رعي الأغنام والزراعة.. السبيل الوحيد للسبعينية أم أحمد

لاجئة سورية سبعينية تتجه للعمل لإعالة أطفال ابنها
الرابط المختصر

في بلدة حرشية، وجدت الحاجة السبعينية أم أحمد ملاذا آمنا من الحرب في سورية، لكنها لم تتوقع يوما أن تكون وحيدة مع أطفال ابنها المفقود منذ نحو 11 سنة في سورية.

تعيش أم أحمد في بيت صغير بتلة الحدادة المطلة على قرية المعراض في محافظة جرش، حيث وجدت المكان الأقرب إلى قريتها في محافظة درعا السورية، التي غادرتها قبل عشر سنوات.

 

منزل أم أحمد المستأجر في قرية المعراض في جرش

 

بعد سنة ونصف من لجوئها إلى الأردن، لم يبق إلى جانب أم أحمد سوى أحفادها الثلاثة سعاد، علي، وصدام، فهم بالنسبة إليها الوطن المفقود والعائلة.

لجأت أم أحمد إلى الأردن بصحبة زوجها وابنها وعائلته، إضافة إلى زوجة ابنها المفقود وأطفالها الثلاثة؛ ليستقر بها الحال معيلة للأطفال الثلاثة بعد وفاة زوجها وهجرة ابنها وزواج كنتها.

"قعدنا في المخيم حوالي ثلاثة أشهر، وبعدها طلعنا على إربد، وبعد خمسة أشهر توفي زوجي، وبعد سنة زوجة ابني المفقود تركت أطفالها وتزوجت، هي صغيرة في بداية العشرينات وابني وعيلته هاجروا على أمريكا"، تقوم أم أحمد.

من دون سابق إنذار، وجدت أم أحمد نفسها مسؤولة عن ثلاثة أطفال، أعمارهم بين سنة و3 سنوات، إذ لم يبق أمامها سوى العمل في المزارع ورعي الماشية.

"مسؤولية وأطفال وبيت وما في حدا يطل علينا والكيبونات ما بعملو شي، لقيت أحس شي اشتغل واحنا فلاحين وعندنا أرض وكنا نزرع".

 

دلة قهوة وإبريق شاي

 

صباحات أم أحمد متشابهة، فهي تبدأ بتحضير الفطار لأحفادها الثلاثة قبل مغادرتهم إلى المدرسة، إذ. تنطلق إلى عملها في المزارع للرعي وقطاف المحصول، لكن القهوة على الحطب والشاي هي طقوس يومية تعودت عليها.

 

أم احمد

 

الطبيعة واندماجها في مجتمع مشابه تماما للقرية التي كانت تعيش فيها في سوريا، هو العامل الوحيد الذي ساعدها في التغلب على كل ما مرت به من تحديات. تقول أم أحمد إنها لا تشعر بالغربة عن وطنها عندما تتحدث إلى الجيران وتلتقي بهم في كل يوم ويسألونها عن حالها وإن كانت بحاجة أي شيء.

 

عمل أم أحمد في رعي الماشية

 

رحلة أم أحمد اليومية تبدأ بعد خروج سعاد، علي، وصدام إلى المدرسة، حيث تغادر إلى المرعى القريب من منزلها المستأجر.

ذهاب الأطفال الثلاثة إلى المدرسة هو هدفها من العمل في هذا السن، فهي ترى أن إكمال دراستهم هو المنقذ بعد عدة أعوام. "حياتنا صعبة وما في شي الواحد يعتمد عليه لقدام غير إنه يكملوا قرايتهم. ما فكرت أشغلهم واني قادرة أشتغل والحمدلله".

 

أم أحمد تحضر وجبة الغداء

 

تحاول أم أحمد ان تحتوي وجبة الغداء على أصناف متعددة مما قطفته خلال عملها طوال اليوم، لتكون الوجبة الوحيدة بعد يوم "طويل وشاق" بالنسبة لها ولأطفال ابنها، لتغنيهم عن وجبة ثالثة.

 

لعب الأطفال في الحارة

 

ألعابهم قديمة ولا يعرفون استخدام الأجهزة الذكية لعدم وجودها في منزلهم، حيث يلعبون في شوارع المعراض مع الأطفال لكنهم يختلفون عنهم في تحصيلهم الدراسي، إذ أنهم "لايعرفون القراءة والكتابة ويعانون حالة نفسية صعبة".

لا تلتحق سعاد، 13 عاما للعب مع أقرانها وأخويها الاثنين في الحارة التي تعيش فيها، بل تبدأ بالأعمال المنزلية بعد عودتها من المدرسة، إضافة إلى مسؤليتها عن أخويها في غياب جدتها.

 

غرفة النوم

 

في نهاية اليوم، ينام الأطفال في غرفة صغيرة فيها عدة مرتبات، لكل واحد منهم مرتبته الخاصة، من الصعب جدًا حصولهم على غرفة نوم، دخل جدتهم بالكاد يسد احتياجاتهم من الطعام.