الرجال شركاء النساء في مناهضة العنف ضدها

الرابط المختصر

-وثائقيات حقوق الإنسان-
تنشط جمعية المعهد الدولي لتضامن النساء في مجال مناهضة العنف ضد المرأة وتطلق سنويا حملة الشارة البيضاء لتوعية المجتمع بكافة أطرافه.

هذا العام وفي حملة التضامن، استهدفت الرجال باعتبارهم شركاء النساء في محاربة ومناهضة العنف ضد المرأة، حيث انتهت مؤخرا من حملته لهذا العام والتي تطلق خلال ١٦ يوما أي المدة الفاصلة ما بين اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء سندا لاتفاقية سيداو واليوم العالمي لإعلان حقوق الإنسان.

بالشراكة مع منظمة أوكسفام، هذا العام حملت شعار “إحميها ولا تؤذيها”، وتركزت الحملة على مناطق شمال المملكة خاصة في كل من إربد والمفرق وعجلون ، وإستهدفت الرجال والشباب بشكل عام وصناع القرار من قضاة ومحامين ورجال دين ورجال الأمن العام بشكل خاص.
وتشير “تضامن” الى الأثر الإيجابي للحملة والذي تمثل في إلتزام غير مسبوق من قبل الرجال والشباب
بمناهضة العنف ضد النساء ، إيماناً منهم بأهمية الدور الذي يمكن أن يقوموا به في مجتمعاتهم المحلية لزيادة الوعي والتثقيف حول قضايا معينة تنتقص من حقوق النساء والفتيات كنص المادة (308) من قانون العقوبات الأردني التي تجيز زواج المغتصب من المغتصبة مما يترتب عليه وقف الملاحقة القضائية أو وقف ,تنفيذ العقوبة في حال صدور حكم قضائي.

ونفذت “تضامن” خلال الحملة ثلاث ورشات عمل متخصصة ، حيث نفذت الورشة الأولى بتاريخ 26/11/2012 في مدينة عجلون بالتعاون مع جمعية السنديان ، والثانية في مدينة المفرق بتاريخ 29/11/2012 بالتعاون مع مركز الأميرة بسمة / المفرق وجمعية رعاية الطفل ، والثالثة في مدينة إربد بتاريخ 3/12/2012  بالتعاون مع مركز الأميرة بسمة / إربد ، إستهدفت هذه الورشات الرجال والشباب من محافظات عجلون والمفرق وإربد ، وتحدث فيها رجال دين وخبراء وخبيرات متخصصون / متخصصات في المجالات القانونية والإجتماعية وحقوق الإنسان.

وتؤكد “تضامن” على إمتلاك الشباب طاقات وقدرات يمكن أن تساهم في إحداث التغيير خاصة إتجاه نظرة المجتمع السلبية للنساء والفتيات وفي الحد من العنف الموجه ضدهن ، فقد نظم الشباب والشابات وقفات تضامنية ومسيرات في كل من المفرق وإربد وأمام قصر العدل تحديداً ، وجمعت تواقيع من الرجال والشباب بمختلف مواقعهم ومراكزهم تتضمن تعهداً شخصياً بعدم إرتكاب عنف ضد النساء أو التغاضي عنه. وساهمت هذه الوقفات والميسرات في لفت الإنتباه الى أن العنف ضد النساء والفتيات هو قضية مجتمع وتؤثر فيه من كافة النواحي السياسية ، الإقتصادية ، الإجتماعية والثقافية.

وبتاريخ 3/12/2012 نظمت “تضامن” وبالتعاون مع اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة دورة تدريبية لمناهضة العنف ضد النساء بإستخدام الدليل التدريبي “النساء والرجال يداً بيد لمناهضة العنف ضد النساء” والتي إستمرت لمدة أربعة أيام وشارك فيها رجال ونساء من مناطق وسط المملكة ، وتم خلال الدورة عرض فيلم مدته أربعون دقيقة من إنتاج منظمة التضامن النسائي للتعلم (WLP) بعنوان “العنف ضد النساء : من الخوف الى الحرية” والذي يستعرض العنف ضد النساء في دول مختلفة من العالم مع إجراء مقابلات مع خبيرات ومتخصصات في مجال حقوق النساء.

وتشير “تضامن” الى إستخدامها للرسوم الكاريكاتيرية في حملتها ، فقد تم تصميم وطباعة 16 كاريكاتيراً لشخصية “أبو محجوب” المعروفة محلياً وعربياً ، وتناولت موضوعات لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات ، ونشرت في إحدى الصحف اليومية وعلى شبكة الإنترنت ، ولاقت رواجاً وإقبالاً وأثارت العديد من النقاشات ، ولفتت إنتباه الرأي العام حول ضرورة إشراك الرجال والشباب في مكافحة العنف ضد النساء والفتيات.

ولقد كان للفنانين والفنانات دور مؤثر في الحملة وفي إيصال رسالتها لجمهور كبير من مرتادي مراكز التسوق ، خاصة أثناء الحفل الختامي الذي أقيم في أرابيلا مول بإربد بتاريخ 8/12/2012 ، حيث عرضت مسرحية تفاعلية تعبيرية (زعل وخضرة) تناولت موضوعات حول العنف ضد النساء والفتيات بأسلوب كوميدي ، وحول دور الرجال والشباب في مناهضته ، وعرض آخر صامت لمجموعة من الشباب والشابات بتشكيل لوحات تعبيرية عن العنف وآثاره ، كما وأقيم حفل ختامي آخر في البركة مول في عمان بتاريخ 10/10/2012 وهو يوم حقوق الإنسان ، حيث عرضت مطبوعات الحملة ووقع العديد من الرجال والشباب على التعهد بعدم إرتكاب العنف أو التغاضي أو الصمت عنه.

وتؤكد “تضامن” على ضرورة إشراك الرجال والشباب والعمل معهم لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات بشكل إستراتيجي ومستمر ، وأن حملة الشارة البيضاء ما هي الا بداية للعمل الدائم معهم للوصول الى مجتمع خال من العنف والتمييز وعدم المساواة. فحقوق النساء هي جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان ، وحماية هذه الحقوق والتصدي للإنتهاكات التي تتعرض لها النساء تتطلب وقفة جادة من الجميع رجالاً ونساءاً.