احتفاء عالمي تخليدا لنساء ذهبن باسم "الشرف"

الرابط المختصر

-وثائقيات حقوق الإنسان- أعلنت جمعية "تضامن" النساء عن تأييدها وإنضمامها وإعتبار من يوم 29 تشرين أول من كل عام يوماً عالمياً للتضامن مع ضحايا "جرائم الشرف".
بتاريخ 29/10/2009 أصدرت محكمة سورية قراراً حزيناً في جريمة قتل سوري لشقيقته ، وإعتبرت المحكمة القاتل بطلاً لأنه إدعى قتله لشقيقته بإسم "الشرف". لم تشفع الطفولة والبراءة للضحية الطفلة زهرة عزو، ولم تسعفها التقاليد والعادات البالية، ولم تساندها القوانين والتشريعات، بل توحدت جميعها لتساند القاتل وتكافئه بوصف جريمته على أنها بطولة ، بل كانت دعوة مفتوحة وتشجيع في غير محله لإرتكاب المزيد من الجرائم بذريعة "الشرف" .
على وقع صدمة هذا الحكم أعلن موقع نساء سوريا عن حملة لإعتبار تاريخ مقتل الطفلة زهرة يوماً عالمياً للتضامن مع ضحايا "جرائم الشرف" ، وإنضم الى هذه الحملة العديد من منظمات المجتمع المدني السورية والعربية، وعقدت العديد من الفعاليات والحملات للمطالبة بتعديل القوانين السورية ، وزيادة الوعي بين أفراد المجتمع بأن لا شرف في مثل هذة الجرائم.
وتنتشر جرائم "الشرف" في العديد من دول العالم وعلى وجه الخصوص في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين وباكستان ومصر وتركيا واليمن ، كما أنها منتشرة بين جاليات بعض هذة الدول في دول العالم المختلفة ، ويقدر عدد الضحايا بالآلاف ، وتتفاوت هذة الأرقام لدرجة التباين ما بين ما تعلنه الجهات الرسمية وما توثقه مؤسسات المجتمع المدني.
وتؤكد جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" على أن الأردن شهد تراجعاً كبيراً في عدد الجرائم المرتكبة سنوياً ، حيث كان المعدل السنوي يتراوح ما بين 20 – 25 جريمة ، إلا أنه وخلال السنوات القليلة الماضية إنخفض العدد الى 10 – 15 جريمة. وفي عام 2012 سجل حتى تاريخه ما بين 8 – 10 جرائم. ويعزى هذا التراجع الى إنخفاض أعداد المستفيدين من الأعذار المخففة الواردة في قانون العقوبات الأردني خاصة المادة (340) منه. وتشير "تضامن" الى معارضة مجلس النواب الأردني مرتين خلال السنوات الماضية إلغاء المادة (340) ، مما ساهم في إستمرار إرتكاب جرائم "الشرف".
وللحد من هذه الجرائم وصولاً لوقفها نحن بحاجة إلى تضافر الجهود والعمل بإستمرار من أجل التغيير كإعادة صياغة وتعديل التشريعات الرادعة لمرتكبي هذه الجرائم وتوعية المجتمع بتغيير المفاهيم المرتبطة بمفهوم الشرف، كذلك تغيير الصورة الدونية للمرأة والمتأصلة في الثقافة الذكورية والتعاون مع الإعلام بكافة أشكاله للتصدي للجرائم الواقعة على النساء بذريعة الشرف بطرح هذه القضايا بموضوعية والنظر إليها كجريمة واعتداء على حق إنسان وسلبه حياته ، والحقيقة دائماً هي أن الضحية "أنثى".
وتعلن "تضامن" تبنيها وإنضمامها لإعتبار 29 تشرين أول من كل عام يوماً عالمياً للتضامن مع ضحايا "جرائم الشرف" للوصول الى مجتمعات خالية من مثل هذة الجرائم.