الحرب على غزة.. بين الصراع والتسوية

في ظل التطورات السياسية والعسكرية المتسارعة، ما بين مواصلة الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، ووجود مباحثات غير معلنة حول إمكانية التوصل إلى هدنة تحقق وقف لإطلاق النار، وبالتزامن مع هذه الأحداث، يقوم وزير الخارجية الأمريكي بزيارة إلى عدة دول عربية، بهدف احتواء تصاعد الصراع في المنطقة.

في اليوم الـ122 من الحرب الإسرائيلية، لا زالت المعارك مستمرة في مدينة غزة وبخان يونس جنوبي القطاع، مع وقوع اقتحامات ومداهمات واعتقالات في الضفة الغربية.

في ذات الوقت، تظهر تقارير إعلامية عبرية، أن جنود الجيش الإسرائيلي، ينسحبون من عدة مناطق في غزة، تركوا خلفهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، والتي يمكن أن تعيد المقاومة الفلسطينية استخدامها في الهجمات ضد الجيش الإسرائيلي.

هذا الأمر يستبعده الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور هشام خريسات بقوله أن فكرة ترك جيش نظامي لأسلحته، أمر غير واقعي، حيث يمكن للجيش الإسرائيلي البقاء أو الرحيل حسب تقديره دون تعرض لأي ضغوطات، في حين لا تمتلك حماس نفس الإمكانيات العسكرية.

ويشير خريسات إلى أن استمرار الحرب على غزة يعود إلى تعنت الحكومة الإسرائيلية ورفضها وقف الحرب إلا بأهداف محددة، مثل القضاء على حركة حماس وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين لديها، مما يجعل انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة أمرا غير ممكن حاليا.

رغم مرور أكثر من  4 أشهر من الحرب، تظل المقاومة الفلسطينية مستمرة في مواجهة التحديات وتثبت وجودها، مع بقاء  عنصر المفاجأة في تصديها لهذه التحديات ، بحسب خريسات.

كان قد أعلن الناطق الرسمي باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أبو عبيدة مؤخرا  أن الكتائب تمكنت خلال الأيام الماضية من تدمير 43 آلية عسكرية وقتل 15 جنديا إسرائيليا من نقطة الصفر والسيطرة على 4 طائرات مسيرة وقصف تل أبيب ومحيطها برشقة صاروخية.

في ظل هذه التطورات والتصعيد الحالي، يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، جولة شرق أوسطية  إلى المملكة العربية السعودية ومصر وقطر والجانب الإسرائيلي والضفة الغربية المحتلة في الفترة من 4 إلى 8 شباط الحالي.

وتؤكد وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها إن بلينكن، سيسافر حيث سيدفع قدما بمقترح للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة مقابل تعليق الهجوم الإسرائيلي على القطاع.

وتضيف أن الوزير سيواصل الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق يضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين في غزة، ويتضمن هدنة إنسانية تسمح بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام ومتزايد إلى المدنيين في غزة.

المحلل السياسي الدكتور حسن الدعجة يتوقع أن تأتي زيارة بلينكن استكمالا للجهود  الدبلوماسية الأمريكية التي بدأت منذ اندلاع أحداث عملية طوفان الأقصى،  مع التركيز على تهدئة الوضع وعدم انتقال الصراع الى مناطق أخرى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويعتبر الدعجة أن هناك  توجها محتملا تجاه القضية الفلسطينية ، حيث يقدم وزير الخارجية الأمريكية خيارات  بخصوص الاعتراف بدولة فلسطينية ذات سيادة، كما أشار إلى محاولات بريطانية لإرسال  شخصيات سياسية ذات تأثير للتحدث حول القضية الفلسطينية والسعي لإيجاد حل الدولتين.

هذه الزيادة تعد المرة الخامسة التي يجري فيها بلينكن زيارة للمنطقة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة، في زيارة الى إسرائيل وعدد من الدول العربية. 

ويأتي الإعلان عن هذه الزيارة في وقت تؤكد  فيه مصادر مقربة من حركة المقاومة الإسلامية حماس، ومصر، وقطر أن حماس تدرس مقترحا رسميا للتوصل إلى هدنة تنفذ على 3 مراحل مع إسرائيل تنص على وقف الحرب في قطاع غزة لأسابيع.

فيما تكشف القناة 12 الإسرائيلية تفاصيل من صفقة تبادل محتملة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الصفقة المرتقبة لن تكون بأي ثمن، وقال إن لديه خطوطا حمراء.

أضف تعليقك