سالوا ميرون بنفنستي نائب رئيس بلدية القدس الاسبق في يوم توحيدها اسرائيليا احتلالها فلسطينيا ماذا يعنى يوم القدس؟! قال بنفنستى : عن اي مدينة تتحدثون ؟!! هل تتحدثون عن القدس اذا كان هذا المقصود فان مدينة القدس لا وجود لها فهناك ثلاث مدن في القدس ، فهناك مدينة يهودية متدينة وهناك مدينة علمانية ومدينة فلسطينية هي ايضا تتحول اكثر فاكثر الى الدين

كما ان حدود القدس السابقه والتي يعيشها الكثيرون منا ويتغنون فيها ، لم تعد معروفة كمدينة فمساحة القدس اصبحت ضعفي ساحة باريس على سبيل المثال، واصبحت تمتد من اريحا شرقا الى بيت شمش القريبة من تل ابيب غربا ، اما شمالا وجنوبا فحدث بلا حرج !!

هكذا يرى بنفنستي الذي لعب الدور الامبر في تشكيل صورة القدس منذ بداية احتلالها حتى الثمانينات ... وهو على حق في لك فان الذي يتجول في القدس يجد ان هناك عدد من القدس فهناك القدس المعروفه لغالبية اليهودي القدمى والتي تتمثل في المثلث المشهور شارع يافا وشارع الملك جورج وشارع بن يهودا، ووهناك القدس التي يعيش جيل من الفلسطينين وهي البلدة القديمة وما يحيك بها من احياء مثل واد الجوز والطور وسلوان ، هناك القدس التي يعرفها الجيل الجديد من الشباب وهي القدس الخالية تقريبا من البلدة القديمة وتتمثل في الاحياء التي اصبحت مركز حياة هذا الجيل من المقدسين والذي لا يزورن القدس ( البلدة القديمة )الا في المناسبات او للسياحة ، المحزن في الموضوع ان هذا الجيل من الشبان يمر بالقرب باب العامود ويلامس باطراف اقدامه مركز العالم بدون ان يدرى ، ويمر بها ولا يراها في طريقه الى عمله في القدس الغربية والتي يعرفها الكثير من الشباب اكثر مما يعرف احياء البلدة القديمة من القدس العتيقة .

القدس في يوم احتلالها الثالث والاربعين هي اكثر حزنا ، فالاهل قد هجروها ، وابتعدوا عنها من اجل اصطناعية زرعت على جنبات المدينة بهدف ابعاد الاهل عن الاصل !! وقد نجحوا بذلك ، والارقام تثبت ذلك فالقدس في ساعات المساء الاولى خالية من اهلها سوى من الخفافيش الذي يتغنون بها وكانها كانت وستبقى لهم الى الابد ..!

القدس في يوم احتلالها هي اكثر سودادوية من اي يوم مرة عليها عقب العصور، فلا امل فان تعود الابتسامة اليها في المستقبل القريب طالما ان القريب بعيد والبيعد في واد ساحيق لا يرى القمة العليا التي تتربع عليها القدس، طالما ان الغريب يجبها اكثر من ابناءها، يبحها يعمل كل شئ ليثبت انه ابنها ...!! فو يحفر فوق الارض وتحتها يلق بل حجر راس على عقب، وينبش القبور ، يزرع الاثار ، ويدفن اثار ، كل هذا من اجل اثابت حقه في القدس ، وهو على استعداد لتجبير كل شئ من اجل تصديق روايته ، تجبر الانسان والشجر والحجر والهواء ، وحتى الان ما استطاع اثباته انه كان عابر سبيل ليس الا !!!

القدس في يوم احتلالها ليس قدس واحد بل عشرات الاقداس والانكى من هذا وذلك ان ابناءها البعيدين خلقوا لانفسهم قدس في مخيلتهم حتى لا يبقى الضمير يوخزهم بين الحين والاخر بسبب تقاعسهم بحق ام الدنيا ومهبط الانبياء وارض السلام .....

القدس في يوم احتلالها تلطم الخدود وتتسال الى اين المسير ...؟! واين المفر؟! وماذا يخبئ لها ولنا المستقبل من المفاجات .. بكل ما يحمل ذلك من معنى ...

انها القدس والتي من اجلها بعثت اوروبا العصور الوسطى جيوشا جراره ، وانها القدس التي من اجلها سارع صلاح الدين الايوبي اقطار واقطار حيث يصل اليها ، انها القدس التي تحتضن رفات العشرات من الملوك والسلاطين والمئات من قبور الصالحين ورجال العلم الذين باعوا الدين وما عليها من اجل حفنه تراب مقدسية ...!! وتحتضن في حنباتها وعلى اطرافها الالاف من رفات جنود مخلصين حاربوا من اجل القدس وتمنونا ان يدفنون فيها فهي الاقرب الى السماء!

انها القدس التي لا مثيل لها في العالم والحديث عنها لن يتوقف الا اذا ارد الله ذلك !!

وللحديث بقية