المشهد التعليمي في القدس بعد عام ...إحباط ..والتشاؤم

المشهد التعليمي في القدس بعد عام ...إحباط ..والتشاؤم
الرابط المختصر

بعد المشهد الثقافي والمشهد العام حان وقت الحديث عن المشهد التعليمي في تلك المدينة التي اصطفاها الله من بين المدن لتكون مهبط الأديان ومركز الحضارات ألا وهي القدس، هذا المشهد ووفق آراء الخبراء وأصحاب المعروفة، فهو لا يختلف كثيرا عن المشهد الثقافي للمدينة بل إنه أكثر سوءا، وكان رد هؤلاء يحمل في طياته الكثير من الإحباط والتشاؤم من المستقبل القادم ، هناك من قال إنها سوف نعيش زلزلا حقيقا سوف يدمر كل المعايير فنحن أمام جيل يفكر بصورة مختلفة عن آبائه وأجداده والذين صمدوا من أجل القدس فقط ، هذا الجيل تربي بصورة مختلفة وسط حرمان كبير ولهذا أصبحت معاييره مختلفة وأهدافه غريبه .. ومن هنا تبع الخطورة إن لم يتم تلافيه حاليا قبل فوات الآوان!!..

إن هذه النتيجة مبنية على بعض الأرقام والوقائع التي تثبت ذكل وإليكم بعضها من باب الاطلاع والتمحيص والاستعداد للقادم، ووفقا لهذه الأرقام التي لم تنشر حتى الآن فإن المدارس التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية وأي من المدارس الفلسطينية تصل نسبتها إلى 16 % من مجموعة المدراس بينما تصل نسبة المدارس التي تديرها وزارة المعارف الإسرائيلية والبلدية وما يسمى مدارس سخنين إلى أكثر من 60 % في حين تحصل المدراس الخاصة على ما نسبته 26 % والبقية وهي نسبة 10 % مدارس تابعة لوكالة غوث وتشيغل اللاجئين، أما بالنسبة لأعداد الطلاب فإنها على النحو التالى: مدراس الأوقاف يصل عدد الطلاب فيها 12 ألف طالب و20 ألف طالب في المدارس الخاصة أما في المدارس التابعة للجهات الإسرائيلية بما في ذلك مراكز سخنين يصل عددهم43 ألف طالب في مدارس الوكالة فإن عدد الطلاب لا يزيد عن 3 آلاف طالب

ويذكر أن هذا الواقع لم يكن كذلك في الماضي القريب ففي عام 1967 عند احلال القدس وبعدها بسنوات كانت نسبة المدراس التي تديرها إسرائيل لا تصل إلى 10 % لأنها كانت تدرس المنهاج الإسرائيلي والمعروف باسم البيغروت أي التوجهي الإسرائيلي، ولمواجهة هذا الوضع فإن إسرائيل قررت لاحقا تدريس المناهج الأردني في مدارسها مما سهل على سكان القدس إرسال أبنائهم إلى المدارس التابعة لبلدية القدس ووصل التدهور ذروته بعد قرار فك الارتباط الأردني بالضفة الغربية بما في ذلك القدس لتنتقل المدارس إلى منظمة التحرير هذا التحول أقنع الكثيرين من سكان المدينة بتحويل أبنائهم إلى المدارس الإسرائيلية وفي السنوات الأخيرة استمر الاندحار في العملية التعليمة حيث انتشرت في القدس ما يسمى بمراكز سخنين والتي تدرس البيغروت أي التوجيهي الإسرائيلي، وهذه المراكز اوالمعاهد أصبحت تنتشر في أحياء القدس كانتشار الفطر بعد ليلة ماطرة ..! هذه المراكز تجنى من الطالب أكثر من 8 آلاف شيكل من أجل حصوله على شهادة البيغروت والتي تخوله الدراسة في الجامعات الإسرائيلية أولا وتسهل عليه الانخراط في الحياة الإسرائيلية، إن أحد أهم أسباب انتشار هذه المراكز التي جاءت على حساب المدارس المقدسية هو اعتراف الجامعات الفلسطينية والعربية بشهادة التوجهي الإسرائيلي وبالتالى لم يعد فرق في تلكم المؤسسات من الطالب المقدسي الذي درس المنهج العربي وبين الطالب المقدسي الذي درس المهاج الإسرائيلي( أيعقل هذا ؟!)

أمام هذا المشهد التعليمي المرعب يقف الإنسان حائرا وهو يرى هذه المدينة تتلاشى هي وسكانها شيئا فشيئا ويتساءل أين هم من ينادون صباح مساء بالقدس عاصمة ؟! أين هم الذين يؤمنون بمعجزة الإسراء والمعراج؟! هل نحن بحاجة إلى ترميم الحجر ونسيان البشر؟!!

وحديث القدس له بقية