المياه، والبطالة الخانقة، والتغيرات الخطيرة في السلوكيات المجتمعية، والخوف من القوانين المغرقة في الديمقراطية..
وبالمجمل فنحن محاصرون بين الفرجة والخوف، وآخر همنا أسرار النسخة السابعة.

أضف تعليقك