موقع جديد للّجنة الدولية على شبكة الإنترنت لجمع شمل العائلات المشتتة

الرابط المختصر

تؤدي الحروب والكوارث والهجرة إلى تشتت شمل أفراد الآلاف من العائلات كل عام. وقد أنشأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر موقعاً جديداً على شبكة الإنترنت (familylinks.icrc.org) لمساعدة أفراد العائلات المشتتة على التواصل من جديد، وتعتزم اللجنة الدولية تدشين هذا الموقع الجديد في 13 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال نائب رئيس شعبة الحماية والوكالة المركزية للبحث عن المفقودين السيد "أوليفييه ديبوا" في هذا الصدد: "سيعمل الموقع الجديد لإعادة الروابط العائلية على تغيير طريقة إعادة التواصل بين أفراد العائلات المشتتة. ويؤثر بقاء المرء على اتصال بأفراد عائلته الآخرين تأثيراً هائلاً في سلامته وقدرته على مواجهة الأزمات. وقد أنشأنا هذا الموقع الجديد على شبكة الإنترنت بالتعاون مع الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وجعلناه بسيطاً ويسير الاستعمال من أجل الراغبين في التواصل من جديد مع أقاربهم أثناء الأزمات أو بعدها. وسيتمكن هؤلاء الناس من الاتصال بأشخاص متخصصين في إعادة الروابط العائلية بطريقة يسيرة لا تتطلب سوى نقرات معدودة على الروابط الإلكترونية الموجودة في هذا الموقع، وسيقوم هؤلاء الأشخاص المتخصصون بالرد على الاستعلامات ومتابعة الطلبات".
ويمكن أن يؤدي النزوح إلى فصل بعض الناس عن أحبائهم بغضّ النظر عمّا إذا كان هذا النزوح بسبب نزاع مسلح أو أعمال عنف أخرى، أو بسبب كارثة طبيعية، أو بسبب الفقر أو الشدائد الأخرى التي تجبر هؤلاء الناس على النزوح. ويبذل موظفو شبكة الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومتطوعوها قصارى جهدهم لضمان معاملة هؤلاء الناس معاملة كريمة وضمان احترامهم والرأفة بهم بغضّ النظر عن الشدائد التي ألمّت بهم.

وبيّن السيد "ديبوا" مزايا الموقع الجديد لإعادة الروابط العائلية قائلاً: "يتميّز الموقع الجديد لإعادة الروابط العائلية بالطريقة التي يجمع بها بين التكنولوجيا المناسبة والموارد الفريدة. وتملك الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر فضلاً عن ذلك شبكة من المتطوعين المحليين الناشطين في مجال البحث عن المفقودين في الميدان في جميع أرجاء العالم تقريباً. ولا تستطيع أي منظمة أخرى في العالم تقديم هذه الخدمة".

وتُعدّ قصة الرجل الليبي السيد الناجي، الذي فرّ من بلاده في عام 1968 واستقرّ في سويسرا، من الأمثلة الدالة على قوة الشبكة المحلية المذكورة. فقد انقطعت روابط هذا الرجل بأقاربه وأصدقائه انقطاعاً تاماً آنذاك وظلت مقطوعة طوال عقود حتى تمكّن هذا العام من التواصل مجدداً مع أحبائه في ليبيا ومن الذهاب لزيارتهم بفضل مساعدة اللجنة الدولية والصليب الأحمر السويسري. وقال السيد الناجي وقد انتابته عواطف جيّاشة إذ وطئت قدماه التراب الليبي: "رؤية أفراد عائلتي مجدداً بعد مرور 43 عاماً على افتراقنا - إنها أشبه ما تكون بولادة جديدة".

وقال السيد ديبوا" أيضاً: "سيتمكن الكثير من الناس من معرفة الخدمات المتوفرة وكيفية الحصول عليها، وقد يزداد عدد طلبات البحث عن المفقودين". وسيقدّم الموقع الجديد معلومات عن خدمات البحث عن المفقودين المتوفرة في جميع أرجاء العالم، والبيانات اللازمة للاتصال بالجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر وببعثات اللجنة الدولية، وموارد أخرى مفيدة. وقد يكون الموقع الجديد لإعادة الروابط العائلية مفيداً للمنظمات الإنسانية وللهيئات القائمة على تقديم خدمات الرعاية الاجتماعية، التي يتوجّه إليها الباحثون عن أحبائهم طلباً للمساعدة، وإن كانت خدمة هؤلاء الناس الباحثين عن أحبائهم الهدف الرئيسي لهذا الموقع الجديد. وسيُستعمل هذا الموقع أيضاً كمنتدىً لتبادل المعلومات بين المتخصصين في البحث عن المفقودين.

ويتمتع الناس، بموجب القانون الدولي، بالحق في معرفة مصير أقاربهم المفقودين. ويجب اتخاذ كل التدابير الممكنة عند الاقتضاء لمعرفة أماكن وجودهم والتواصل معهم من جديد وجمع شملهم بعائلاتهم.

وقد أنشأت اللجنة الدولية أول موقع لها على شبكة الإنترنت لهذا الغرض في عام 1996 لتلبية الاحتياجات الناجمة عن النزاع في البوسنة. وأنشأت اللجنة الدولية منذ ذلك الحين مواقع مخصصة لتلبية الاحتياجات الناجمة عن 23 أزمة أخرى، ومنها الموقع المخصص لتلبية الاحتياجات الناجمة عن أمواج التسونامي التي ضربت اليابان في العام الماضي. وساعدت هذه الجهود على مرّ السنين ما لا يُعدّ ولا يُحصى من الناس على التواصل مجدداً مع أقاربهم.

أضف تعليقك