ورود البتراء يهجرون المدرسة ويرشدون السياح

الرابط المختصر

وثائقيات حقوق الإنسان- ريماز موسى اللون الوردي الذي اصطبغت به جبال البتراء قد لا ينعكس بالضرورة على أحلام عدد من أطفالها الذين دفعتهم قسوة الصحراء إلى ترك مقاعد الدراسة وافتراش رمالها لينخرطوا في سوق العمل قبل أوانهم. هذا هو واقع القرى الواقعه بين جبال مدينة البتراء الأثرية كقرية البدول التي يعمل أهلها في مجال السياحة. السياحة تفوق التعليم أهل هذه القرية برروا النسب المرتفعة من عمالة أطفالهم؛ لاقتناعهم بأن قطاع السياحة هو المستقبل والأمل لأبنائهم، وأن انسجام أطفالهم بهذا المجال مبكرا أفضل من الالتحاق بالمدارس. وإذا كان الأهالي ينظرون إلى هذا الجانب من هجرة أبنائهم مقاعد الدراسة بهذه السهولة، فإن نشطاء لا يرونها بالأمر البسيط، "هناك مشكلة من حيث تقبل القرى عمل الطفل وتجعله كأولوية بدلا من التعليم"، تقول مديرة المركز الاعلامي الخاص بالأطفال العاملين، نهاية الدبدوب. ولفتت الدبدوب بأن نسب التسرب من التعليم في هذه القرى عالية جدا، وأن هنالك تقارير صدرت من وزارة التربية والتعليم تبين هذه النسب. بالأرقام في العام 2008 أظهرت نتائج مسح دائرة الاحصاءات العامة إلى وجود 32676 طفلا عاملا في المملكة دون سن 18 عاما، حصة لواء البتراء كان قرابة 400 طفلا، فيما يصل العدد إلى 550 طفلا في أوج الحركة السياحية ويتراجع الى نحو 250 طفلا في فترات تراجع الموسم السياحي.  بالرغم من أن الزائر لمدينة البتراء الأثرية يشاهد أعداد كبيرة من الأطفال العاملين الذين يجوبون شوارع المدينة منذ ساعات الصباح الباكر، إلا أن مدير التربية والتعليم للواء البتراء الدكتور شاكر الفقير قلل من حجم هذه الظاهره. واشار الى أن الأطفال يذهبون الى العمل بعد انتهاء دوامهم الرسمي في مدارسهم نافيا للمعلومات والتقارير الرسمية التي بينت هذه الظاهرة. في الجهة المقابلة لقرية البدول يقع وادي البطحاء , والذي يقطنه عدد كبير من البدو معدمي الحال, وهذه المرة لم تكن السياحة والعمل في مجالها هي السبب في عدم ذهاب اطفال المنطقة للالتحاق بمقاعد الدراسة. أمنية الدراسة الطفل هايل السعيديين ابن السبعة أعوام والذي لم يلتحق بالمدرسة عبر عن أسفه لذلك ورغبته الشديدة بأن يحظى بحقه في التعليم وكانت كلمات الطفل هايل كالآتي (أنا عمري سبع سنوات، لا أذهب الى المدرسه لا يوجد لدي ملابس، أتمنى لو أستطيع الدراسة). مشروع “بيت الأنباط" أحد المشاريع التي طبقت قبل عامين من أجل الحد من عمالة الأطفال في البتراء، كان قد نفذ مرحلتين من مشروع مكافحة عمالة الاطفال في المواقع السياحية والاثرية في اللواء، لكنه وعلى ما يبدو لم يؤثر أمام أزدياد أعداد المهاجرين من المدارس إلى المدينة الوردية. تنبيه دولي وكانت منظمة العمل الدولية في الأردن "اليونيسيف" قد أصدرت تقريرا منتصف العام الماضي انتقدت فيه عمل الأطفال في قطاع السياحة، حيث بلغ عدد الذين يعملون في قطاع السياحة في البتراء حوالي ثلاثة آلاف اعمارهم تتراوح بين 5 و17 عاما. والد هايل الذي يعيل أسرة من تسع أشخاص برر عدم التحاق ابنائه بالتعليم بالظروف المالية وصعوبة حياتهم، وأنهم يعيشون في مناطق تبعد مسير ساعات عن أقرب مدرسة. وتابع حديثه "الأطفال لا يستطيعون تحمل ظروف الطريق القاسية، وانه وان استطاع تخطي مشكلة المسافة، فلا يمكنه تخطي المشاكل الماديه حيث أن الطفل يصاب بحالة من الاحباط عند رؤيته لزملائه يرتدون الملابس الحسنة ويملكون أدواتهم الدراسيه بينما لا يمتلك أطفاله شيئا”. "أتمنى أن يستفيدوا من كل الدراسات والاجتماعات الورقيه"، يقول والد هايل. الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومنذ صدوره في العام 1948 يعترف بالتعليم كحق أساسي للشعوب، كذلك أطرته منظمة العمل الدولية بجملة من النصوص الدولية واعتبره العهد الدولي الخاص بالحقوق المدينة والسياسية بالأساسي للأطفال، كذلك الحال بالنسبة لاتفاقية حقوق الطفل الدولية. وسط شموخ جبال المنطقة تتصاعد أمنيات العائلات القاطنه بين الجبال الوردية بأن ينال أبنائهم أبسط الحقوق التي كفلها الدستور الأردني والاتفاقيات الدولية لحقوق الطفل وهي القدرة على ارسال أبنائهم للمدرسه بدلا من الظروف القاسيه, أملا في تحقيق حلم وردي يليق بالمكان. لمزيد من التقرير يرجى زيارة موقع النشرة الشبابية على الرابط التالي http://www.shababjo.net/

أضف تعليقك