القدس بحاجة إلى الكثير

القدس بحاجة إلى الكثير
الرابط المختصر

كما تعودنا من الصديق والصحفي داود كتاب على أن يكون صريحا وأول من يقرع الجرس  في الوقت  المناسب وهذا ما حدث في مقالته الأخيرة التي تحمل عنوان " القدس – المدينة والصحيفة تحتاج إلى دماء جديدة "  تحدث فيها بصراحة يفتقدها الصحفيون والإعلامون بصورة عامة ، تحدث عما يهمس به الجميع بل ويصرخ به البعض في الجلسات العامة  والخاصة. 

نقتبس هنا بعض ما جاء في مقالته.."  تشكل الاحتفالات السنوية للممثليات الدبلوماسية في القدس فرصة (قد تكون وحيدة) لكي يلتقي أبناء المدينة المقدسة والتشاور والتباحث عما يجري في مدينتهم الحبيبة. وكل عام يشهد المشارك في تلك اللقاءات العابرة نبرة سوداوية حول ما آلت إليه القدس من حصار وإغلاق وانتهاء لحقوق الناس كما يدور بالطبع الحديث عن غياب العنصر البشري والدور القيادي التي يتوقع أبناء القدس أن يشكل محاولة الرد عن كل ما يجري".

"احتفالات السنة  لم تختلف عن السنوات السابقة في الجانب الأول من الشكاوي والتباكي عن الأوضاع الحالية إلا أنه لوحظ وبشكل أكثر وضوحا زيادة في النقد حول غياب العنصر القيادي. فوزارة القدس تعمل بدون وزير حيث يقوم رئيس الوزراء بدور القائم بأعمال وزارة القدس إضافة إلى عدد من الوزارات الفاقدة وزيرها".

"هناك من قال إننا لسنا بحاجة إلى وزير يحمل ملف القدس بل نحن بحاجة إلى مفوضية لها الإمكانيات والقدرات على إحداث تأثير يلمسه المواطن المقدسي بعيدا عن الشعارات والخطب والمواعظ.."

أما المؤسسات الرسمية والشعبية، الدينية والرياضية فحدث ولا حرج حول السعي الحثيث حول التمويل والدعم وغياب لأي عنصر من عناصر القيادة والتشبيك والعمل الوحدوي التضامني.

فلا توجد قصص نجاح تذكر ولاستطيع المرء أن يقوم بتسمية عشر قادة مقدسيين نجحوا في تسطير بطولات وتضحيات قد تشكل نبراس لشباب جدد يبحثون عن بطل قدوة و لا يجدون من حولهم أسماء سوى صلاح الدين في السابق وعبدا لقادر وفيصل الحسيني خلال العقود الأخيرة...."

طبعا الصديق العزيز والإعلامي المعروف داود كتاب تحدث عن أشياء كثيرة في المقالة ولكن ما يهمنا هو صرخته المدوية  حول ضرورة تغير الوجوه والوجهاء، ضرورة ضخ دماء جديدة وشابة تأخذ على عاتقها تحقيق ما لم ينجح بتحقيقه الآباء الذين انشغلوا في معارك جانبية وغير حقيقية ركضا وراء مكسب شخصي هنا، ومكسب إعلامي هناك، وتناحر فينا بينهم هنا وهناك معا متناسين الهم الأكبر، والمشترك الأوحد بين الجميع أنها القدس التي قال عنها مقدسي بأنها الشئ الذي يجمع ولا يفرق، هوالشئ الذي يبعث في نفوسنا الأمل عندما نفقد كل بريق أمل في الحياة.

معروف أن مدينة القدس تحتاج إلى من يحبها حقا ويخدمها فقط، لا مصالحه الشحصية مستغلا اسم القدس  كما هو الحال حاليا،  والجميع يعرف ويرى ذلك بأم عينه، وما الأنباء المتضاربة  والتصريحات المتناقضه التي تكاد تفقد المقدسي عقله، فهو الذي يبحث عن مصدر واحد وعن قيادة موحدة تساعده لا يساعدها، تنير له الطريق المظلمة حالكة السواد ، تريد من يثق بحكمه لا من يشك في نواياه!!

لقد سئم المقدسي هذا التشرذم الفلسطيني والعربي والذي ينعكس سلبا على وضعه اليومي، فالمقدسي مطحون مسحوق بين المواقف العربية من مدينة القدس وحالته كما يقول المثل "صحيح لا تقسم ومقسوم لا تأكل، وكل حتى تشبع" فارحموا من خلافاتكم وكونوا صادقين، من أجل المدينة التي بارك الله حولها وجعلها مهبط الأنبياء، ودفع من أجلها السابقون الغالي للحافظ على هويتها ...

وللقدس مزيد من الحديث 

 

للاطلاع على مقالة داود كتاب