السياحة المسيحية في الأردن تحديات كبيرة وفرص عملاقة

الرابط المختصر

أثلج صدرنا التقرير المعمق الذي نشرته وكالة الانباء بترا حول المبادرة الطوعية لأهل بلدة احدس بلواء الكورة لتوسيع الطريق المؤدي الى كهف السيد المسيح. 

والمبادرة التي تبنتها جمعية "السنابل الذهبية" لتوسيع شارع لا يزيد عرضة عن ثلاث أمتار ليصبح بعرض ستة أمتار وهو ما سيسمج لباصات السياحة الوصول الى موقع كهف المسيح ومعصرة الزيتون الحجرية الرومانية والكنيسية البيزنطية. 

وكان الكهف والكنيسة الاثرية البيزنطية التي تقع على سفح تلة مقابلة لمنطقة العرقوب قد تم اكتشافها عام 1994 وقد نجح المتطوعون بمالهم الخاص بتوسيع الشارع ووضع البيس كورس ومن المتوقع ان تقوم وزارة الاشغال وضمن ميزانية العام القادم بتعبيد الشارع وبذلك تكون المواقع الاثرية في متناول الزوار والحجاج لما فيه فائدة للمنطقة وللأردن. لا يعني هذا تأييد او نفي لمصداقية الموقع ولكن من المؤكد ان أي موقع اثري قديم له قيمه تراثية ودينية ويجب الاهتمام به وابرازه.

تعتبر الأردن دولة غنية بالأثر المسيحية المكتشفة وغير المكتشفة. فقد وثق العيد من الباحثون الأجانب والعرب أكثر من مئة موقع أثرى في الأردن تم ذكرهم في الكتاب المقدس مما يعني ان هذا الكنز الاثري الكبير يجب ان يتم استثماره وتوفير كل المطلوب لخلق بنيئة تحتية مناسبة وملائمة لاستقبال واستيعاب السواح والحجاج.

طبعا المطلوب الكثير في هذا المجال من تحسين في البنية التحتية والمحافظة على البيئة المحيطة لتلك المواقع ولكن أيضا في وجود الحد الأدنى من المتطلبات الأساسية مثل دورات مياه مناسبة للجنسين ولوحات ارشادية واضحة إضافة الى السماح للشركات والمؤسسة غير الربحية العمل على تدريب الادلاء السياحيين لمعرفة التفاصيل الدينية المناسبة ولمعرفة كيفية التواصل مع الحجاج كل حسب بلدة ولغته وطائفته الدينية.

الامر يحتاج الى إعادة التفكير في الموضوع ووضعه على اعلى أولويات الدولة الأردنية بشكل عام ووزارة السياحة وهيئة تشجيع السياحة بشكل خاص. والامر لا يعتمد فقط على السياحة الخارجية بل من الضروري ان يتم تشجيع السياحة الداخلية لضم تلك المواقع المهم والتي تشكل الفسيفساء الجميل الذي يشكل الأردن الحالي.

قد يقول البعض ان هذا الموضوع ليس في أولوية الدولة الأردنية وليس من العدل إعطاء أولوية للحجر قبل البشر. قد يكون هذا صحيح ولكن هناك حلول لتجاوز الضغط الكبير على خزينة الدولة الأردنية مع ان الاستثمار في السياحة امرا مهما. 

فمن الممكن على سبيل المثال وليس الحصر السماح للقطاع الخاص وخاصة السياحي ان يشارك في عمليات تجهيز الأماكن السياحية لاستقبال الحجاج. فكلنا لأخضنا كيف انتقلت محطات البنزين في السابق والتي كانت تدار من جهة رسمية الى ما حدث عندما تم السماح للقطاع الخاص بالعمل في هذا المجال. ما هو المانع ان تقوم شركات الاتصال مثلا بالاستثمار في تلك الأماكن علما ان الزوار سيقومون بالاتصال باهليهم من تلك المواقع الامر الذي يدر الأرباح لشركات الاتصال. ونفس الامر ممكن للشركات المواصلات والمطاعم والفنادق وغيرها ممكن يستفيد من وجود السائح في الأردن.

ان الحاجة الى تركيز الجهد على السياحة الدينية بشكل عام والسياحة المسيحية بشكل خاص امرا مهما للمستقبل الاقتصادي في الأردن وقد تكون فترة الجائحة وقت مناسب للعمل على تحسين كل الأماكن السياحية من المغطس الى جبل نيبو وكنيسة الفسيفساء والى الأماكن الأكثر بعدا مثل كهف السيد المسيح وغيره. الامر بحاجة الى رؤية ومخططات وإرادة جادة.