القدس على كف عبد الهادي

القدس على كف عبد الهادي
الرابط المختصر

توجهت الى د مهدي عبد الهادي رئيس الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية والمعروفة اختصارا "باسيا"، توجهت إليه، كما كنت أتوجه إليه منذ عشرين عاما، بحثا عن تفسير سياسي او تحليل أكاديمي، يكون اقرب الى الواقع من الواقع نفسه، فالدكتور عبد الهادي الذي فضل ان يعمل بهدوء، في مقر الجمعية في حي واد الجوز بعيدا عن ضوضاء القدس الاجتماعية والغوغاء السياسية .

وبشهادة الجميع فان د عبد الهادي وباسيا أصبحا معلما من معالم القدس التي يحج إليها كل دبلوماسي جديد او ضيف رفيع المستوى ، ويحرص كل سياسي اجنبي على ان يكون حاضرا ، في أي ندوة او ورشة عمل تعقدها الجمعية في القدس ..كما انه من غرفة الاجتماعات في الجمعية تخرج العديد من السياسيين الفلسطينيين الذي أصبحوا يطلون علينا صباح مساء عبر الفضائيات وأصبحوا من أهم اللاعبين فيما يجرى هناك في رام الله جميعهم كان عبد الهادي يحتضنهم ولا يبخل عليهم بالمعلومة والتحليل والرؤية ..!!

ما علينا

المهم ، انني توجهت الى د عبد الهادى طلب لتفسير لما يمر على القدس هذه الايام ، وفي جعبتي الكثير من الأسئلة ، وأولها هل القدس انتهت ؟! او أنها في طريقها الى النهاية ؟! وكعادته اخرج د عبد الهادى ، وهو الخبير بذلك ، من جعبته التي لا تنضب ، ورقة مرسوم عليها كف ، في البداية لم افهم ،ماذا يقصد بهذا الكف وهذه الاصابع ! فسارع الى القول ، انها تلخص قصة القدس، القصة التي لا تبدو انها تبشر بنهاية سعيدة ، على الاقل في الوقت الحالي ، لان الله وحده قادر على ما لا يقدر عليه الانسان محدود القدرات ، واستطرد يشرح لي بطريقته الابويه، ماذا تعنى الاصابع والصورة عامة ، وقال ان هناك خمسة عناصر تمثل الصراع في القدس وهي اولا، أي اصبع الابهام ، المؤسسات الدولية بما في ذلك 27 مؤسسة دولية تابعة للامم المتحدة يجب ان لا تعترف بالسيادة الاسرائيلية على القدس ، تنفيذا لقرار الامم المتحدة ، والذي يعتبر القدس مدينة محتلة، هذه المؤسسات يمكنها ان تكون المظلة الدولية للقدس ، التي هي دولية ، وفق التصورات العالمية ، ولكن هذه المؤسسات تعانى من مرجعية محدودة ، وتقابلها الحكومة الاسرائيلية التي تملك استراتجية وقوانين ، تحد من تحرك المؤسسات الدولية بل انها تجبر هذه المؤسسات على اتباع القوانين الاسرائيلية في القدس ، الاصبع الثاني السبابة ، ويمثل الدول العربية عبر المشاريع العربية والاسلامية ، والحركة الاسلامية في الداخل ، وهذه تمثل الحد الادنى والخجول من الدعم العربية ، يقابلها اسرائيليا بلدية القدس الاسرائيلية والجمعيات الاستيطانية والتمويل اليهودي، والذي يحد من نشاط هذه المؤسسات العربية ويقيدها ،على العكس من الجمعيات اليهودية، اما الاصبع الثالث أي الوسطي فيمثل، منظمة التحرير ممثلة بدائرة القدس أي احمد قريع ابو العلاء والذي تم تفريغ منصبه من أي قدرة على التحرك، وحوله الى شريك مع وقف التنفيذ، والسلطة الفلسطينية المتمثلة بوحدة الرئاسة والمحافظ والامن الوقائي والمخابرات الفلسطينية ، يقابلها من الجانب الاسرائيلي، المؤسسة لامنية الاسرائيلية والتي شلت عمل المؤسسة الفلسطينية ، التي تعانى من غياب الاستراتيجية في القدس ، اما الاصبع الرابع أي الخنصر فيمثل المقدسات الاسلامية والمسيحية أي الاردن وفق الاتفاقيات فهو المسؤول عن

الولاية الدينية في القدس ويقابله وزارة الاديان ووزارة الامن الداخلي والمدراس الدينية والحفريات الاثرية والتي تعمل ما يحلو لها في القدس بدون أي اعتراض وخير مثل قيام اسرائيل بوضع حجر يمثل الهيكل على وسور القدس في باب الساهرة ، اما الاصبع الاخير البنصر فانه يمثل الحراك الاهلي المقدسي من مؤسسة اهلية وجامعة وصحافة ومستشفيات.. الخ، هذه المؤسسات تعمل بدون استراتيجة ، ومهدده بالاسرلة ، يقابلها من الجانب الاسرائيلي مؤسسات اسرائيلية ، مثل التامين الوطني والصحي وجمعيات اسرائيلية واعلام وسياحة .الخ،هذه المؤسسات تسجل نجاحات واسعة في اسرلة القدس خاصة وان المقدسي لا يجد من يساعده ، فهو يعتقد انه من اجل الحفاظ على وجوده في القدس ، يجب عليه الحصول على الجنسية الاسرائيلي طالما انه لا يملك اية جنسية اخرى بعد ان تم تغير مكانته من الجنسية الاردنية.!! وهنا تمكن الخطورة!

ما ان انتهى د مهدى عبد الهادى حتى سارعته القول ، بان القدس انتهت يا د مهدى، فرد على القدس لم تحتل عام 1967، بل ان احتلالها بدا الان، ووصلت المدنية المقدسة الى مرحلة الاحتضار ..!