لاجئات سوريا من وراء الشمس "نحن اغتصبن"
وثائقيات حقوق الإنسان – ليندا المعايعة نساء سوريا ت ضحايا اغتصاب ,يختبئن وراء الشمس ,فاغتصابهن اجبرن عليه متجرعات المه ,حياة محفوفة بالمخاطر بين رفض العائلة للضحية المحافظة على الشرف في اطار العادات والتقاليد لكن الحرب الدائرة داخل سوريا بين النظام واتباعه الشبيحة والجيش الحر وقفت امامها لا حول لها ولا قوة في ديسمبر/كانون الأول 2012 قامت الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان بالتعاون مع منظمة المرأة العربية، بإرسال بعثة تقصي حقائق دولية لمقابلة السيدات السوريات اللائي قمن بالفرار من الأزمة التماساً للجوء في الأردن روت عدة سيدات بشهادتهن على اغتصاب أو سمعن بحالات عنف جنسي وقلن إن الخوف من التعرض للاغتصاب دفعهن إلى اتخاذ قرار مغادرة سوريا. وكشف التقرير عن روايات لسيدات وفتيات روين وشاهدن بصورة مباشرة او غير مباشرة عن الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي التي ارتكبتها قوات موالي للحكومة أثناء عمليات تفتيش المنازل، وإثر التوقيف لدى نقاط التفتيش ورهن الاعتقال. واشار التقرير الى روايات عن ارتكاب الجماعات المسلحة المعارضة للحكومة مثل هذه الجرائم. تحدثت الكثيرات ممن أجريت معهن مقابلات عن مخاطر اختطاف السيدات، من قبل جميع أطراف النزاع، من أجل انتزاع معلومات أو للمساومة بهن لإطلاق سراح سجناء ,طبقاً لعدة سيدات ومنظمات توفر خدمات الدعم، ففي بعض الأحيان تقوم أسر الناجيات بإجبار السيدات اللاتي تعرضن للاغتصاب على الزواج من أجل «إنهاء الموضوع أسفر النزاع الحالي عن أزمة إنسانية ضخمة، مع تحول مئات الآلاف من المدنيين إلى نازحين داخلياً وخروج أكثر من مليون لاجئ إلى دول الجوار )لا سيما لبنان والأردن وتركيا ومصر(. أغلب اللاجئين السوريين الذين وفدوا على الأردن منذ بداية الانتفاضة جاءوا من مدن ومناطق بدرعا وحمص. شهادات حية يقول التقرير ان الجرائم المرتكبة أثناء تفتيش البيوت وعند نقاط التفتيش وأثناء الاحتجاز كانت أغلب ادعاءات الاغتصاب وأشكال العنف الجنسي الأخرى التي اطلع عليها الوفد قيل إن القوات الحكومية والشبيحة هي من ارتكبتها، أثناء تفتيش البيوت، وعند التوقيف لدى نقاط التفتيش، وأثناء الاحتجاز. في بعض الحالات، تم الاعتداء على السيدات في أماكن عامة أو أمام أقارب لهن. روت سيدة سورية للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان تجربتها أثناء الاحتجاز بعد أن أوقفها شبيحة لدى نقطة تفتيش: «في أغسطس/آب 2012 وأنا في طريقي إلى العمل صباحاً، تم إيقافي عند نقطة تفتيش في حرستا ]مدينة تقع شمال شرقي ريف دمشق[. طلبوا الاطلاع على هويتي وأخرجوني من مقعدي عندما رفضت النزول من الحافلة. أخذ جندي هاتفي الخلوي وأخذني إلى عربة متوقفة على مسافة من نقطة التفتيش. كانت في السيارة فتاتين. كنت خائفة للغاية أن يغتصبوني. كانت إحداهما تبكي. كنت معصوبة العينين مقيدة اليدين. بعد ساعة في السيارة، عرفت أننا غادرنا