إعلاميون يمارسون نقدا لغياب الطفولة عن وسائل الإعلام
-وثائقيات حقوق الإنسان-
طالب صحفيون ونشطاء وسائل إعلام رسمية وخاصة بضرورة إيلاء أهمية أكبر للأطفال من خلال برامج خاص بهم وتغطيات تخرج عن التقليد في التغطية أو فزعات عند وقوع حوادث يكون فيها الأطفال ضحايا.
جاء ذلك في محاضرة نظمتها شبكة المهنيين الأردنيين للوقاية من العنف ضد الأطفال، في مركز الملكة رانية للأسرة والطفل في ماركا الجنوبية صباح اليوم الثلاثاء، وحملت عنوان "دور وسائل الاعلام في حماية الاطفال المعرضين للخطر "اخلاقيات وقوانين المهنة".
رئيس شبكة المهنيين الاردنيين للوقاية من العنف ضد الاطفال الدكتور هاني جهشان، قال في كلمته
أن دور الاعلام المهم في الكشف عن حالات العنف التي يتعرض لها الاطفال المعرضين للخطر اكثر من غيرهم وهم فئة الاطفال في المؤسسات الاجتماعية الايوائية والتي يتعرضون فيها لاشكال مختلفة من العنف كما اظهر ذلك فيلم (خلف جدران الصمت) وفئة الاطفال العمال الذين يتعرضون للايذاء الجسدي والنفسي واحيانا الجنسي في اماكن عملهم وفئة الاطفال الذين يتواجدون على الاشارات المرورية خاصة وان هؤلاء الاطفال المهمشين نادرا ما يتقدموا بالشكوى وطلب المساعدة لدى تعرضهم للعنف.
من جانبه، يقر مدير شبكة الإعلام المجتمعي وشبكة أريج للصحافة الاستقصائية داود كتاب، بعدم وجود إعلام حقيقي يدافع عن الطفل. مقسما الإعلام إلى ثلاث: الأول وسائل إعلام رسمية تخدم أجندة الحكومات، الثاني إعلام خاص يبحث عن الخبر السريع والضارب، والثالث وسائل إعلام مجتمعية هي من تبحث عن الأخبار.
والنقد الذاتي هو ما اشار إليه كتّاب، إذ يرى أن هناك كسلا عند بعض الصحفيين في متابعة شؤون الأطفال، ومن هنا يدعو إلى إحداث تغيير في البيئة القانونية فضلا عن ضرورة تخصيص ميزانية لبرامج الأطفال في التلفزيون الأردني الرسمي.
ودعا كتّاب الى ضرورة تبني استراتيجية اعلامية مبنية على الشراكة بين مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية والاعلام لتشجيع الاعلاميين المهتمين بقضايا الاطفال ودعم المؤسسات الاعلامية وخلق بيئة ادارية وتشريعية تدعم دور الاعلام في حماية الاطفال.
والمسؤولية بحسب كتاب تطال الإعلام الخاص المطلوب منه أيضا إيلاء أهمية أكبر لقضايا الأطفال. والمسؤولية تشمل أيضا جميع المؤسسات الحكومية والمعنية بالطفولة.
عميدة المعهد الأردني للإعلام، عبير النجار، ترى أن هناك ربطا وثيقا بين الإعلام وثقافة المجتمع، وتقول: لا نستطيع أن نناقش دور الإعلام دون أن نناقش الثقافة المجتمعية التي ينطلق منها وثقافة الإعلام.
"المجتمع لا يقبل أن يتحمل مسؤولية الخطأ، ويجد صعوبة في التعاطي مع النقد الذي من واجب الإعلام أن يمارسه"، وفق النجار التي تساءلت: هل نتعاطى مع الطفل كفرد؟ وبالتالي ندرك حقوقه وواجباتنا تجاهه.
وتخلص النجار بالقول: الإعلام يمارس دوره في تحقيق حوار حقيقي حول مسائل مهمة للمجتمع وبالتالي في تشكيل المجتمع.
هذا ويصادف اليوم الوطني لحماية الطفل من الاساءة في السادس من حزيران من كل عام والذي اقره مجلس الوزراء في عام 2004 .