حرفيات في مواجهة استغلال التجارة الصغيرة

رفضت العديد من السيدات اللواتي لم تتح لهن فرصة العمل في وظائف محددة قبول واقعهن دون عمل، فلجأن للعمل في مهن حرة من تطريز وخياطة وعمل اصناف غذائية مختلفة داخل منازلهن ، ومن ثم بيعها للزبائن مباشرة او عن طريق تاجر وسيط او في معرض الجمعيات الخيرية وتجمع لجان المرأة .

الا ان هذه المهن لم تخلو من شكاوى سيدات يتعرضن من استغلال مادي ومعنوي من التجار الوسطاء او بعض الجمعيات الخيرية بحسبهن .

تقول دلال ابو شيشة " نعرض منتجاتنا في معارض تنظمها الجمعيات الخيرية ، وتحصل الجمعية على تكريم ودعم دون ان نحصل نحن على اي نسبة من هذا الدعم".

تعمل  دلال في مهنة التطيرز من 22 عاما في منزلها في مخيم البقعة ، تقول انها والعديد من السيدات قررن مقاطعة الجمعيات وتجمع لجان المرأة بسبب ما وصفته " بالظلم الواقع علينا ، حيث تأخذ الجمعيات نسب على منتجاتنا ، ما يجعلنا نحصل على عائد مادي قليل مقارنة بمجهودنا ".

الا ان السيدة ام محمد التي تقوم بإنتاج اصناف غذائية مختلفة تؤكد انها تأخذ ثمن ما تنتجه كاملا دون خصم في معارض الجمعيات الخيرية ، الا انها واجهت صعوبة في اخذ دعم من تجمع لجان المرأة لإنشاء مطحنتها الخاصة ، ما جعلها تأخذ قروضا من جهات أخرى .

 

موقف الجمعيات الخيرية وتجمع لجأن المرأة

 

من جهته ، يؤكد امين سر اتحاد الجمعيات الخيريى احمد الخوالدة ، ان الجمعيات الخيرية لا تأخذ اي نسب من السيدات بعد عرضهن لمنتجاتهن في معارض الجمعيات ، مبررا اخذ بعض الجمعيات لنسب من السيدات بأن " تلك الجميعات تستأجر اماكن خاصة لعرض البضاعه كما لديها التزامات ادارية ، الا ان تلك النسب هي قليلة لا تتجاوز 5% وبشرط ان تؤخذ من العائلات القادرة ".

 

اما امين سر تجمع لجان المرأة مي ابو السمن  تؤكد ان التجمع لا يتلقى تبرعات من احد على معارض السيدات" لأن هدف التجمع غير ربحي " بحسب ابو السمن  والتي تنفي وجود مقاطعه للتجمع على اعتبار انهم يقدمون "المساعدة والتدريب المجانيين للسيدات ، لتمكينهم اقتصاديا ومن لا ترغب بهذه المساعده هذا امر عائد لها لكن يوجد مقاطعة للتجمع ".

 

من يتابع شكاوى السيدات ؟

 

يقول الخوالدة ان اتحاد الجمعيات الخيرية هو يقدم مساعدات للسيدات لكن ليس له سلطة على الجمعيات الخيرية مؤكدا ان وزارة التنمية الإجتماعية هي " هي من لها يد على الجمعيات الخيرية بمراقبة عملها ومحاسبتها ".

 

من جهتها تقول ابو السمن  ان التجمع يفتح باب تقديم الشكاوى للسيدات ، من خلال محاميات متطوعات يترافعن عنهم تطوعيا في حال تقديم شكوى بحق اي جهة كانت.

 

ما هو تأثير هذا النوع من التجارة على الإقتصاد الوطني، ومكانته في غرفة تجارة عمان ؟

 

يقول المحلل الإقتصادي خالد الوزني ان التجارات الصغيرة والمتوسطة هي عماد اساسي لأي اقتصاد في العالم ، والتي تعتبر بالدرجة الأولى مشاريع مشغله للأفراد ، مشيرا الى ان الدراسات تؤكد ان الإقتصاد غير الرسمي يشكل في الأردن ما نسبته 20% من الإقتصاد الوطني ،في الوقت الذي يشكل به 30% من الإقتصاد الوطني لدول الممنطقة .

ويذهب الوزني الى المطالبة بلفت الإهتمام لتلك السيدات وكل من يعمل بالمهن المشابهه لمهنهن ، من اجل توسيع تجارتهمن لمشاريع اكبر تغني الإقتصاد الوطني بحسبه .

 

مطالبات الوزني يجيب عنها رئيس مجلس ادارة غرفة تجارة عمان رياض الصيفي بأن الغرفة قررت انشاء  غرفة خاصة لتلك السيدات بإسم "غرفة سيدات لأعمال : ، مخصصة للعاملات في القطاع الحرفي وعمل الأصناف الغذائية المنزلية ، وذلك خلال الأشهر القليلة القادمة، وذلك لدعمهن وتقديم مساعدة لهن ومتابعة شكاويهن .

 

 

 

أضف تعليقك