دمشق. عندما توقفنا، أخذونا إلى استوديو، اكتشفت فيما بعد أنه مقر للشبيحة. زاد خوفي من الاغتصاب. قالوا لنا إنهم لن يأخذونا إلى الفرع ]الأمن/المخابرات[ لأنهم لا يريدون أن ندخل السجن. أحد الرجال الذين اختطفوني قال لي إنني أعجبه، فزاد خوفي. بدأوا في استجوابنا في حجرة منفصلة. كانت إحدى الفتاتين اللتين اختطفتا موالية للنظام، بعد البحث في هاتفها وجدوا صوراً لبشار الأسد وأغاني مؤيدة للنظام، فأفرجوا عنها. الرجل الذي قال إنني أعجبه طلب استجوابي. عندما أخذني إلى الحجرة، وجدتها صغيرة للغاية. شعرت بالخوف وطلبت عدم دخول الحجرة معه وأن يتم استجوابي أمام الآخرين، لكنه ضربني وأجبرني على الدخول. ثم بدأ في ملامستي، وضع يديه على شفتي وراح يلعب بها. قال لي إنني احتجزت لأن صديقة لي اعترفت بأنني ناشطة في الثورة. أنكرت هذا الكلام. بقينا في الاستوديو من العاشرة صباحاً إلى الثالثة مساءً. ثم أخذونا إلى بيت صغير للغاية. بعد وهلة، دخل رجلان وقالوا لنا أننا لسنا محتجزات، لكن تم اختطافنا. قام سكان حرستا باختطاف ]تم حجب الاسم[ و]تم حجب الاسم[ وأننا اختطفنا للمبادلة عليهما. في الليل جاء ثلاثة شبان مع رجل مسن. أوثق أحدهم رباط يدي وقدمي وكمم فمي وأجلسني على الأرض. بعد قليل بدأ الاثنان في الاقتراب مني، لامسوا كل جزء من جسدي ومناطقي الحساسة. بدأوا في الشرب وراحوا يأتون إليّ مرات كثيرة، لكن لم يغتصبوني. هناك رجل سوري تم احتجازه ثلاث مرات على يد القوات الموالية للنظام قال للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان إنه ذات مرة أثناء احتجازه في فرع )أمن( الخطيب في دمشق، شهد على تعذيب وعنف جنسي ضد ثلاث طالبات جامعيات: «أجبروهن على التجرد من ثيابهن تماماً أمام 42 سجيناً. رفضت إحدى الفتيات خلع ملابسها التحتية لأن عندها الدورة الشهرية، لكنهم أجبروا على التجرد من الثياب. كُن يتعرضن للسب طوال الوقت ويوجه إليهن كلام جنسي. أجبروهن على الركوع والوقوف، ثم اقترب رجال منهن وبدأوا في الإمساك بأجسادهن والتجرؤ عليهن. كان من الواضح من أجسادهن أنهن تعرضن للضرب. عرفت أنهن قد جلبن من فرع مكافحة الإرهاب. مشهد التحرش بالفتيات هذا أمامي دام نحو 15 دقيقة... في الثكنات التي كنت بها، كان أغلب السجناء في عزلة، وهم من المعروفين بمشكلاتهم مع أفراد الأمن. أعتقد أنهم جعلونا نشاهد ما يحدث للفتيات عمداً كنوع من التهديد، ليعرفونا بأنهم قد يفعلون نفس الشيء مع «نسائنا » إذا استمر نشاطنا المعارض للنظام كما أفاد أطباء وأخصائيون نفسيون من جمعية مستقبل سوريا المشرق، ممن يعاونون اللاجئات السوريات، بأنهم عالجوا سيدات تعرضن للاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي. قال أحد الأطباء إنه عالج فتاة سورية أجبر الأمن شقيقها على أن يغتصبها. هناك مقدم خدمة آخر قدم مساعدات لسيدة قالت إن قوات الأمن السورية احتجزتها مع 20 سيدة أخرى عدة أيام في شقة سكنية. أفادت بأن المحتجزات تعرضن للحقن بمادة جعلتهن يشعرن بالوهن التام غير