“أم وائل ”تتقاسم خيمة بلاستيكية مع الفئران والعقارب

 

تعيش الثمانينية جميلة المحسن في خيمة بلاستيكية لا تقيها أشعة الشمس ولا أمطار الشتاء، فمنذ عشرين عاما وهذه الخيمة تأويها لتصبح مكان نومها ومطبخها ، يشاركها الحياة فيها الفئران والعقارب.

خيمة أم وائل الواقعة بمنطقة الطوال الشمالي في لواء ديرعلا حجارة أرضيتها أكلت من جسدها و تخلو أيضا من ابسط مقومات الحياة الكريمة، فهي لا تجد شربة ماء باردة تروي عطشها في حرارة الصيف، ولا حتى غطاء دافئاً يحميها من برد الشتاء .

عند زيارة أم وائل في خيمتها البلاستيكية وجدناها تجلس على قطع قماش يحيطها التراب خارج الخيمة، وقطع قماش أخرى تحجب عنها أشعة الشمس الحارقة وأخبرتنا أنها لا تستطيع الجلوس داخل الخيمة في ساعات النهار لارتفاع درجات الحرارة والتي تزيد من سخونة البلاستيك.

جلسنا في الخيمة البلاستيكية في ساعات الظهيرة للحديث مع أم وائل عن ظروفها الصعبة كما وصفتها، خلال حديثنا معها كنا ننظر إلى خيمتها لمعرفة ما فيها، لم نجد فيها أي صنف من أصناف الخضار، حتى لم نجد خبزا لديها، تقتات على ما يجود فيه المحسنون والجيران.

متاعب الحياة تبدو على ملامحها وهي تحدثنا عن ظروفها التي أجبرتها على العيش في الخيمة البلاستيكية ، ،”لدي ثلاثة أبناء وجميعهم ظروفهم المالية لا تسمح لهم ببناء منزل لي، وهم بحاجة لمن يساعدهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعشون فيها والمواطنون فضلاً عن أنهم لا يعملون بأعمال دائمة إنما بشكل متقطع، مما يعني عدم توفر دخل شهري دائما.

وتقول الحاجة جميلة إن أبناءها منازلهم لا تتجاوز الغرفة الواحدة وبعدد أفراد لا يقل عن سبعة، وهذا ما يمنعها من الانتقال إلى العيش في غرفة مع احد أبنائها لذا تقدمت لمديرية التنمية الاجتماعية في لواء ديرعلا لبناء منزل لها تتوفر فيه مقومات الحياة الكريمة، ولكن قوانين وزارة التنمية التي تسمح ببناء منزل لعائلات فقيرة في حال عدم توفر قطع ارض ملك للفقير وقفت عائقا أمام بناء منزل لها.

وبخصوص ذلك يقول مدير مديرية التنمية الاجتماعية في لواء دير علا ناجي علوان انه تم عمل دراسة حال للحاجة جميلة وتم مخاطبة سلطة وادي الأردن لتاأمين قطعة ارض ملك لها لتتمكن وزارة التنمية من بناء منزل لها، مؤكداً على انه في حال الحصول على الوحدة السكنية سيتم إنشاء منزل تتوفر فيه متطلبات الحياة .

وتتقاضى جميلة من مديرية التنمية الاجتماعية في ديرعلا 40 ديناراً شهرياً،لا يكفي ثمن أدويتها فهي تعاني من ضعف بصرها وعدم قدرتها على الرؤية لإصابتها “بمرض المياه البيضاء “بالإضافة لمرض السكري الذي تفشى في جسدها وبدأت أطرافها بالتآكل بسبب ما يسمى بحرق السكري الذي بدأ بالانتشار في قدمها اليمنى .

بدوره مدير مستشفى الأميرة إيمان الدكتور حمدان حديثة أكد على أن المستشفى على أتم الاستعداد لعلاج الحاجة جميلة وإجراء عملية لعيونها لتتمكن من النظر مجدداً، وأكد العلوان على انه سيتم مخاطبة وزارة الصحة لتتولى علاج الحاجة جميلة من مرض السكري وإجراء عملية جراحية لعيونها .

وأوضح حديثه أنه في حال عدم توفر الإمكانيات لعلاجها في مستشفى الأميرة إيمان سيتم نقلها لأي مستشفى تتوفر في الإمكانيات الطبية اللازمة لها .

و الحاجة جميلة نموذج للعديد من العائلات في الأغوار التي لا تجد مكانا يأويها، سوى الخيم البلاستيكية.

أم وائل

 

أضف تعليقك