المروحة.. حليف الزرقاويين الأوّل في مواجهة موجات الحر

الرابط المختصر

 

كشر الصيف عن انيابه مبكرا في الزرقاء هذا العام، مفاجئا الاهالي الذين لم يكونوا قد نفضوا الغبار بعد عن ترسانتهم من المراوح، والتي تعد حليفهم الاول في مواجهة موجات الحر القاسية في المحافظة ذات المناخ الصحراوي.

 

وعلى غير المعتاد في شهر آيار، داهمت البلاد موجة لاهبة استمرت عدة ايام، ورفعت الحرارة الى ما فوق 35 درجة مئوية في معظم انحاء المملكة، بينما دفعتها في الزرقاء متخطية بها عتبة الاربعين.

 

وبرغم ان المراوح لم تكن مجدية في التخفيف من وطأة تلك الاجواء القائظة، الا انها تظل مع ذلك البديل الاكثر اعتمادية لدى الاهالي نظرا لتدني اسعارها وانخفاض كلفة تشغيلها قياسا بالمكيفات ذات الاثمان المرتفعة والاستهلاك الكبير نسبيا للكهرباء.

 

هذا الامر يؤكده تاجر الاجهزة الكهربائية خالد ابو لاوي الذي قال ان "المراوح هي الاكثر شعبية وتداولا وشراء لرخص ثمنها"، موضحا ان "هناك انواعا وماركات متعددة منها، ويمكن للمواطن ان يشتري مروحة بما بين 17 و35 دينارا".

 

واضاف ان ما يميز المراوح هو سهولة استخدامها وصيانتها الى جانب توافر قطع غيارها، وهو ما يطيل من عمرها ويجعلها صالحة للعمل عدة سنوات.

 

ولفت ابو لاوي الى ان الاقبال على المكيف

ات قليل جدا برغم انها اكثر كفاءة من حيث التبريد، وذلك بسبب ارتفاع اثمانها وكلفها التشغيلية، حيث ان الواحد منها يستهلك طاقة بقدر اربع مراوح.

 

واشار الى ان "هناك مكيفات صحراوية تعمل بالكهرباء والماء، واخرى تعمل بالكهرباء وغاز (الفريون)، وهي الاكثر طلبا من المستهلكين. ولكن تبقى كلفها التشغيلية اعلى من المراوح".

 

وعن نفسه قال ابو لاوي "في بيتي مكيف ومراوح، لكنني استخدم المروحة غالبا لتقليل فاتورة الكهرباء".

 

ناهدة الحشوش التي تقطن في حي شبيب قرب الوسط التجارية، تستخدم مروحة عمود في مسكنها الذي يقتصر على غرفة وحيدة، وهي لا تستغني عنها في ايام الحر كما تقول، حيث تقوم بتشغيلها معظم ساعات النهار وكل الليل برغم ما يرتبه ذلك من رفع لقيمة فاتورة الكهرباء.

 

وتقر الحشوش بان المكيف يظل افضل، فهو يعطي تبريدا اكثر ولا ياخذ حيزا في الغرفة كما هي الحال مع المروحة، لكن على ما يبدو، فان الذي يحول دون اقتنائها له هو ثمنه ومصروفه المرتفع من الكهرباء.

 

وفي محل للاجهزة الكهربائية، كان خالد القريوتي يقف بانتظار انتهاء البائع من تجميع قطع المروحة المعلقة التي اشتراها للتو من اجل وضعها في محله في الوسط التجاري.

 

والقريوتي كما يخبرنا، لديه مكيف في البيت اضافة الى المراوح، وهو يشغل المكيف في الليالي الحارة تحديدا، لكنه يعمد بين الحين والاخر الى وقفه والاعتماد على المراوح من اجل تخفيض قيمة فاتورة الكهرباء.

 

اما كاظم ابراهيم بدوي ، وهو من سكان وادي الحجر، فقال انه حضر الى السوق لشراء مروحة سقف لمنزله الذي يقيم فيه وحيدا مع زوجته، معتبرا انها افضل من انواع المراوح الاخرى، فهي اطول عمرا واقل عرضة للتلف على حد تقديره.

 

وتقول امنة الغويري ان في بيتها مكيفين قامت باقتنائهما حرصا على صحة زوجها الذي يلازمه مرض ارتفاع ضغط الدم، وهي تقوم بتشغيلهما في الليالي الحارة، بينما تستخدم مراوح في غرف نوم ابنائها.

 

لكن امنة التي تسكن حي المصفاة تلفت الى ان المراوح في غرف ابنائها لا تعود ذات نفع عندما يشتد الحر، وهو ما يدفعهم الى النوم في صالة المعيشة حيث الاجواء الباردة بفضل المكيف.

 

وترى امل الزعبي، وهي من سكان جبل طارق، ان الحر الشديد لا سبيل لمواجهته الا باجهزة تكييف، مبينة انها تستخدم مروحة واحدة في شقتها الواقعة في الطابق الارضي لاحدى البنايات، وهي اجمالا ابرد من شقق الطوابق العالية التي تتعرض للشمس معظم الوقت كما تقول.

 

وتوضح امل انها تضع المروحة في غرفة المعيشة وان العائلة تفضل هذه الغرفة وتنام فيها في الايام الحارة لانها الاكثر برودة بين غرف البيت.

 

وعلى النقيض تماما، تؤكد اميرة الغويري ان بيتهم ليس فيه سوى مروحة واحدة، ونادرا ما يقومون بتشغيلها، لان البيت يقع على تلة مرتفعة في منطقة بيرين المعروفة باجوائها اللطيفة عموما خلال فصل الصيف.