القدس ليست عبئا على أحد

القدس ليست عبئا على أحد
الرابط المختصر

استيقظ سكان القدس والمقدسون على صباح غير عادي ، صباح شعر فيه المقدسيون أن جزءا آخر من سور القدس قد هدم فوق روؤسهم ،

هذا الشعور دفع الكثير من المقدسين الشعور بالمرارة والحرقة ومن بينهم الصديق الفنان ذو الخبرة الواسعة جمال أسعيد والذي لم تسعفه الكلمات المناسبة في التعبير الدقيق عما يجلو في خاطره سوى هذه الجمل : إن حب القدس شيئا مقدسا، شيئا لا يمكن أن يفهمه إلا من تلمس حجارة سور القدس بيديه وأحاسيسه ، ومن امتلت رئتاه بهواء القدس ،

إن حب القدس شئ فوق قدرة البشر أن يفهمه، وإن من لم يكتو بنيران حب القدس لا يشعر بقيمتها وتهون عليه هذه المدينة التي لا مثيل لها في أي مكان بالعالم .." توقف هنا الصديق الفنان ولكن ليس قبل أن يقول " خليها على الله ، فنحن في القدس نعيش بين المطرقة والسندان ، ويجب أن نتمتع بالفهلولة حتى نتمكن من البقاء في المدينة المقدسة !!

بينما سارع صديق آخر يعتبر من معالم القدس أبو أشرف وهو يرانى قادما قال بصوت عالى أريد أن أعلن على الملأ ، أننى أصبحت أكفر بكل شئ !!لقد وصلت إلى قناعة أن القدس قد انتهت بالتأكيد، وأن الذي لا نعرفه أكثر بكثير من الذي نعرفه ، والله يستر من المخفى ...ّ

ما علينا

المهم ! إن هذه كانت ردود فعل بعض المقدسين الذين يعتبرون خير مثال للمشهد المقدسي وللشارع الذي أصيب بحالة من الذهول، ليس مما نشر عبر قناة الجزيرة و أطلقت عليه وثائق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ، و ما رافق ذلك من هرج ومرج ، وغضب البعض الذي سارع لإطلاق الاتهامات ضد قناة الجزيزة ، لم يكن الذهول المقدسي من ذلك بل من سهولة أن تكون القدس لقمة سائغة تلوكها أحناك المفاوضين ، في كل جولة وبدون مناسبة، إن المقدسي لم يدخل في حوار حول مصدر تلك الوثائق التي لا تهمه أصلا ، ولا تهمه مصداقية ما نشر ! بل إن الذي يهمه هو أن العرب والقيادة الفلسطينية يشعرون أن القدس أصبحت هما على قلوبهم ، وأنها أصبحت ثقلا على أكتفاهم .بل إن البعض قال مازحا ( كما يقول المثل في الضحك والانشراح نشفى الأرواح ) يا أخي القدس هي العائق أمام التوصل إلى أي اتفاق مع إسرائيل.. بينما قال البعص الآخر من الإخوة العرب والذين يجب أن يكونوا المدافع الحقيقي عن المكان الذي شهد معجزة الإسراء والمعراج ، يعتقدون وهم جادون في ذلك لنتقاسم القدس وننهى الموضوع ..!

إذا كانت هذه نفوس الفلسطينين والعرب فلا غرابة أن يستسهلوا التخلى عن الأحياء المقدسية العتيقة من أجل حفنة من الدولارات، فطالما أن القدس( في عيونهم ) تحولت إلى مدينة مثل بقية المدن فلا غرابة إذن أن يتم التفريط بها أولا وقبل أي شئ ... وفي نظرهم لم يعد هناك فرق بين المسجد الأقصى وأي مسجد في أي مدينة عربية أو فلسطينية

ولكن ، هناك يجب علينا أن نقبل الواقع غير الأزلي ؟!

لماذا علينا الأخذ بمبدأ التبادل في القدس ، فهذه مدينة هي الاستثناء وهكذا يجب التعامل معها؟ّ

لماذا علينا نحن العرب والفلسطينين أن نقدم اقتراحات بخصوص القدس ؟لماذا لا يقدم الجانب الآخر الأفكار والاقتراحات ؟!.. لماذا علينا أن نتوصل إلى حلول وسط في القدس ؟! هل من الصعوبة بمكان التريث طالما أن الحديث عن حقوق تاريخية لا يمكن التنازل عنها مهما طال الزمان؟! فالقدس ليست عبئا على أحد بل العكس هو الصحيح...!!!

وحديثنا مستمر