الأردن: تراجع معدلات الرضاعة الطبيعية وإصابة ثلثي الأردنيات بفقر الدم
وثائقيات حقوق الإنسان أطلقت دائرة الإحصاءات العامة خلال شهر آذار / 2013 التقرير الأولي لمسح "السكان والصحة الأسرية في الأردن (2012)" ، والذي يتضمن النتائج الأولية للمسح في حين سيتم عرض النتائج التفصيلية في التقرير النهائي والمتوقع إطلاقه نهاية هذا العام. ويعتبر هذا المسح السادس من سلسلة مسوح ديمغرافية وصحية تم تنفيذها في الأردن خلال الأعوام (1990 ، 1997 ، 2002 ، 2007 ، 2009). وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن عينه المسح شملت مقابلة (15190) أسرة و (11352) سيدة سبق لهن الزواج ممن تتراوح أعمارهن ما بين (15 – 49) عاماً ، وغطت كافة مناطق ومحافظات المملكة ، في الحضر والريف . وهدف التقرير الى تسهيل إدارة البرامج والسياسات الحكومية وغير الحكومية ، واعتباره مرجعاً لكافة المهتمين والمهتمات من أفراد ومؤسسات وهيئات المعنية بالسكان وتنظيم الأسرة والصحة ، لتعزيز صحة الأمهات والأطفال، من خلال توفير التقديرات والمؤشرات الديمغرافية المتعلقة بالإنجاب وتفضيلاته والوفيات وتنظيم الأسرة ، وصحة وتغذية الأمهات والأطفال. ووفقاً للتقرير ، فإن المؤشرات الرئيسية للمسح أوضحت بأن (83%) من النساء اللواتي سبق لهن الزواج وشملتهن العينه هن من المناطق الحضرية ، وهنالك امرأتين من كل ثلاث نساء يقمن في إقليم الوسط ، وأن (31%) يحملن شهادة أعلى من الثانوي ، و (45%) منهن حاصلات على الشهادة الثانوية ، و (15%) على الإعدادي ، و (8%) على الإبتدائي و (2%) منهن غير متعلمات.. وتضيف "تضامن" بأن التقرير أظهر إنخفاضاً في نسبة الزواج دون عمر (30) مقارنة مع الأعوام السابقة وإرتفاعاً في نسبة الزواج بعمر فوق (30) ، حيث أظهر التقرير بأن (31%) من عينه النساء اللواتي سبق لهن الزواج تزوجن دون عمر (30) ، فيما كانت نسبتهن (34%) عام (2002) ، و (32%) عامي (2009 ، 2009). وفي مقابل ذلك إرتفعت نسبة النساء اللاتي سبق لهن الزواج وأعمارهن ما بين (30 – 49) عاماً الى (69%) عام (2012) في حين كانت النسبة (66%) عام (2002) و (68%) عامي (2007 ، 2009). وأشار التقرير الى أن معدل الإنجاب الكلي لكل إمرأة هو (3.5) مولود في حين كان المعدل بحسب مسح عام (1990) بحدود (5.6) طفل ، إلا أن النساء في المناطق الريفية ينجبن في المتوسط نصف طفل أكثر من النساء في المناطق الحضرية ، وأن هنالك إختلافات فيما بين المحافظات ففي حين نجد معدل الإنجاب الكلي في محافظة العاصمة (3.2) مولود فإنه يصل الى (4.3) مولود في محافظة جرش ، وفي محافظتي معان والمفرق (4.1) مولود. أما الإختلاف الأكبر فنجده بين مناطق البادية وغير البادية ، حيث بلغ معدل الإنجاب الكلي في البادية (4.4) مولود وفي غير البادية (3.4) مولود. وذكرت (53%) من النساء المتزوجات في الأردن بأنهن لا يرغبن في إنجاب المزيد من الأطفال في أي وقت في المستقبل ، ومن بينهن (25) كن معقمات ، و (23%) من النساء المتزوجات حالياً يرغبن في تأجيل إنجاب طفل آخر لمدة لا تقل عن السنتين. كما تزداد الرغبة في التوقف عن الإنجاب بشكل متسارع حسب عدد الأطفال ، من أقل من (1%) بالنسبة للنساء اللاتي لم ينجبن الى (89%) بين النساء اللاتي لديهن (6) أطفال فأكثر. وبين التقرير بأن (61%) من النساء المتزوجات في الأردن يستعملن وسيلة من وسائل تنظيم الأسرة ، من بينهن (42%) يستعملن الوسائل الحديثة و (19%) يستعملن الوسائل التقليدية ، ويظهر ذلك إرتفاعاً في معدل إنتشار إستخدام وسائل تنظيم الأسرة مقارنة بالسنوات السابقة حيث كان المعدل (40%) عام (1990) و (56%) عام (2002). ومن حيث الوسائل الأكثر شيوعاً ، كان اللولب أكثرها إنتشاراً حيث إستخدمته (21%) من النساء المتزوجات تلته الحبوب (8%) والواقي الذكري (8%) ، أما أكثر الوسائل التقليدية شيوعاً فكان القذف