“زيّي زيّك”: البعض تعمد إساءة فهم الشعارات والتلاعب بالصور

الرابط المختصر

-وثائقيات حقوق الإنسان -

أكد منظمو حملة “زيي زيك” التي نفذت الشهر الماضي سلسلة بشرية ضد الممارسات المميزة ضد المرأة، رفضهم لما وجهته وسائل إعلام ومجموعات وأفراد من اتهامات بالإساءة للأعراف والتقاليد، مشيرين إلى أن البعض تعمد إساءة تفسير بعض اليافطات أو التركيز على نقاط هامشية في انتقاد الحملة بدلاً من التركيز على الرسائل الضمنية لها.

 

وأوضحت الحملة في بيان لها الثلاثاء، أن بعض التعليقات وصلت إلى مستوى التهديد الشخصي، إضافة إلى التلاعب بصور بعض المشاركين من خلال الفوتوشوب وإضافة ألفاظ نابية إليها، موضحة “أن هذه التهديدات والشتائم نموذج للانعدام التاريخي لثقافة الحوار، والتعاطي السطحي مع مشاكل مجتمعية خطيرة تمسنا جميعا”.

 

وأكدت أن هدفها يتمثل ببدء حوار حول القضايا المطروحة بهدف الوصول الى حلول عمليّة، وأن الشعارات التي تم التهجم عليها بشكل انتقائي انما هدفت إلى رفض جرائم القتل بحجة الشرف، وإلى نبذ التحرش الجنسي بالمرأة، وإلى وقف تزويج المغتصبة من الجاني، وإلى اعطاء المرأة الأردنية حقها بتجنيس أبنائها، بحسب البيان.

 

وتاليا نص البيان:

 

 

السخرية والواقع

 

لأول مرة في الأردن، قامت مجموعة من النشطاء بتنفيذ وقفة سلمية على شكل سلسلة بشرية نسوية تهدف إلى التعبير عن استنكارها للممارسات المجحفة تجاه المرأة في الأردن، وانتقاص حقوقها وتكريس النظرة الدونية تجاهها من المجتمع والقانون. هذه المجموعة التي تشكلت بتآلف من نشطاء مستقلين وأربع حملات نسوية أردنية وهي: أولاً حملة “أين نقف“، والتي تشكل جزءاً من مبادرة “لا شرف في الجريمة” الرافضة للاعتداء على النساء بحجة الشرف. وثانياً: حملة “مش شطارة“، التي تحارب التحرش الجنسي. وثالثاً: حملة “أمي أردنية وجنسيتها حق لي“، وهي حملة تطالب بالمساواة بين المواطنين في الأردن في حق الجنسية. ورابعاً حملة “جريمة 308” وهي حملة تطالب بتعديل قانون العقوبات والغاء السماح للمغتصب بالزواج من ضحيته والافلات من العقوبة.

 

جاءت هذه الوقفة احتجاجاً على بطء عملية الإصلاح في جملة التشريعات التي تحمي حق المرأة، ورفض الكثير من الجهات لمناقشة هذه الامور الحساسة بشكل علني ساعية لإثارة الحوار حول الممارسات الاجتماعية والرسمية التي تشكل ظلماً لا يحتمل ضد المرأة الأردنية.وتمثلت هذه الحملة التي سميت “زيي زيك” في تشكيل سلسة بشرية يوم الاثنبن 25 / 6 / 2012 شارك فيها مما يقارب 220 امرأة ورجل من فئات مجتمعية وعمرية مختلفة وقفوا لما يقارب الساعة ما بين دواري المدينة الرياضية والداخلية في عمان، رفعوا فيها شعارات رافضة للممارسات المميزة ضد المرأة بجميع أشكالها؛ سواء على الصعيد الاجتماعي أو التشريعي أو الرسمي ومستنكرة للصمت العام عن الظلم القائم بحق المرأة. تناولت بعض الشعارات غير التقليدية الواقع السوداوي التي تعيشه المرأة بشكل ساخر. ولم تخل بعض هذه الشعارات من التهكم على المفاهيم السائدة لدى المجتمع الذكوري الذي يسلب المرأة حقها في المظهر والإرث والتوظيف والسفر والجنسية والتعبير والتعليم وحقها في الزواج أو عدمه.وتنوعت ردود الفعل المباشرة على السلسلة من السيارات والمارة، فمنهم من أشاح بنظره عن السلسلة معبراً عن رفضه للرسائل الموجهة إليه، ومنهم من عبر عن تأييده وفخره. وكان من المفاجئ انضمام بعض المارة للسلسلة واختيارهم لشعارات تمثلهم ووقوفهم جنباً إلى جنب مع المشاركين.

