حقوقيون يحتفلون بيوم عالمي لإنهاء الإفلات من العقاب
-وثائقيات حقوق الانسان- في عام 2011 أنشأت الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير (أيفكس) يوماً عالمياً لإنهاء الإفلات من العقاب ، وللمطالبة بالعدالة لجميع الذين يجبرون على السكوت وعلى عدم إظهار الحقيقة بإستخدام مختلف وسائل التهديد والعنف الذي يصل الى حد القتل.
ويضم ذلك كل الأشخاص الذين يستهدفون بسبب ممارسة حقهم في حرية التعبير ومنهم الفنانين والموسيقيين والكتاب والصحفيين بمن فيهم من يستخدم الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي للتعبير عن رأية والذي أصبح يطلق عليهم إسم المواطنين الصحفيين.
جمعية معهد تضامن النساء "تضامن" تشير في بيان صحفي اصدرته اليوم السبت الى أنه تم إعتماد يوم 23 تشرين ثاني من كل عام يوماً عالمياً لإنهاء الإفلات من العقاب ، ليكون يوماً تنتهي فيه حملة سنوية مدتها 23 يوم تبدأ في الأول من تشرين ثاني من كل عام يتم خلالها تسليط الضوء على إنتهاك تعرض له أحد أو إحدى المدافعين / المدافعات عن حرية التعبير للفت إنتباه العالم الى الإنتهاكات الجسيمة التي يتعرضون لها.
جاء تخصيص هذا اليوم تخليداً لذكرى مجزرة امباتوان التي وقعت في الفلبين عام 2009 وراح ضحيتها 58 شخصاً من بينهم 32 صحفي وإعلامي.
تؤكد "تضامن" على أن العالم العربي شهد أكثر من نصف حالات القتل للصحفيين والإعلاميين بمن فيهم الصحفيات والإعلاميات حول العالم ، حيث قتل خلال الأشهر الأحدى عشر من هذا العام 49 صحفياً ، 26 منهم في سوريا و16 في الصومال وثلاثة في كل من العراق وفلسطين وواحد في لبنان. هذا ووفقاً لتقارير الإتحاد الدولي للصحفيين فإن عدد القتلى من الصحفيين في تزايد مستمر حيث قتل 113 صحفياً عام 2009 و94 في عام 2010 و106 في عام 2011، وأن ثلثي مرتكبي هذه الجرائم تمكنوا من الإفلات من العقاب.
تلفت "تضامن" الى المعاناة المضاعفة التي تعاني منها بعض المدافعات عن حرية التعبير خاصة العاملات في مجال الصحافة والإعلام والإعلام الالكتروني والتدوين ، بسبب كونهن نساء مما أدى الى تعرضهن لمختلف أشكال الإعتداءات الجنسية كوسيلة من الوسائل الإضافية لإسكاتهن عن قول الحقيقة ، وكشكل من أشكال العنف الذي تتعرض له النساء بشكل عام.
في الأردن عزلت أستاذة جامعية من منصبها كعميدة بسبب إشرافها على فيديو نفذته طالباتها ويتحدث عن التحرش الجنسي في الجامعة ، وأدانت محكمة جزائرية قبل شهرين مدير تحرير قناة تلفزيونية لتحرشه بثلاث صحفيات وتحجج بأنه قام بذلك "لحثهن على العمل" ، وفي مصر شهد ميدان التحرير العديد من التحرشات الجنسية بالصحفيات العربيات والأجنبيات على حد سواء ، وفي لبنان تعرضت مجموعة من الصحفيات للتحرش داخل البرلمان اللبناني ، والحوادث كثيرة ومتعددة ، وأغلبها يبقى في طي الكتمان بداعي الخوف من الفضيحة أو التهديد.
وتطالب "تضامن" بضرورة العمل على منع الإفلات من العقاب لمرتكبي الجرائم بحق المدافعين عن حرية التعبير بشكل عام والمدافعات بشكل خاص وحمايتهن من المضايقات والتحرشات والإعتداءات التي يتعرضن لها خلال مزاولتهن لأعمالهن ، ومن جهة أخرى تدعوهن "تضامن" الى عدم السكوت عن أية إنتهاكات لحقوقهن كونهن نساء أو بسبب مدافعتهن عن حرية التعبير.
كما تطالب "تضامن" وكالات الأمم المتحدة المجتمعين حالياً في فيننا لإقرار خطة عمل الأمم المتحدة بخصوص سلامة الصحفيين والإفلات من العقاب ، مع الجهات الحكومية والمؤسسات الدولية والإقليمية ومؤسسات المجتمع المدني ، الى أهمية مراعاة النوع الإجتماعي في الخطة المذكورة وخصوصية الإنتهاكات التي تتعرض لها النساء المدافعات عن حرية الرأي بما يضمن عدم التمييز والمساواة.