الخارجي حيث إستعملتها (14%) من النساء المتزوجات. والنساء في المناطق الحضرية أكثر ميلاً لإستخدام الوسائل الحديثة لتنظيم الحمل ، أما الوسائل التقليدية فتفضلها النساء الريفيات ، وبشكل عام فإن النساء المتزوجات اللاتي تتراوح أعمارهن بين (30 – 44) عاماً ومستواهن التعليمي أعلى من الإبتدائي ولديهن (3) أطفال أو أكثر يملن أكثر الى إستخدام وسائل تنظيم الأسرة. وتنوه "تضامن" بأن معدل وفيات الأطفال دون عمر الخامسة وفقاً للتقرير وخلال الفترة (2008 – 2012) بلغ (21) وفاة لكل ألف مولود ، وتحدث أغلب الوفيات في السنة الأولى من العمر (17 وفاة لكل ألف مولود) ، وأن لا تغيير على هذا المعدل خلال الخمس سنوات السابقة (2003 – 2007) في حين نجد ذلك كله يشكل إنخفاضاً ملحوظاً عن الفترة (1998 – 2002) حيث كان معدل الوفيات (30) وفاة لكل ألف مولود. وفي مجال رعاية الأمومة فإن (99%) من النساء وأثناء حملهن بالطفل الأخير وخلال الخمس سنوات الماضية ، قد تلقين رعاية صحية مبكرة من مختص / مختصة في الصحة ، وأن المختصين الصحيين ساعدوا في ولادة جميع المواليد تقريباً بسبب حدوث (99%) من الولادات في مراكز صجية ، وأن (8) من بين (10) نساء يتلقن الرعاية الصحية لمدة يومين بعد الولادة ، وأن (93%) من الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين (12 – 23) شهراً قد تلقوا جميع المطاعيم الموصى بها في الأردن. وتؤكد وزارة الصحة على أهمية إرضاع الأمهات لأطفالهن خلال الستة الشهور الأولى تجنباً للتلوث الذي قد يحدث عند إستخدام وسائل إرضاع أخرى وما يسببه من أمراض كالإسهال ، ومع ذلك فإن التقرير يشير الى أن ممارسات تغذية الرضع تشهد تراجعاً ، فنسبة الرضع الذين أعمارهم بين (0 – 5) شهور ولم يتلقوا الرضاعة الطبيعية إزدادت من (10%) عام (2002) الى (13%) عام (2012) ، في حين إنخفضت نسبة الأطفال الرضع الذين تلقوا الرضاعة الطبيعية المحضة من (27%) عام (2002) الى (23%) عام (2012) ، وقابل ذلك زيادة في إستخدام زجاجة ذات الحلمة من (40%) عام (2002) الى (65%) عام (2012). وركز التقرير على فقر الدم بإعتباره من الأمراض الشائعة بين الأطفال والنساء في الأردن ، فواحد من كل ثلاثة أطفال يعاني من فقر الدم بنسبة تصل الى (32%) ، وأغلب هؤلاء يعانون من فقر دم خفيف (20%) وأن (12%) لديهم فقر دم معتدل ونسبة ضئيلة يعانون من فقر دم حاد. وتعاني ثلث النساء المتزوجات من فقر الدم ومن بينهن (26%) مصابات بفقر دم خفيف ، و(7%) بفقر دم معتدل ، ونسبة ضئيلة لديهن فقر دم حاد. وذكر التقرير بأن (99%) من النساء اللاتي سبق لهن الزواج وأعمارهن ما بين (15 – 49) قد سمعن بمرض الإيدز ، وأن (95%) منهن لديهن مستوى معرفي جيد بالمرض. أما فيما يتعلق بطرق الوقاية منه فقد أجابت (58%) من النساء اللاتي سبق لهن الزواج بأنهن يعرفن أن إستعمال الواقي الذكري هو وسيلة لمنع إنتشار فيروس تقص المناعة ، و(81%) منهن يعرفن بأن إقتصار المعاشرة الجنسية على شريك واحد مخلص وغير مصاب بالمرض يقلل من فرص إصابتهن بالمرض. وتقل هذه النسب بين النساء غير المتعلمات اللاتي سبق لهن الزواج. وتؤكد "تضامن" على أهمية هذا التقرير والمعلومات الواردة فيه ، خاصة وأن بعض الأرقام تشير وبشكل واضح الى تراجع في نسبة زواج النساء دون عمر (30) عاماً وإرتفاعها بين النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين (30 – 49) بشكل ملفت ، كما أن إصابة الأطفال والنساء بنسب مرتفة تصل الى الثلث بفقر الدم بأنواعه الخفيفة والمعتدلة والحادة ، وتراجع أرقام الرضاعة الطبيعية ، وغيرها من المؤشرات ، تتطلب منا جميعاً العمل لمعرفة الأسباب والعقبات التي تحول دون تمتع النساء وأطفالهن بالصحة والتغذية المناسبة وتذليلها ، ورفع الوعي بين النساء فيما يتعلق بالصحة الإنجابية ووسائل حماية الأسرة وبعض الأمراض كفقر الدم ومرض الإيدز.