اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر 2013: تصريح مشترك
-وثائقيات حقوق الإنسان - نحتفل في هذا اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر بمرور 150 عاما من العمل الإنساني والتعهد المتواصل بـخدمة الضعفاء في عالمنا المتغيّر. كلمة يلقيها كل من تداتيرو كونُوِي، رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وبيتر ماورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر. لقد مرّت 150 سنة منذ أن رأت النور فكرة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وشيء واحد لم يتغير وهو معاناة الملايين من البشر، التي تسعى منظمتانا جاهدتين إلى التخفيف منها. أما الأمر الذي تغير تغييرا جذريا فهو المناخ الجغرافي السياسي والاجتماعي والتكنولوجي الذي نعمل فيه. ويكمن سر بقاء منظمتينا ونموّهما في قدرتهما على التكيّف في مثل هذه الظروف فضلا عن مهاراتنا في خدمة الضعفاء حاضراً ومستقبلاً. ونحتفل اليوم باليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ويشاركنا الاحتفال بقرن ونصف قرن من العمل الانساني المشترك 187 جمعية وطنية عبر العالم، وإننا ننظر إلى المستقبل بتفاؤل ونجعل من خدمة الشعوب مصدر إلهام لنا. وخلال السنوات المائة والخمسين التي مضت على تأسيس حركتنا، ما فتئت طبيعة الأزمات والحروب تتطور باستمرار. ومن بين التحديات التي يواجهها العمل الانساني اليوم زيادة الكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ الصحية، واستمرار عدم احترام القانون الدولي الإنساني، والعراقيل التي تحول دون حصول السكان على الرعاية الصحية بشكل آمن في الكثير من البلدان، والصعوبات التي تواجهها الجهات الفاعلة في المجال الإنساني للوصول إلى الأشخاص المحتاجين في بعض الظروف الخاصة. فعلى سبيل المثال، فإن الملايين ممن يعيشون في مناطق مثل أفغانستان والصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية وسوريا لا يتلقّون إلا النزر اليسير من المساعدات الإنسانية نظرا لانعدام الأمن أو بسبب العراقيل السياسية. وأما عدد الكوارث الطبيعية فقد ارتفع خلال الأربعين سنة الماضية بنسبة 400 في المائة تقريبا. ونعمل جاهدين على التأكد من أن جميع الأطراف في العالم تدرك أننا لا نميل إلى أي جهة. فهمُّنا الوحيد هو مساعدة من يعانون ونفعل ذلك بحياد، بصرف النظر عن جنسياتهم أو أصولهم أو آرائهم أو معتقداتهم. وهذا هو المفتاح الذي يمكّننا من الوصول إلى المحتاجين إلى مساعداتنا، وبوجه خاص إبّان النزاعات وفي المناطق الموصدة أمام العالم. ونسعى دوما إلى إيجاد نُهج وشراكات مبتكرة لتحسين استجابتنا سواء باستخدام التقنيات الجديدة، أو من خلال البحث عن القيادات الشابة محاولةً منا لتوسيع مجال خدماتنا، أو بتكييف أساليب عملنا مع تغيّر المناخ. فمثلاً، يوجد في العالم 6 بلايين مستخدم لأجهزة الهواتف المحمولة. وقد عمدت العديد من الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى تطوير تطبيقات للهواتف المحمولة عن التأهب للكوارث وعن الاسعافات الأولية وتطبيقات أخرى لمواجهة حالات الطوارئ، فيفضل الناس اليوم استلام المعلومات الحيوية بهذه الطريقة. إن استجابتنا الإنسانية واتصالاتنا الشعبية إنما تتميز بالفعالية لأننا على اتصال وثيق بالمجتمعات المحلية. ويتصدّر الملايين من المتطوعين المنتسبين إلى جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والمحترفين مبادرات التغيير الإيجابي في المناطق الحضرية والريفية وفي القرى والمدن بفضل قربهم من المحتاجين. وهؤلاء المتطوعون والموظفون العاملون في الميدان هم أول من يواجه أكبر المصاعب، فهم يدركون أكثر من غيرهم احتياجات الأهالي والحلول التي تناسبهم، وإننا نؤْمن بأن المضي قُدماً مع هؤلاء كفيل بتحقيق برنامج العمل الإنساني العالمي. وقبل قرن ونصف قرن من الزمن، كتب رجل اسمه هنري دونان كتاباً أسماه 'تذكار سولفرينو'، يسرد فيه تجربته وفكرته في حث سكان القرى على علاج الجنود المصابين في المعارك التي كانت تدور رحاها في إيطاليا، بغض النظر عن الجهة التي كانوا يحاربون معها. وكانت مقدرته الطبيعية على مد يد المساعدة للآخرين هي التي مهدت لإرساء أسس إنشاء منظمات الصليب الأحمر والهلال الأحمر كما نعرفهما اليوم. سيحتفل الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر طوال عام 2013 بالإسهام التاريخي والاستثنائي الذي تقدّمه الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر للإنسانية. كما أننا نتعهد سوياً بمواصلة العمل بغية إيصال أصوات الملايين من البشر من الذين لا منبر لهم والسعي إلى تلبية احتياجاتهم الإنسانية. ونُهنّئ أعضاءَنا وموظَّفينا والمتطوّعين وشركاءَنا في العمل الإنساني على مستوى العالم الذين لا يدخرون جهدا للمساعدة على تكريس هذه المناسبة الاستثنائية التي تمثل معلما يؤرخ لمرور 150 سنة على تأسيس الحركة. ونحن نفتخر بالعمل معكم على خدمة الآخرين اليوم وغداً.