المعايطة: تأثر الانتخابات بحرب غزة تخوف مشروع

الرابط المختصر

قال المهندس موسى المعايطة رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب  إن  الحديث عن تأثر الانتخابات النيابية المقبلة بحرب غزة هو  "تخوف مشروع

مضيفا في حوار مع مجلة ملح الأرض "فقساوة المشاهد التي نراها من المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أهلنا في قطاع غزة لها انعكاسات على مشاعر الناس، فلا ننسى بأننا الأقرب دوما للهم الفلسطيني وقضية الشعب الفلسطيني العادلة.

"لكن قد تكون الحرب سببا لنا في التوجه لصناديق الاقتراع حتى نختار من يمثل مصلحتنا الأردنية ضمن معادلة المصير المشترك والاتصال الجغرافي والتاريخي مع أهلنا في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وأن يكون من يمثلنا مؤمنا بأن لا حل عادلا للقضية الفلسطينية إلا بقيام دولة فلسطين المستقلة على ترابها الوطني كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وأن هذا الحل هو مصلحة وطنية أردنية عليا."

 

فيما يلي نص الحوار:

حاورت مجلة ملح الأرض معالي موسى المعايطة رئيس مجلس مفوضي الهيئة المستقلة للانتخاب حول الانتخابات النيابية المزمع عقدها في العاشر من أيلول المقبل تطرق الحوار إلى عدة محاور مهمة منها زيادة المشاركة المجتمعية في الانتخابات وتقييم أنشطة الأحزاب في تشكيل القوائم الحزبية إضافة إلى تأثير حر غزة على الانتخابات النيابية المحلية والمقاعد المخصصة للمرأة والشباب والمكون المسيحي في كافة دوائر المملكة.

ملح الأرض ماهي خطط زيادة المشاركة؟

م. موسى المعايطة: قامت وتقوم الهيئة المستقلة للانتخاب بحملات توعية وتثقيف منذ إقرار التعديلات الدستورية وقانوني الأحزاب والانتخاب منتصف العام 2022، وهذا يأتي من صلب مسؤولياتنا، والتي نسعى جاهدين من خلالها للفت انتباه الناخبين لحقوقهم الدستورية في اختيار من يمثلونهم.

لكن هذه المسؤولية لا تقع على عاتق الهيئة وحدها، بل هناك مؤسسات شريكة وداعمة لنا في هذا الجهد، والمطلوب أن نصل إلى نسب مشاركة شعبية تزيد من ثقة المواطنين بالمجالس النيابية. وقناعتنا بأنه يتوجب علينا جميعا العمل على رفع نسب المشاركة في الاقتراع، فكلما زادت النسبة كلما اقتربنا من تمثيل النواب لقواعد عريضة من الناخبين.

ملح الأرض: وما هي كيفية الوصول لذلك؟

م. موسى المعايطة: لا توجد طريقة مثالية للوصول لهذا الهدف، لكن ما تقوم به الهيئة المستقلة للانتخاب منذ تأسيسها هو تعزيز ضمانات النزاهة في جميع مراحل العمليات الانتخابية، وتطوير إجراءاتنا وتحديثها وصولا لزيادة الثقة بالهيئة المناط بها الإدارة والإشراف على الانتخابات النيابية وأي انتخابات عامة. ما نقوم به على هذا الصعيد هو منع أي محاولات عبث أو تدخل من شأنها إفساد العملية الانتخابية، أو التأثير على أي مرحلة من مراحلها، فدورنا حماية إرادة الناخبين من خلال التأكيد على استقلاليتنا وسلامة إجراءاتنا.

ملح الأرض: كيف تقيم عمل الأحزاب؟

م. موسى المعايطة: هذا سؤال يجب أن يُوجه للشارع الأردني والرأي العام، فنحن جهة تتابع مدى تنفيذ الأحزاب المرخصة لأحكام وشروط القانون، ولسنا جهة بحثية تدرس تحليل وتقييم الأداء الحزبي بشكل عام أو خاص.

ملح الأرض: من وجهة نظرك ما مدى تأثر الانتخابات بحرب غزة؟

م. موسى المعايطة: هذا تخوف مشروع، فقساوة المشاهد التي نراها من المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق أهلنا في قطاع غزة لها انعكاسات على مشاعر الناس، فلا ننسى بأننا الأقرب دوما للهم الفلسطيني وقضية الشعب الفلسطيني العادلة.

لكن قد تكون الحرب سببا لنا في التوجه لصناديق الاقتراع حتى نختار من يمثل مصلحتنا الأردنية ضمن معادلة المصير المشترك والاتصال الجغرافي والتاريخي مع أهلنا في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وأن يكون من يمثلنا مؤمنا بأن لا حل عادلا للقضية الفلسطينية إلا بقيام دولة فلسطين المستقلة على ترابها الوطني كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وأن هذا الحل هو مصلحة وطنية أردنية عليا.

ملح الأرض: حدثنا عن التحديات المقبلة في العملية الانتخابية؟

م. موسى المعايطة: توسيع قاعدة الثقة العامة بإجراءات الهيئة المستقلة للانتخاب، ومدى قدرة كوادرها في تطبيق القانون بعدالة، وقطع الطريق على أي محاولات للعبث. والسعي الحثيث مع الشركاء في ضبط حالات “الرشوة الانتخابية” واحالتها للقضاء.

ملح الأرض: ما هي اليات دعم مشاركة المرأة والشباب؟

م. موسى المعايطة: القانون بذاته دعم تمكين المرأة والشباب في المجالس النيابية المقبلة، فتخصيص مقعد للنساء في كل دائرة انتخابية بواقع 18 مقعدا هذا تقدم مهم، وتخصيص مقعدين للمرأة من أول ستة مترشحين للقائمة العامة المخصصة للأحزاب، ومقعد من أول خمسة مرشحين للشباب تحت سن الـ35، كلها خطوات ستكون على طريق تحفيز مشاركة هذين القطاعين الحيويين، فالمستقبل القريب سيشهد تغيرا جذريا على صعيد نسب وجود المرأة والشباب في مراكز صناعة القرار.

ملح الأرض: ما هي رسالتكم للمكون المسيحي في الأردن حول المشاركة في الانتخابات؟

م. موسى المعايطة: لا أحبذ تداول كلمة “المكون” فنحن في هذا الوطن جسد واحد، وكلنا شركاء في الوطن والمواطنة، وننصهر تحت راية واحدة يحكمها النظام الهاشمي، ويدعمها شعورنا بالوحدة الوطنية العابرة للأجيال والتحديات.

الأهل المسيحيين هم جزء أصيل في معادلة نشأة وتكوين المملكة، ودورهم في بناء الأردن لا يمكن تجاوزه أو إنكاره. لذلك القانون عندما ضمن الحد الأدنى لتمثيلهم في مقاعد البرلمان، فقد ترك الحد الأعلى لتمثيلهم في المقاعد مفتوحا، وعلينا العمل من أجل إلغاء كل ما يفرقنا، فالأصل أن نختار النائب الأكفأ بصرف النظر عن جنسه أو عرقه أو ديانته، وبظني أن الأجيال الصاعدة ستتجاوز هذه العقد، وستنطلق نحو المستقبل بعقول وآفاق مفتوحة.

أضف تعليقك