علي صوتك
بقلم ربا البريم
قبل ايام تلقيت دعوة من صديق بمناسبة اني سأبلغ الثلاثين بأن اكتب عن الأمور التي يجب على المرأة العربية ان تكون قد قامت بها قبل الثلاثين وما اصبحت عليه عند الثلاثين. لكني شعرت بأني سأظلم الكثيرين وبأني قد اخلق فجوة بيني وبينكم او بأن هكذا حديث سيضعني في عالم منفصل بالكامل عن عالمكم وعن مأساتكم والآمكم والتحديات التي تواجهها وبأني سأتعامل معكم على اساس اني لا اعرفكم ولا اعرف الظروف التي تعايشوها والتحديات والعقبات المفروضة في طريق حياتكم.
بداية وضعي لا يختلف عن وضع النسبة الاكبر من الاناث في معظم دول العالم العربي. فأنا انحدر من عائلة كبيرة وملتزمة وتحكمها ثقافة المجتمع والعادات والتقاليد ولي اخوة ذكور يستطيعون ان يفرضوا علي أي رأي لا يتناسب معهم، امي كسائر الأمهات هدفها بالحياة ان تزوج بناتها وان لا يكن في المنزل ابنة عانس، ابي كسائر الإباء يريد السترة لبناته وسيسعى جاهداً ان لا يكون لديه ابنه مطلقة وبعيد عنا ولا يتحدث معنا الا في الأوقات التي تستدعي التدخل النهائي، اخوتي كسائر الأخوة يريدون اختهم ان تكون ملتزمة لا تخرج لا تعمل لا تضحك لا تعارض المجتمع ولا تعارضهم.
لقد قررت ان اتحدث مع الإناث في المجتمعات العربية اللاتي كبرن في منزل ملتزم ومن العائلات المتوسطة وما دون المتوسطة اريد ان اتحدث مع الأنثى التي كبرت وتعرف جميع قصص النساء المأسورات، الأنثى التي يتحكم بحياتها والدها ووالدتها واخوتها الذكور واخوتها الاناث وزوجها وحتى الاقارب ، الأنثى التي ربيت على ان احلامها تحقق عندما تتزوج وان نهاية كل انثى الزواج. الأنثى التي تصبح صنماً عندما تتعرض الا موقف يخص جسدها او انوثتها او حياتها. الانثى التي يحدد مسار حياتها الآخرون سواء بالدارسة او العمل او الزواج او الخروج او الاهتمامات او طريقة اللبس او نوع الصديقات.
قد تكون هذه الجملة مضحكة نوعاً ما الا انني افهمكم. وافهم لماذا كل هذا الصمت ولماذا كل هذا الخوف افهم انكي قد تضربين او تحبسين او تقتلين اذا تكلمتِ. لكني لا اريد لك الا كل خير ومن كل قلبي اتمنى لكِ الحياة التي تحلمين بها.
انا افهمكم وافهم القمع الذي تتعرضون له كل يوم، افهم لماذا لم تكملي تعليمكِ، ولماذا تزوجت برجل لا تريدينه، ولماذا لم تعملي بعد حصولك على الشهادة الجامعية، ولماذا لا تستطيعين الخروج مع صديقاتك، ولماذا لا ترتدين الملابس التي تريدين، ولماذا لم تخرجي من حدود البلد الذي تعيشين به، ولماذا تتعرضين للتحرش وتسكتين. لكن هل من المعقول انه لا يوجد حل لهذه المعضلات التي تنغض حياتك وتجعلكِ في حالة تخدير تام بحيث لا تشعرين بالحياة ويمر العمر دون ان تكوني ما تريدين.
