القدس في عام
مع اقتراب موعد رحيل عام اخر من اعوام عمرنا القصير على ظهر هذه الارض يحب الكثير منا اجراء عملية حساب بسيطة تعتمد على الربح والخسارة ، فيما يتعلق بالعام الراحل استعدادا للعام القادم وفق اجندة دسمة ومليئة بالاهداف على امل تحقيفها في العام القادم ، وفي العادة يتضح لاحقا لنا جميعا ان قسما كبيرا من هذه الاهداف لم تتحق فيحاول الانسان ان يرضى بتحقيق الحد الادنى ، وهذا اضعف الايمان!
ما علينا
المهم انه في هذه الايام يحاول سكان القدس من مقدسين وغيرهم تقييم العام 2010 وفي استطلاع للراي بسيط اجريته في شارع صلاح الدين وشارع الزهراء والمصرارة يتضح ان الراى السائد لدى المقدسين هو ان هذا العام كان من اسوء الاعوام التي تمر على مدينة القدس ففي هذا العام ازاحت السلطات الاسرائيلية عن قناعها وبدات تتعامل مع القدس الشرقية بدون اي اقنعة واصبحت تؤكد جهارا نهارا بنواياها في فرض الواقع الذي تريده على القدس غير ابه بالجانب الاخر الذي ظهر باضعف صوره بل ظهر في اسوء احواله ، طرف بلا اتجاه بلا استراتجية بلا رغبة حقيقية في الحفاظ على القدس ، بل لديه رغبه في الانحراف ...!! ناهيك عن ان الجهات التي يجب ان تدعم المقدسين لا تدعم ، بل تتباهى امام الكاميرات بانها كذلك ، وهي بعيده عن هذا الشئ لدرجة ان سكان هذه المدينة كفروا بهذه الجهات ، من كثر من شبعوا منها من وعود معسولة جدا ولكن عند التطبيق انسى الموضوع ، فهم اسرع من المهر في التهرب من الوعود ..!
في هذا العام زاد عدد المستوطينين في القدس الشرقية بالالاف ، وتمكنت اسرائيل في هذا العام من زعزعة ثقة المقدسيين بكل ما هو مسلم به وتمكنت بنجاح خلق واقعا غير مستقر لديهم فلا البيت مؤكد ولا حتى وجودك بالقدس مؤكد ولا شئ مؤكد فاسرائيل في النهاية هي الشئ الوحيد المؤكد ..! هذا الشعور افقد المقدسي ايمانه باي شئ , واصبح يحيا وينام وحقيبة سفره جاهزة للحظة التي يرحل بها على يد الاسرائيلين ، في هذا العام وصل عدد البيوت التي اكد المسوؤلون والخبراء الفلسطينين ان السلطات الاسرائيلية سوف تقوم بهدمها المئات في بعض الاحيان الالاف ، ولكن ما حدث على ارض الواقع هو انه تم هدم العشرات وهذا عدد هائل مقارنة بالواقع السكاني المتدهور! في هذا العام انضمت العديد من المدارس الى المنظومة الاسرائيلية لتكتمل الدائرة بحيث اصبحت السلطات الاسرائيلية تسيطر على اكثر من 60 % من التعليم في القدس بعد ان كانت لا تسيطر الا على ما لا يزيد عن 10 % من التعليم ، في هذا العام ايضا زاد عدد الطلاب المقدسين الذين يتخذون من الشوارع مدرسة لهم ليصل العدد الى اكثر من 20 الف طالب وطالبه لا مكان لهم في المدراس !
في هذا العام ارتفع عدد المؤسسات الاهلية ما بين ثقافية وتربوية واجتماعية التي اغلقت ابوابها( او في طريتها الى الاغلاق) بسبب عجز السلطة الفلسطينية الايفاء بتعهداتها والتزاماتها تجاه تلك المؤسسات التي تخدم المجتمع الفلسطيني، في نفس الوقت الذي نشرت فيه بلدية القدس اعلانا ضخما في صحيفة القدس تدعو فيه المؤسسات المقدسيةو الثقافية والاجتماعية والتربوية الى الاسراع بتقديم طلبات للحصول على تمويل نشاطاتها للعام القادم ... اعتقد هنا ان الرسالة واضحة !!
انها قائمة جزئية لما مر على القدس خلال عام 2010 والمخفي اعظم لهذا المدينة فبوادر العام القادمة لا تبشر باي خير لا للمقدسين ولا للمدينة التي يتغنى بها العرب في عواصمهم ويتغنى معهم الفلسطينيون ولكن على ارض الواقع ...القدس لوحدها ... وكفانا دجلا على انفسنا ..
حديث القدس مستمر