الأوساخ والمكرهة الصحية...مصدر انتشار التيفوئيد في منطقة تل الرمل

الرابط المختصر

في الوقت الذي تنشر فيه الصحافة الأردنية أن عدد الحالات المصابة بمرض التيفوئيد وصلت إلى 62 حالة، يعلن الأمين العام في وزارة الصحة الدكتور سعد الخرابشة أن عدد الحالات 29، ومدير مستشفى الأميرة إيمان في لواء دير علا محمد ابداح يقول أن الحالات الموجودة في المستشفى 12 حالة مشتبه بها تأكدت إصابة ثلاثة منهم بالتيفوئيد. منطقة تل الرمل التابعة للواء دير علا، والتي بدأت الإصابات فيها ترتفع، تعاني من كثرة مزارع الأغنام، وبحسب ما نقلته جريدة الدستور فان مزرعةً لتدريب كلاب الحراسة المستوردة في أحد المنازل التابع لسيدة أجنبية، لها أثر في زيادة الأوبئة، فضلا عن بيوت الشعر المنتشرة بكثافة في اللواء، الأمر الذي يسهل من إمكانية العدوى بين من يقطن فيها.



الحالات التي أصيبت بالتيفوئيد دخلت إلى مستشفى الأميرة إيمان في لواء دير علا، بعضها يشكو ارتفاع في درجات الحرارة، والآخر من آلم في الجهاز الهضمي.



مواطنون مصابون يتحدثون عن أوضاعهم الصحية...ولمستشفى الأميرة إيمان رأي حول المرضى



" جسمي كله يؤلمني مع إحساسي بالبرودة والغثيان وارتفاع في درجة الحرارة " هذا ما يقوله المريض جمال سعيد من منطقة تل الرمل في لواء دير علا، ويقول الأطباء أن سعيد أحد الثلاثة المؤكدة إصابتهم بالتيفوئيد، حيث يعالج الآن في مستشفى الأميرة إيمان في لواء دير علا.



مدير مستشفى الأميرة إيمان، الدكتور محمد ابداح، صرح في حديث خاص " لعمان نت " عن بداية انتشار مرض التيفوئيد في تل الرمل، ويقول " قبل حوالي شهر أحُضرت عدة حالات لقسم الإسعاف والطوراىء في مستشفى الأمير إيمان، يشكون من ارتفاع متقطع في درجات الحرارة، مصحوب بغثيان مع تعب عام في الجسم وآلام في المفاصل، دون أن تكون هناك أسباب واضحة للعيان حول هذه الأعراض ".



ويضيف د. ابداح أنه تم إدخال هذه الحالات للمستشفى، وكانت الفئات العمرية متفاوتة، وتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة بعد اخذ العينات المخبرية من الدم والبراز، أشارت الفحوصات لاحتمال الإصابة بمرض التيفوئيد تم بناءً عليها عزل المرضى في غرف خاصة و معالجة جميع الحالات.



حول أعداد الحالات التي دخلت المستشفى، يقول ابداح " خلال الفترة، من بداية تشرين الثاني حتى كانون الأول، تم إدخال 32 حالة مشتبه إصابتها بالمرض، تم التأكد من إصابة 12 حالة منها بمرض التيفوئيد، تَلقوا العلاج بشكل منتظم ولم يبق في المستشفى، سوى 3 حالات تتماثل للشفاء وجميع الأدوية مخصصة لعلاج المرضى متوفرة في المستشفى".



وعن وفاة احد المرضى، يعلق ابداح " كان هناك حالة وفاة واحدة حضرت إلى المستشفى بأعراض متقدمة وبوضع طبي صعب، وتبين بعد ذلك أن المريض مصاب بثقب في الأمعاء مما أدى إلى تسمم دمه وبالتالي حدثت الوفاة".



التيفوئيد...



هذا المرض يعتبر من أكثر الأمراض سهولة في الانتشار، ينتقل عن طريق الجهاز الهضمي وينتشر في المناطق التي يقل فيها الإصحاح البيئي والنظافة العامة.



التيفوئيد مرض بكتيري يسمى " السلمونيلة التيفية" ويوصف بالخطر، قد يصل إلى الموت، في حالة تطور الحالة فيه، وهو ما حدث فعلا لأحد المصابين في مستشفى الأميرة إيمان، وينتشر في المناطق الآهلة بالسكان، تنتقل الجرثومة من شخص إلى آخر عن طريق الماء والأطعمة الملوثة.



وينتشر المرض بسرعة عن طريق الغائط والبول، ما يؤدي إلى إصابة الشخص السليم والذي يسمى بحامل الجرثومة، كما أنه يجد طريقا للانتشار من خلال الذباب الذي ينقل الجرثومة من فضالات البشر إلى الأطعمة، وتجد الجرثومة المناطق ذات المرافق الصحية الرديئة أرضا خصبة لانتشار.



وزارة الصحة...ومتابعتها للحالات



الناطق الرسمي باسم الحكومة، أسمى خضر، نفت أن تكون وزارة الصحة قد تسترت على موضوع الإصابات بمرض التيفوئيد، وتضيف "إن كل الإجراءات الضرورية واللازمة يجري اتخاذها لمحاصرة هذا المرض والحيلولة دون انتشاره ومعالجة المصابين المتواجدين في مناطق معينة".



بدوره يقول لعمان نت؛ الأمين العام في وزارة الصحة، الدكتور سعد الخرابشة أن ما حدث مؤخرا تم إبلاغ وزارة الصحة عنه، خلال شهر تشرين الثاني، وذلك بوجود حالات من التيفوئيد دخلت مستشفى الأميرة إيمان، تشكو ارتفاع في درجات الحرارة غير مفسر إلى سبب، غير هذا المرض، حيث قام الأطباء بالتعامل مع هذه الحالات والتي أثبتت أنها حالات مرتبطة بجرثومة التيفوئيد.



وتقوم الوزارة عبر مديريتها الموجودة في لواء دير علا بتكثيف حملة التوعية والتطعيم للمواطنين في جميع مناطق الأغوار الوسطى من خلال حملة تطعيم وفر لها ألف مطعوم.



ودعا الخرابشة إلى ضرورة تعاون جميع الجهات المعنية بالمرض من الوزارة ومديرياتها والمؤسسات الصحية والمواطنين جميعا إلى التقيد بالتعليمات والتي تستوجب المحافظة على النظافة الشخصية والمكان أيضا، وذلك درءا لانتشار المرض.



ويضيف "علينا أن نحث دوائر البلديات على ضرورة مكافحة الذباب والحشرات الناقلة للمرض في لواء دير علا، إضافة إلى توعية صحية تستهدف المواطنين خاصة الأطفال الأكثر عرضة للمرض.



بدورها قامت مستشفى الأميرة إيمان بالتعامل مع الحالات التي تعاني من ارتفاع في درجات الحرارة، عبر توفير المكان المناسب لها، وذلك بتخصيص غرف خاصة معزولة عن الأصحاء، كي لا ينتقل المرض أليهم.

أضف تعليقك