علي صوتك
علي صوتك عندما تتعرضين للتحرش الجنسي او اللفظي
لا تكوني صنم ولا تهربي في حال ما تعرضت الى تحرش جنسي او لفظي، ويجب ان تعرفي بأن أي شخص يتحرش بك هو معتدي والمعتدي لا يملك الحق ام المعتدى عليه فهو صاحب الحق وعليه عديني منذ قراءتك لهذه الكلمات في أي مرة تتعرضين بها للتحرش الجنسي او اللفظي "علي صوتك" في وجه المتحرش وهدديه واصرخي في وجه ولا تخافي من الناس ولا تدعي حجة الفضيحة والعار تقيدك، بل دعيهم يرونه ولا تهتمي للكلام الذي يقال فأنت تعلمين بأنه المعتدي وهو من انتهك جسدك، وهو المجرم، وهو الآثم. وانت صاحبة الحق، وصاحب الحق يجاهر بحقه، "علي صوتك" ولا تخافي لأنك في حال ما واجهته صدقيني سترين الخوف والانكار ولن تكوني ضحية بعد الآن لن تكوني مجرد متعة لحظية لشخص سافل. ولو صرخت كل انثى بوجه كل متحرش ومعتدي فلن يبقى واحد منهم لانهم بكل بساطة جبناء وسيتجمدون في مكانهم، تربوا على أن الانثى لا تصرخ بوجه من يلمس جسدها خوفاً من الفضيحة والعار وعلينا ان نفاجئهم فهم لا يعرفون التصرف في حال الاجهار ولا تنسي بأن العار والفضيحة صفتان تلاصقهم ولا تلاصقكِ انتِ.
علي صوتك" لا للاعتداء على جسدي
لا تسمحي لأي شخص بأن يضربك مهما كان الأمر ولا تضعي لهم ذرائع ايذائك مهما كان التصرف الذي قمت به. افرضي عليهم احترام جسدك لا تسامحي من قام بضربك وذكريه في كل مرة بأنه قام بذلك لا تبكي ولا تتمسكني بل عبري عن نفسك واعملي جاهدة على تربية ابناءك وتذكير اخوتك وزوجك واهلك بأن الضرب لن يؤتي ثماره وبأنه بالحوار نستطيع التفاهم . "علي صوتك" بأن لا حق لأي انسان ان ينتهك جسدك او يفرض عليك عقاب.
علي صوتك وقولي من حقي ان اكمل تعليمي
اعلمي بأن شهادتك سلاحك الأول وبان هذه الحياة ليست سهلة ودوام الحال من المحال، باي طريقة يجب ان تكملي تعليمك سواء اضطررت الى العمل والدراسة معاً، حاولي بشتى الطرق اقناع ذويكِ بإكمال تعليمك بجامعة او كلية ولا يهم التخصص او المكان دعيهم يختارون لكِ المهم ان يكون لديك شهادة. واعلمي بأن الإرادة والتصميم هما منقذاكِ لا تيأسي لا تكلي لا تتعبي ابقي مصرة على حقك واجهري به، كوني صارمة مصرة، "علي صوتك" من حقي ان اتعلم كسائر اخوتي الذكور، من حقي ان اكون فتاة متعلمة..
"علي صوتك" من حقي ان اعمل
افهم بأن هنالك ظروف عديدة ومصيرية تحولك دون ان تعملي، والعديد من الفتيات عندما يتزوجن يتركن العمل. رجائي لكِ ان لا تتركي عملك، رجائي لك ان لا تجلسي في المنزل، ليكن عملك شرطاً لإتمام الزواج، ولتختاري عملاً يتناسب مع طبيعة حياتك بعد الزواج وبعد الانجاب لكن لا تجلسي في المنزل، كوني مستقلة بمصروفك وادخري قدر ما تستطيعين. عملك هو سلاحك الثاني "علي صوتك" وقولي خلقت لأثبت ذاتي وارضي نفسي ومن حقي ان اعمل. لا تيأسي في حال ما تم رفض عملك اسعي بل جاهدي لأجل هذا الحق، "علي صوتك" وقولي لا اريد منة او حسنة من أي شخص انا فتاة راشدة من المعيب ان اخذ مصروفي من اهلي او من اخي او من زوجي ولا تبحثي عن عمل يقلل من قيمتك كمرأة كوني انتقائية فريدة مميزة، ستبهرينهم قبل ان تبهري نفسكِ وستثبتين لهم بأنك قادرة مميزة وستفرضين عليهم احترامك.
* نصيحة عند استلام اول راتب قومي بشراء هدية لكل من وقف ضد عملك ولا تلجئي لهم في حال ما احتجت شيئاً.