 

أما على الصعيد الإعلامي فقد حظيت الحملة بتغطية إعلامية واسعة وأثارت العديد من ردود الفعل المتباينة من مؤيد ومشجع إلى منتقد، وصولاً إلى إلقاء الشتائم أو التهديدات التي لا ترقى بالمستوى الإنساني والأخلاقي للمجتمع الأردني. وقد تعمد البعض إلى إساءة تفسير بعض اليافطات أو التركيز على نقاط هامشية في انتقاد الحملة بدلاً من التركيز على الرسائل الضمنية لها وخاصة بعض الجهات الإعلامية التي اختارت عرض رسائل معينة بشكل جزئي مما أدى إلى إساءة فهمها أو حتى تشويه رسالتها في بعض الحالات. كما وصلت بعض التعليقات إلى مستوى التهديد الشخصي، إضافة إلى التلاعب بصور بعض المشاركين من خلال الفوتوشوب وإضافة ألفاظ نابية إليها.هذه التهديدات التي ظهرت إلكترونياً (والمؤهلة للملاحقة القانونية) تطرح تساؤلاً حول مصير مجتمعنا الذي يتستّر بعض أفراده على المسيئين. هل سنصل إلى مرحلة التنفيذ الفعلي لهذا الرفض والعنف؟ نحن نعتقد أن هذه التهديدات والشتائم نموذج للانعدام التاريخي لثقافة الحوار، والتعاطي السطحي مع مشاكل مجتمعية خطيرة تمسنا جميعاً. إذ تبنى بعض المهاجمون ما شتموا به المشاركين من نقص الأخلاق وانحلالها، والذي تجلى واضحاً في التعابير المهينة التي اختاروها. فأين الأخلاق التي يدعون إليها في تعليقٍ يهدد باغتصاب إحدى المشاركات؟ وأين الانحلال الأخلاقي في الشعارات التي رفعت؟

 

إننا كقائمين على هذه الحملة نؤكد أننا نهدف إلى بدء حوار حول القضايا المطروحة بهدف الوصول الى حلول عمليّة. كما نؤكد أن الشعارات التي تم التهجم عليها بشكل انتقائي انما هدفت إلى رفض جرائم القتل بحجة الشرف، وإلى نبذ التحرش الجنسي بالمرأة، وإلى وقف تزويج المغتصبة من الجاني، وإلى اعطاء المرأة الأردنية حقها بتجنيس أبنائها، فنحن إن وقفنا فلقد وقفنا رفضا لما يحصل من هذا، وأيضا رفضا لكل أوجه العنف اللفظي والجسدي والجنسي التي تتعرض له المرأة في بيتها وفي مكان العمل وفي الشارع، و على صفحات الفيسبوك والمواقع الإعلامية الإلكترونية.

 

إننا نؤكد على أننا ننطلق من مواطنتنا وانتمائنا وحرصنا على المصلحة الفردية للمواطنين والجماعية للوطن. فبقدر ما يكون المجتمع آمناً لأفراده خالياً من الممارسات المجحفة بحقهم، بقدر ما يعبر عن رقي وتحضر هذا المجتمع، وبقدر ما يزيد من انتماء هؤلاء الأفراد له وسعيهم لتنميته وازدهاره، كما أن ضمان تعددية الرأي و حرية التعبير هي من أهم مقومات بناء مجتمع صحي قادر على أن يضمن حوار حضاري حول القضايا الجوهرية التي تحصل لأفراده.

 

فما كنا نأمله كرد فعل مجتمعي على السلسلة، هو البدء بحوار حول القضايا المطروحة للوصول إلى حلول لها وليس الشتم اللاذع والتهجم على شخص المنظمين وتهديدهم بتلك المئات من التعليقات والرسائل التي وصلتنا.

فإننا نسعى لتغيير المفاهيم السلبية التي تنظر للمرأة بدونية أو بتمييز ونرفض التهديد والاعتداء اللفظي والأخلاقي على أفراد الحملة، وهو ما شكل خير مثال على ما نسعى لتغييره في مجمتعنا الأردني، كما لا نقبل أي نوع من خطاب الحقد والكراهية الموجه لأي جنس أو عرق أو فئة مجتمعية.

 

ورغم الهجوم الذي تعرضنا له، فإننا نشعر ان السلسلة قد أنجزت هدفاً أساسياً سعت اليه وهو فتح الجدل بخصوص الكثير من المواضيع التي تم السكوت عنها طويلاً ونتقدم بالشكر لكل من ساندنا ودافع عن حرية التعبير وحقوق المرأة وأيضاً من انتقد الفعالية أو أهدافها بطريقة بناءة، مؤكدين اننا سنكمل نشاطنا وداعين جميع مكونات الوطن إلى مشاركتنا بناء مجتمع أفضل.