معتقلو "هبّة تشرين": روايات لرحلة عذاب حتّى الوصول إلى مراكز الإصلاح
وثائقيات حقوق الإنسان - أحمد أبو حمد
"عصي خشبية و أحزمة ,عصي كهربائية و رش بالمياه وضرب حتى الإغماء , لم اطلب محامياً لأني لم استطع الكلام من شدة الضرب"
هذا ما يرويه الناشط سهل المسالمة بتجربة اعتقاله بأحداث هبّة تشرين حتّى وصوله لمركز الإصلاح.
من التوقيف.. إلى المركز الأمني:
يستذكر المسالمة لحظة اعتقاله بمحاصرة 6 أشخاص بلباس مدني له أثناء تواجده بأحد مطاعم مدينة اربد وتحققهم من اسمه، ثم ضربه داخل المطعم ومحاولة خنقه بـ"شماغ" كان يرتديه، ثم سحبه إلى الخارج وإدخاله في سيارة لينزلوه بعد ذلك في مديرية الأمن الجنوبي.
فيما يختلف المشهد لدى طالب الإعلام عبد العزيز أبو بكر حال توقيفه عند دوار فراس في عمان، مشيراً إلى عدم الاعتداء عليه بالضرب أثناء الاعتقال.
"فقد تم اعتقالي أنا وصديق لي أثناء قيامي بتصوير الأحداث, ولم تعتد الأجهزة الأمنية علينا بالضرب وإنما تعرضت لإهانة لفظية وامتهان الكرامة"، يقول أبو بكر.
ويروي المسالمة اللحظات الأولى من دخوله المركز الأمني، بقيام عدد كبير من رجال الأمن بالاعتداء عليه بالهراوات حتى فقد وعيه, ثم صعقه بعصا كهربائية حتى يستفيق.
ويضيف بأنه عجز حتى عن مخاطبة رجال الأمن لطلب الاتصال بمحاميه نتيجة الألم الشديد الذي عاناه بسبب تعرضه للضرب على يد رجال الأمن.
ويعاني المسالمة بسبب ما تعرض له من الضرب من ارتجاج بالمخ مع تشوهات بالأذن, كما يعاني من صداع في مؤخرة الرأس.
ورغم تأكيد عبد العزيز أبو بكر على عدم الاعتداء عليه بالضرب في المركز الأمني، إلا أنه يروي مشاهداته عن باقي المعتقلين الذين كانوا معه في مركز إصلاح وتأهيل الجويدة وعددهم 27 شخصا، ممن تعرضوا للضرب المبرح في المراكز الأمنية، حيث كانت آثار الضرب من كدمات ورضوض واضحة أجسادهم, كما أن أحدهم كان يعاني من كسور باليد ولم يتلق العلاج إلا في سجن الجويدة.
و يضيف أبو بكر بأنه طلب محامياً واتصالاً هاتفياً مع أحد أقاربه إلا أن طلبه قد رفض.
الوصول إلى مراكز الإصلاح:
يقول سهل المسالمة "في مركز الإصلاح توقف الضرب، وتحول أسلوب المعاملة إلى الأفضل , فلم أضرب في مركز الإصلاح نهائيا"، وهو الأمر الذي يؤكده باقي المعتقلين المفرج عنهم.
كما يوضح أبو بكر بأنه تواصل مع محاميه للمرة الأولى في مركز إصلاح وتأهيل الجويدة, وأن من كانوا بحاجة للعناية الطبية من باقي المعتقلين تم عرضهم على أطباء حال وصولهم المركز.
عضو لجنة الدفاع عن المعتقلين المحامية لين الخياط، تفيد بأن اللجنة لم تتمكن من لقاء أي من المعتقلين خلال فترة الاعتقال سوى بمركز أمني واحد ولمرة واحدة إلا أنها لم تتمكن من لقاء الموقوفين بعدها في جميع المديريات باستثناء الكرك.
الأمر الذي اعتبرته الخياط منافياً للعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الذي دخل حيز التنفيذ في الاردن منذ الـ2006 .
وتضيف الخياط بأن لجنة الدفاع رصدت إساءة معاملة تتمثل بالضرب والشتم والجر للمعتقلين أثناء فترة الاعتقال وفور وصولهم للمديريات، وفقا لما أفاد به المعتقلون، وحسب مشاهداتهم لحالات عدد من المعتقلين الذين ظهرت عليهم آثار الضرب والإصابات.
فيما نفى الأمن العام مراراً وتكرارا بأن يكون هناك أي نوع من التعذيب لمعتقلين في المراكز الأمنية.
وينص العهد الدولي على وجوب تلاوة حقوق الموقوف عليه ساعة إلقاء القبض عليه، إضافة إلى تبليغه بإمكانية طلب محام ولقاء ذويه وبقاء ممثله القانوني معه .