قادرات على مقاومة الاعتداءات الجنسية. أفادت بأن الجنود اغتصبوها ثم أخذوها إلى بناية «فرع فلسطين » من منشآت احتجاز المخابرات العسكرية السورية في دمشق. في حين كانت أغلب الادعاءات التي وثقتها الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان عن الانتهاكات كانت مما ارتكبته القوات النظامية والموالية للنظام، فهناك أيضاً تقارير عن ارتكاب جماعات مسلحة من المتمردين لمثل هذه الجرائم. هناك رجل سوري قابلته الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان شهد على أعمال عنف ارتكبها عناصر من الجيش السوري الحر: «رأيت عناصر من الجيش السوري الحر يختطفون فتاة جميلة معروفة بعلاقتها بشاب. قام خاطفوها من الجيش السوري الحر باغتصابها ثم قتلوها حتى لا تكشف ما فعلوه معها. رموا جثتها أمام بيتها وأذاعوا أنباء بأن الجيش السوري هو من فعل هذا ]...[ .» أفاد من أجريت معهم المقابلات بأن الخوف من الاغتصاب كان أحد الأسباب الرئيسية التي حملتهم على الفرار من سوريا. طبقاً للجنة الإنقاذ الدولية، وبناء على تقييمات أجريت في لبنان والأردن في عام « 2012، أحد أسباب فرار العائلات من محافظات حمص ودمشق ودرعا وإدلب كان الاعتقاد بوجود خطر الاختطاف والاغتصاب .» هناك اشتباه على نطاق واسع بأن السيدات يتعرضن بشكل منتظم للانتهاكات الجنسية رهن الاحتجاز. هناك ناشط سوري قابلته الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان قال إن: «من حيث الممارسة يعتبر من المخزي أن تدخل سيدة مخفر شرطة حتى، والأمر أسوأ بكثير إذا تم القبض عليها أو أمضت فترة رهن الاحتجاز. يشتبه الناس عادة أن هذه السيدة تعرضت لانتهاكات جنسية في هذه الأماكن. وأكد ناشط سوري لا توجد سيدات يتقدمن بشكاوى من مثل هذه الجرائم أو حتى يتحدثن عنها. إذا عُرف بتعرض سيدة للاغتصاب، فلن يرغب أحد في الزواج منها يمكن أن يسهم الوصم الاجتماعي والضغوط الأسرية في إحساس الخزي الذي تخبره السيدات ضحايا الاغتصاب والعنف الجنسي، وهو ما يؤدي في بعض الحالات إلى الانتحار. هناك سيدة تحدثت عن سيدتين تعرفهما، منهما فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً، كانتا قد تعرضتا للاغتصاب على يد قوات النظام. أشارت إلى أنهما قامتا بالانتحار بعد التعرض للاغتصاب بقليل، وقد قامت إحداهما بإشعال النار في نفسها. هناك 29 لاجئة سورية في مخيم لاجئين سايبر سيتي قالت للفدرالية الدولية لحقوق الإنسان إن صديقة لها في دمشق تعرضت للاغتصاب على يد قوات النظام التي داهمت بيتها، والمفترض أن القوات كانت تبحث عن شاب. عندما وجدوها وحدها، اغتصبوها وغادروا. قامت بالانتحار. كما ظهرت إفادات عن حالات لنساء مغتصبات تعرضت فيما بعد للرفض من قِبل أزواجهن و/ أو أسرهن. هناك سيدة ذهبت إلى بيتها فور خروجها من الاحتجاز، لتجد زوجها وأسرتها وقد جمعوا متعلقاتها. طردوها ومعها ابنها. فيما بعد قام زوجها بتطليقها. وردت هذه الحالة في شهادة غير مباشرة لضحية اغتصاب هجرها زوجها بعد أن اغتصبت.