"علي صوتك" انا امرأة مستقلة
كوني امرأة مستقلة ولا تنتظري أي شخص ليحقق لك احلامك لا تصدقي من يقول لك بأنكِ عندما تتزوجين ستحققين ما تريدين. آمني بنفسك لا تكفي عن الحلم وايضاً ارسمي مستقبلك كل عشرة سنوات ماذا تريدين ماذا تتمنين ماذا ستصبحين، ولا تدعي المعوقات وقلة الدعم والتشجيع والاحباط يوقفك عن الحلم وتحقيق الذات بل اجعلي احباطك او فشلك حافزاً لكي تصبحي افضل لكي تصبحي ما تريدين ولا تنتظري مساعدة من أي شخص. "علي صوتك" انا امرأة مستقلة لن انتظر احداً ليحقق احلامي انا انثى بالغة ولي المسؤولية الكاملة عن نفسي
"علي صوتك" انا امرأة مثقفة
انت من ترسمين شخصيتك وكيانك انت من تبرزي نفسك انت من تحددي نفسكِ. كوني قارئة نهمة وابتعدي عن الكتب التافهة، اقرائي كل ما يقع تحت يديك من كتب ومقالات وجرائد وتابعي الاخبار ولا تحصري نفسك في خانة معينة وخاصة القصص والقضايا المتعلقة بالمرأة، وسعي مداركك، ارجوكِ ان تفهمي المجتمع وكل شيء ان تكوني طرفاً في كل حوار ان تكوني صاحبة قرار ورأي. "علي صوتك" انا امرأة مثقفة لدي المعرفة التي لديكم واكثر، انا امرأة يجب ان يسمع رأيي ولن اسكت في أي نقاش وسأقول وجهة نظري وستسمعون لي دون مقاطعة او تقليل من شأني.
علي صوتك "لست جسداً فقط"
لا تنظري الا نفسك على اساس انك فتنة او غواية، ولا تتصرفي خارج المنزل بهذه الطريقة، انت انثى كاملة ولستِ بحاجة لإثبات ذلك، استعملي انوثتك فقط مع من تريدين، اما باقي المواقف والأوقات كوني صارمة قوية حازمة قادرة ولا تظهري ضعفك او تتصرفي بضعف. إياك ان تنظري لأي امرأة بهذا الشكل، ولا تسكتي لمن يقلل من شأن امرأة. ارجوكِ ان لا تعطي مبرر لأي شخص بأن يتصرف مع او يتحدث عن أي امرأة بشكل جارح. دافعي عنهم وهم سيدافعون عنكِ لا تكوني سبباً او عاملاً مساعد بالاضطهاد المرتكب بحقنا، كوني طرفاً مدافعاً وداعماً للقضايا التي تخص المرأة، لا تنتظري الآخرين ليتحركوا عنكِ، انتِ تشعرين وتعيشين كل ما تعيشه النساء انت تفهمينهم، لا تنتظريهم ليدافعوا عنا او يتحركوا لأجلنا، ابدائي بنفسك واعتبري أي قضية تخص المرأة قضيتك، واحذري ممن يلوثوا العقول ويضعون ذرائع لاضطهادنا ويريدون انقاص حقوقنا. "علي صوتك" انا لست جسداً بدون عقل وروح وقضية أي امرأة قضيتي، تحن اصحاب القضية ونحن من سيدافع عنها.
علي صوتك " لي حياتي وهي اولويتي قبل كل شيء
لا تنظري لنفسك على اساس ان القطار فاتك، ما زلت على قيد الحياة وهنالك ما ينتظرك ولم يفت الأوان لتحقيق ما تريدين، ابحثي عن اهتماماتك وماذا تحبين، لا تقولي بأنك لا تملكين موهبة او اهتمام، ابحثي في نفسك، واسعي جاهدة لتجدي شغفك في الحياة وحاولي ان يكن لك مساهمة فيما تحبين، لا تضعي العوائق في طريقك هنالك الف طريقة للتعبير، وهنالك متسع من الوقت لتجدي نفسك وتحييها وتكوني طرفاً فعالاً، لا تكوني مجرد اداة صامتة. "علي صوتك" ابدي رأيك ساهمي تحركي، قولي بأني خلقت لأكون انثى وام وزوجة وابنة ولكن يجب ان أعيش حياتي بالطريقة التي اريد قبل كل شيء.