الاحتلال فرض على المبدع الفلسطيني نمطا جديدا من الكتابة..محمود شقير

الرابط المختصر

السخرية عنوان وصرخة في وجه العدوان, ومن خلالها نشعل شمعة ونلعن الظلام, محمود شقير قاص فلسطيني يجد في السخرية سلاح يحارب فيه الاحتلال الإسرائيلي, ويرى أن المبدع الفلسطيني يحارب من أجل التواصل مع الثقافة العربية والعالمية, محمود شقير من رواد القصة القصيرة في العالم العربي له عدة إصدارات أدبية مختصة بأدب الأطفال أو مجموعات قصصية نذكر منها: "خبز الآخرين" صدرت عام 1975 , "الولد الفلسطيني" صدرت عام 1977, "طقوس للمرأة الشقية" صدرت 1986, "مرور خاطف" صدرت عام 2002, "قالت لنا الشجرة" صدرت عام 2004, وصدر حديثا "صورة شاكيرا" و "ابنة خالتي كوندوليزا" وفيما يلي نص المقابلة:



•سنبدأ الحديث من آخر إصداراتك القصصية؟



"صدر لي مؤخرا مجموعتين قصصيتين صادرتين عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر وهما "صورة شاكيرا" و"ابنة خالتي كوندوليزا" تجولان حول الكتابة الساخرة التي عرفت بها, حيث تنتقض الاحتلال والظروف المعيشية الصعبة التي يوجهها الشعب الفلسطيني بشكل يومي من هدم وقتل وتشريد, وان الكتابة الساخرة هي التعبير الأنسب عن كل ممارسات حكام إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني, فهم يحاولون أن يذلوا الشعب الفلسطيني لكنه يحاول دائما أن يسخر منهم ويتحدى ويصمد فوق أرضه, حاولت في هذه القصص أن أعمق روح الصمود والبقاء على الأرض والتحدي من خلال السخرية عدم الاكتراث بما يقوم به وذلك يعد نضال أيضا ".



•معنى هذا أن الشعب الفلسطيني يقارع الاحتلال بالنكتة؟



" الشعب الفلسطيني كغيره من الشعوب له حياته لمليئة بالأحزان والأفراح وفي ظل الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال في الضفة والقطاع, يفرض علينا أن نعتاد هذا الوضع وأن نستخدم كل الامكانات المتاحة للرد على هذا الاحتلال من خلال السخرية, الاعتصام, المظاهرات, والمقاومة بكافة أشكالها وأساليبها, وأعتقد أن سلاح السخرية مهم جدا فحين تعري عدوك وتفضح تصرفاته وأساليبه من خلاله تكون السخرية هنا تكون مقاومة".





•الاحتلال, الحصار, القتل, الاعتقال, كيف تأثر النتاج الإبداعي في فلسطين بها؟



" لا شك أن المعاناة التي نعيشها في فلسطين أثرت على مجمل كتابات المبدعين, تؤثر على مزاجهم, وأيضا تستفزهم من أجل كتابة قصص وروايات تعري الاحتلال وممارساته الإجرامية"



•طال الاحتلال الإسرائيلي وزارة الثقافة الفلسطينية وعاث فيها فسادا وخرابا وتمكن من حرق وتخريب أرشيف مهم عن الثقافة الفلسطينية؟

"إجراءات الاحتلال في فرض الحصار الثقافي على الأراضي الفلسطينية وتدمير المؤسسات الثقافية وضرب البنية التحتية لكل أمكانية للتطور الثقافي يؤثر سلبيا على الوضع الثقافي الفلسطيني, فمنذ أربع سنوات لم تصلنا الكتب العربية والعالمية بسبب الحصار, وإن أتت فتكون بإطار ضيق ومحدود جدا, وقد يشكل هذا عاملا للعزلة وابتعادنا القصري المفروض علينا عن أحدث منجزات الثقافة في العالم, ورغم ذلك تجد المثقفين الفلسطينيين مصممين على التعبير عن إبداعهم وعن واقعهم وواقع شعبهم بطرق فيها حداثة بحيث أنها تستفز المتلقي وتمتعه, لأنها تعالج هموم الشعب الفلسطيني من زاوية جديدة ".



•كيف تجد صدى إصداراتك في العالم العربي؟



"قد أصف أن مجموعة "مرور خاطف" الصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع والمجموعتين الأخيرتين "صورة شاكيرا" و "ابنة خالتي كوندوليزا" الصادرتين عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر قد وصلوا إلى البلدان العربية لكن الكتب التي طبعتها في الداخل حظها من النشر في الخرج محدود جدا لعدة أسباب أصبحت معروفة للجميع".



•كيف تجد من يقول إن الأدب الفلسطيني أدب مقاوم حتى ولو لم يتحدث عنها بالشكل الصريح؟



" هذا الشائع عنه, ويقصدون بذلك الأسلوب التقليدي لذي يعطي الشخصية الروائية القصصية البطولة المطلقة والثائرة, موجود هذا النوع إلى حد ما, لكنه غير ممتع أو جاذب, علينا أن نفتش عن زوايا جديدة للنظر إلى الفلسطيني الذي لا يختلف عن غيره من بني البشر, وأدعو أن نكتب الأدب كشخص فلسطيني بما يحمله من هموم وطموحات وهذا برأيي أنه أفضل من الكتابة عنه كشخص مجرد ونصبغه صفات الكمال والمثالية, هي التي تزيف شخصية الفلسطيني".



•بعد وفاة أسماء لامعة في الفكر والأدب الفلسطيني كإدوارد سعيد, فدوى طوقان, محمد القيسي, إحسان عباس, هل أختلف شيء بمسيرة ذلك الأدب؟



"نحن فقدنا رموزا ثقافية كبيرة ليس في فلسطين فحسب إنما على مستوى العالم العربي والعالمي, بالتأكيد تلك الشخصيات كان لها الأثر الكبير في مسيرة الأدب العربي عموما والفلسطيني خصوصا, لكني واثق أن جيل جديد سيظهر وسيحمل مع بدءه هؤلاء الرواد".



•ماذا تدعو جمهور الشباب الذي يحارب بثقافة التسطيح السائدة في وسائل الإعلام؟



"أطالب جمهور الشباب أن ينظر إلى الحياة بجدية أكثر وبالتالي يحتم عليه أن يتعامل مع الكتاب الجيد بأهمية أكثر, ويقرأ كثيرا لأنه دون القراءة يخسر الكثير, آملا أن ينتبه هذا الجيل إلى القراءة والثقافة".

أضف تعليقك