حملة "زيّي زيّك" و ردود الفعل..

الرابط المختصر

-وثائقيات حقوق الإنسان- بقلم ايمن حسونة

مزعج جداً، لا بل وصلت حد القرف التعليقات و الردود التي نقرأها على صور السلسلة البشرية لحملة "زييّ زيك" و التي رفع فيها شعارات تنادي بأبسط حقوق المرأة في الحياة، و أهمّها على الإطلاق إلغاء القانون 308 الذي يعفي "المجرم المُغتصب" من جريمة الإغتصاب إذا قَبلَ أن يتزوج المجني عليها!

 

الفكرة بالأساس كانت لنشر وعي بين الشباب على المستوى المحلّي بالحد الأدنى، و نقول بالحد الأدنى لأننا رأينا ما وصل إلى أدنى من الحد الأدنى المتوقع من عقول، ثقافة، مستويات تفكير تعكس حالة وعي لا يصل إلى مستوى كلمة وعي على الإطلاق.

 

للأسف الشديد التعليقات التي تهاجم وقفة فتاة تحمل لافتة كُتب عليها "حياتي أهم من شرف العيلة" مثلاً كانت بمستوى – و عذراً على الكلمة – منحط و وصل إلى حد الشتم العديم الأخلاق!

 

ربما لم يصل المجتمع و هنا أقصد شريحة كبيرة جداً للأسف، و انا على علم و يقين بأنّي سألقى من الإتهامات ما سوف يربطني ربما بأجهزة مريخية و علاقات زُحلية و أخرى من المشتري بأنَّ لي أجندات لا دين لها و هدفي إحداث التفسخ الإجتماعي بين أفراد المجتمع الذين هم – كالبنّيان المرصوص – من وجهة عقولهم التي لا ترى أبعد من ما بين أقدامها و تحركّهم الغريزة – التي تملكها الحيوانات أيضاً بالمناسبة – لأجل أن يشتموا فتاة ترتدي "نص كُم" و تطالب بأن يخفف المجتمع من نظرته الدونية تجاهها.

 

اللافت أيضاً في الكَثير من التعليقات التي مررتُ عليها سريعاً أن الرد المُعلّب يحتوي على نسبة 99.99% من الحديث الديني، و أنَّ البُعد عن الدين هو أسباب هذه – المطالبات و خروج النساء للمطالبة بحقوقهن – لكن ينسى الكثير منهم أن الدين ليسَ منبع الأخلاق، بل العكس تماماً من وجهة نظري، فالدين لا يؤسس أخلاق حميدة إلاّ بالترهيب و الترغيب، و لكن الأخلاق تؤدي إلى دين سليم بعيداً عن كل الإرهاب الفكري الذي يمارسه تُجّار الدين و رُكّاب سفن الجنّة.

 

للذين لم يعجبهم النشاط الذي قامت به مجموعة الشباب في حملة "زييّ زيّك" لديَّ سؤالٌ واحد فقط، ماذا ستفعل حينَ يضربُ زوجُ أختك.. أختك؟ و ماذا ستفعل حينَ ترى أمّك قد حُرمت من كل حقوقها الإنسانية قبل كل شيء على يد أبيك؟ و ماذا ستفعل أيضاً حين تركضُ إبنتك لك و قد إغتصبها مجرم ما؟ و هل ستهنئ زوجَ إبنتكَ ليلةَ زفافهما بأنه قد خرجَ و بيده "الشاشة و عليها دم"؟، هل سترفع رأسك عالياً بعد أن قامَ زوجُ إبنتكَ "بقطع راس القُط من أول ليلة"؟

 

ما يزيد الأمر "قرفاً" أن ترى أسماء مسبوقة بكلمة "دكتور، مهندس، طبيب، شاعر..إلخ..إلخ.." قبل تعليقات يصيبك الغثيان لمجرد قراءة أول سطر منها..عندها تعرف تماماً أنَّ لا علاقة أبداً بين السنوات الدراسية و مستوى التفكير الذي للأسف.. ظهر واضحاً مقدار هبوطه و سطحيته.

 

عيب، عيب كبيرة اللي عم تعملوا يا بشر...!

 

مرّة أخرى، أنا جاهز تماماً لتلقّي كل أنواع الإتهامات و الإشاعات، لكن ما لن أقبل به أبداً ان أسمع أحدُ ما يسب و يشتم أياً كان لمجرد أنه وقف ليطالب بأبسط حقوقه.

 

حملة "زييّ زيّك" إستمروا.. ستحققون الأهداف جميعها.

 

أضف تعليقك