المرأة في خضم الحراك الاصلاحي

الرابط المختصر

-وثائقيات حقوق الإنسان- حنان خندقجي
عادت السيدات في الاردن للظهور في ميادين الحراك السياسي، والمشاركة بالوقفات الاحتجاجية والاعتصامات بعد فترة غياب قد تبدو بعيدة .

المحامية والناشطة السياسية لين خياط لا تلقى حرجا في النزول الى وسط البلد لمشاركة في المسيرات، ورفع الشعارات المناهضة للفساد والمحسوبية.

خياط التي دخلت معترك الحياة السياسية بفعل عملها الدؤوب في مهنة القانون والذي جعلها قادرة على تكوين صورة كافية عن قصور الاجهزة الحكومية بأدارة شؤون البلاد وتنظيمها عبر رصدها لجميع الظواهر والمشاكل التي تحصل بثنايا المجتمع.

الربيع الأردني يسبق العربي

انطلاق الحراك الأردني قبل عامين، رافقه حضور المرأة الأردنية بعد غياب دام لسنوات عديدة، في مجتمع تيغلب عليه الطابع الذكوري حتى في العمل السياسي.

الا ان المشاهد كثيرا ما تتكرر في المجتمع الأردني، فقبل خمسون عاما كان انتساب المرأة للأحزاب ضئيل جدا وقد يبدو معدوم، فالعديد من الصعوبات والعقوبات والإجراءات القمعية سيخضع لها المشاركين والاعضاء المنتسبين للأحزاب، كالحرمان من السفر لمدة لا تقل عن عشر سنوات، الإقامة الجبرية، الفصل من العمل، عدا عن الاضطهاد والاعتقال المتكرر.

بعد مضي اربع وثلاثون عاما، انقشعت غيمة القمع عن الاحزاب ومضى الأردن في طريقه نحو اشهار الديمقراطية واعطاء مساحة كافية للحزبين للتعبير عن آرائهم وفكرهم، حينها ارتفعت نسب الاقبال من العنصر النسوي للمشاركة في العمل الحزبي على ما أكدت الناشطة الحزبية ايميلي نفاع.

الناشطة الحزبية ايميلي نفاع التي امضت سنوات حياتها بالعمل السياسي، لم ترى اي تغير قد طرأ على عمل المرأة الحزبي في يومنا الحالي بل ان ذات الصورة رسمت قبل خمسون عام وما زالت معلقة في اذهان النساء عن مشاركتهم السياسية، فالحقبة العرفية ما زالت تسيطر على فكرهم بحظر عملهم السياسي والمشاركة بالاحزاب.

بينما ترى الناشطة الشابة خياط ان الصورة النمطية عن عمل المرأة الحزبي قد تغيرت، فغزلت المرأة صورة جديدة لها بقدرتها حاليا على تنظيم الاعتصامات والمشاركة بمراحل ترتيبها وتنفيذها،على الرغم من التحديات التي واجهتها والانتقادات التي لحقت بها من قبل الوسط العام وبعض افراد اجهزة الدولة في محاولة لتشويه صورتها بأنها على علاقة مع جهات خارجية وتتلقى التمويل الخارجي من جهات مجهولة الهوية.

دور المرأة في الحراك

المدونة والناشطة السياسية ايناس مسلم كانت قد تعرضت لحادثة اعتداء جسدي بالطعن تلتها العديد من التهديدات بالقتل والضرب، على خلفية مشاركتها بالاعتصامات وانخراطها بالعمل السياسي على حد تعبيرها.

مسلم (23 عاما) بدأت التدوين قبل عامين بتناول قضايا اجتماعية وتعليمية تلمس واقع الحال بالأردن، الا ان طبيعة الثورات العربية والربيع العربي عصفت بقلمها للكتابة بالشأن السياسي وتحليل الوقائع السياسية بعين الناقد والمتمرس، لتغزل كلماتها بشعارات رفعتها خلال مشاركتها بالاعتصامات والوقفات الاحتجاجية في العاصمة عمان .

وترى مسلم ان نشاط المرأة السياسي ومشاركتها بالحراك الشعبي يخضع للعديد من المحددات، لعل ابرزها التخوف الأمني والعادات والتقاليد التي منعت العديد من النسوة المشاركة بالاعتصامات، هذا ما قالته مسلم خلال حديثها مع البي بي سي موكدة ضعف دور المرأة بالمشاركة بالحراك السياسي بشكل فاعل.

يعزو البعض سبب تراجع ظهور المرأة في الاعتصامات والحراك الى سيطرة حزب جبهة العمل والأخوان المسلمين على المشهد السياسي في الاردن بعد تراجع دور الاحزاب اليسارية والقومية.

مشاركة المرأة في مجتمع ذكوري

قبل دخول المرأة معترك الحياة السياسية عليها التفكير جيدا بمستقبلها الاجتماعي، فالبعض ما زال ينظر له “نظرة رجعية” بانها مخلوق قاصر وضعيف ودائما بحاجة الى مساندة، ويعتبر دخولها معترك الحياة السياسية بالأمر المعيب في ظل المجتمع الذكوري الذي يرفض مشاركة المرأة له قطعيا في بعض الأمور .

الناشطة الحقوقية اية الموسى، تعرضت لبعض المضايقات الملفقه لتشويه صورتها وسمعتها، على خلفية مشاركتها بالاعتصامات، وعملها المشاركة بتنظيم بعض الاعتصامات.

أية التي دخلت عالم السياسية، بدافع الفطرة وتقديسها لحرية التعبير،لا ترى وجود مناخ مناسب حاليا لتواجد المرأة الاردنية بقوة في الحراك، ولكن طرح المرأة لبعض القضايا الاجتماعية حاليا عبر الحملات المختلفة قد يغير من مسار المناخ ويخلق حالة من الاحتقان قد تنعكس ايجابيا على ارض الواقع .

على الرغم من الصور الضبابية المرسومة حول الحراك والمرأة الا ان الناشطة لين خياط تتفاءل بدور المرأة السياسي الفاعل خلال السنوات الخمس القادمة، بعد خروجها من مرحلة التكلس التي عاشتها خلال عملها مع الاحزاب المغيبة، وبعد خوضها لمعارك عديدة تخرج بها من مرحلة التعصب .