عاملات بالفندقة يكسرن سطوة " العيب"

تواجه المراة في الاغوار تمييزا اتجاه اندماجها في مهنة الفندقة،وذلك للنظرة المجتمعية السلبية للنساء اللواتي يعملن في هذا القطاع،قد تصل الى حد الطعن باخلاقهن كما يؤكدن لنساء التغيير.

روان 24 عاما كانت من اوائل الفتيات اللواتي اقبلن على هذه المهنة،معلنة بذلك رفضها لمبررات غير منطقية يسوقها المجتمع بحسبها،"انه العمل بالفنادق يسمح بالاختلاط،وشرب المواد الكحولية، والتاخير لساعات طويلة ،الابتعاد عن اللبس المحتشم".

انتقلت روان من العمل بالمزارع الى الفنادق رغبة منها في تحسين ظروفها المعيشية،وهربا من عمل مضني غير امن،لتثبت لاسرتها نجاحها في العمل من خلال ترقيتها في مجال عملها .

سهام 27 عاما لا يختلف حالها كثيرا،اذ تواجه انتقاد كلما خرجت من منزلها متوجهة الى العمل بالفندق،من قبل الجيران والاقارب،كما تقول.

واكثر ما كان يتم انتقادها فيه "كيف تشتغلي بالفندق ، مع مين تشتغلي ،اي ساعة بتروحي ".

استمرار سهام في عملها بالرغم الضغط المجتمعي كما تقول هو ان عملها بتطلب فقط التعامل مع النساء،وهو ما غفر لها امام عائلتها.

وجاهدت سهام باقناع عائلتها بان المواصلات مؤمنة، زملائي يحترمونني،لا اتعرض لاي مضايقات ،وانه عملي دائما مع السيدات فقط".

لا تقف الصعوبات التي تواجهها العاملات بالفنادق عند النظرة المجتمعيةالسلبية بل تتعداها الى تحديات في العمل اهمها بحسب روان عدم توفر المواصلات لبعض الفنادق وساعات العمل الطويلة وغيرها

تقول روان "ان بعض الفنادق لا تؤمن لك مواصلات لمنزلك نهائيا ، وبعضها الاخر يوصلك لاقرب نقطة لمنزلك".

وتضيف " المجتمع لا يفهم ان مواصلات الفندق توصلك لاقرب نقطة لمنزلك فهم يظنون ظن السوء دائما بمن يعملن بالفندق ، اضافة الى طول ساعات العمل واحيانا نتاخر في حالات وجود حفلات وقد نضطر للمبيت".

وتشاركها الراي سهام مشيرة الى ان عدم توفير مواصلات لمنازل العاملات يشكل عقبة حقيقية امامهن .

كما واجهت روان تحديات في التعامل مع لزبائن،الامر الذي دعاها المطالبة بتحسين بيئة العمل ، وتضرب لنا بمثال موقف تعرضت له اثناء عملها بالفندق " اذ احد الزبائن واثناء تقديمها له مناشف قام بمسك يديها ".

وتضيف " اثناء عملي باحد الفنادق في البحر الميت طلب مني ان اقوم بعمل مساج للرجال مقابل زيادة الراتب الامر الذي رفضته بحسبها".

كما لجات الفنادق في الاونة الاخيرة وكما تؤكد سهام الى استقطاب ايدي عاملة وافدة خاصة من الفلبين وتشغيلها في الفنادق كبديل عن الايدي العاملة المحلية معتبرة هذه المشكلة تحدي اخر يواجه العاملات بالفنادق.

وتضيف"العمالة الوافدة تتقن اللغة الانجليزية اضافة الى انهم لا يمانعون ان تكون ساعات عملهم طويلة، اضافة الى انهم يؤمنونهم بالميت داخل الفندق لذا يتواجدون في اي ساعة يحتاجونهم فيها".

تصل نسبة العاملات في قطاع الفنادق إلى 7.3 % من أصل عدد العاملين في قطاع الفنادق البالغ 14931 عاملا وبحسب اخر الاحصائيات لوزارة السياحة، ووفقا لدراسة تعود للمرصد العمالي نسبة مشاركة المرأة في مجال السياحة في المملكة بلغت بحسب الدراسة 10 %، وذلك حتى نهاية العام 2010؛ حيث يصل عدد العاملات في القطاع إلى ما يقارب 4100عاملة.

وفي سياق متصل تلجا العديد من العائلات في الاغوار الى حرمان بناتهم من الالتحاق بتخصص الفندقة ، الامر الذي يؤدي الى عزوف الطالبات عن التخصص وبحسب مدير تربية الاغوار الشمالية سابقا عيسى الشويطر والمستشار في وزارة التربية والتعليم" فرص العمل المتاحة لبنات الاغوار فيها بعيدة عن مناطق السكن وتحتاج الى المبيت".

هذا وتشير الإحصاءات الرسمية المحلية إلى ارتفاع عدد العاملين في القطاع السياحي العام 2010 بنسبة 11% ليبلغ عدد العاملين 34.5 عامل مقارنة بعام 2006 .

أضف تعليقك