استبدال المستقيلين من لجنة الإصلاح..ضرورة للحفاظ على الفسيفساء

الرابط المختصر

 

من الواضح ان جلالة الملك عبد الله الثاني ومساعديه كانوا على علم ودراية بمواقف وخلفيات  كل من تم اختيارهم للجنة الموسعة والتي أعطيت مهمة واضحة وهي التوصل إلى نص متوافق عليه لتعديل قانوني الانتخابات والأحزاب. 

فهذه القرارات جاءت بعد سنوات من الخبرة وبعد صعوبة فرض تعديل على مجتمع غير متجانس وغير متحمس للتغيير خاصة البعض المستفيد من الوضع. فحتي الملك ذو الصلاحيات الكبيرة يعلم أنه لا يستطيع فرض ما يريد ان لم يكن لديه دعم من الشعب.

عبقرية الملك عبد الله كانت باختيار هذه اللجنة الموسعة واعطاءها توجيهات واضحة ليكون القرار للشعب وهو مصدر السلطات.

التغيير الذي يسعى له جلالة الملك لا يأتي من القمة الى القاعدة بل يجب أن يتبلور من القاعدة للقمة. لذلك كان من الضروري أن يكون الجسم التي احيط بها هذا الامر لجنة كبيرة وواسعة وممثلة لكافة التيارات الفكرية والأيدلوجية كما كان من الضروري أن تتشكل اللجنة من شخصيات ذات أصول مختلفة. الهدف كان ولا يزال واضح وهو دفع فئة مختارة من ممثلي الشعب إلى التوافق حول موضوع الانتخابات والأحزاب وبذلك يحصل تغيير يصعب رفضه من أحد.

طبعا لا شك أن هناك فئات شعرت أن الأمر قد يشكل ضررا لها وجماعتها التي طالما استفادت من الوضع القائم بكل تشوهاته ولذلك بدأت العمل على زعزعة تلك التشكيلة المختارة بعناية من خلال إيجاد أمور للتحريض على تلك الشخصيات بهدف ازاحتها واضعاف العنصر الذي يمثله ذلك الشخص أو تلك الخبيرة. ويبدو أنهم نجحوا في مهمتهم حيث تم اقالة عضوين من اللجنة يمثل كل منهم خلفية معينة وفكر معين كان من الواضح أن تلك الفئة تريد تحييدها. 

وقد فتح ذلك شهية تلك الفئة بعد موافقة رئيس اللجنة على الاستقالة (أو ربما الطلب منهم الاستقالة) وبدأ العمل على إيجاد نقاط ضعف الآخرين من أجل استغلالها. طبعا المشكلة لم تكن فقط بالأشخاص بل من يمثلوا وكان  الهدف الأكبر لهذا التنمر خلق إرهاب فكري على اللجنة لرفض الأفكار التي يمثلها تلك الأشخاص . لذلك فإن الحل ان كان للجنة ورئيسها الرغبة بإيجاد حل لوقف التدهور يأتي بمعالجة الهدف.

كان من الأفضل أن لا يتم المساس بهذه التشكيلة التعددية التي عبرت بشكل مقبول عن الفسيفسائية الأردني بكافة مكوناته وخلفياته، ولكن بما أن القرار قد تم,  المطلوب الآن من رئيس اللجنة أن يقدم لجلالة الملك توصيات بأشخاص ذات خلفية او فكر مماثل لمن تم قبول استقالتهم وبذلك تبقى المعادلة الفكرية التي رغب بها جلالة الملك دون نقصان. فقد كان الهدف في البداية أن تقوم اللجنة المختارة بعناية بالتوصيات المتفق عليها دون التشويه الذي حصل بسبب الاستقالات والتي كانت بالأساس مبنية على فكر وخلفية المستقيلين.

 كما أسلفنا كان معروف للجميع خلفية و آراء  الشخصيات المختارة وكان أصلا سبب اختيارهم لتلك المهمة. في غياب ذلك سيشعر جزء من مكونات الشعب أنه تم إقصاء من يمثل فكرهم.

ان قيام جلالة الملك باستبدال المستقيلين بأشخاص ذات خلفية او فكر مماثل سيكون له تأثيراً مهماً ليس فقط بابقاء التشكيلة كما كانت بل في لجم الانتقادات التي تصاعدت ضد أعضاء اخرين.

لقد قبل غالبية المواطنين الاردنيين الفكرة الأصلية وتشكيلاتها التعددية لذلك فمن المنطق أن يتم الاحتفاظ بمكوناتها الفكرية دون تشويه.

 من الضروري ان يتم ذلك بإصدار رسالة رمزية وعملية واضحة أن التشكيلة باقية بكافة مكوناتها رغم الاستقالات وذلك بترشيح شخصان بدل من المستقيلين .