3 وفيات و27 اصابة بانفلونزا الخنازير في الزرقاء منذ بداية الموسم
اعلن رئيس قسم رقابة الامراض في مديرية صحة الزرقاء الدكتور خالد البحتي انه جرى تسجيل ثلاث حالات وفاة و27 اصابة بمرض "اتش1 ان1" المعروف بـ"انفلونزا الخنازير" في المحافظة منذ بداية الموسم الشتوي.
وتشير ارقام وزارة الصحة الى وفاة 13 شخصا، تسعة منهم اردنيون واربعة من جنسيات اخرى، بهذا المرض على مستوى المملكة، فيما بلغ عدد عدد الإصابات المبلغ عنها والمثبتة مخبريا 348 حالة.
وبذلك يرتفع الى 30، عدد الوفيات بمرض انفلونزا الخنازير منذ اكتشافه في الاردن في حزيران من العام 2009، اي بمعدل خمس وفيات في السنة، فيما تبلغ نسبة الوفيات من المصابين نحو 2.2 بالمئة.
ولا تتوافر معطيات حول معدلات الاصابة بالمرض سواء في العالم الثالث او المتقدم، كما يقول البحتي، موضحا انه مرض حديث ولا يزال المختصون في مرحلة جمع المعلومات حوله.
ولكنه اشار الى ان ما هو معروف حاليا ان الانفلونزا الموسمية، ومن ضمنها انفلونز الخنازير، تصيب 5 بالمئة من السكان، ويموت بسببها نصف مليون شخص في العالم سنويا.
وقال البحتي ان الانفلونزا عموما تقسم الى نوعين (أ) و(ب)، مبينا ان انفلونزا "اتش1 ان1" او انفلونزا الخنازير تنتمي الى النوع الاول، وكان اول ظهور لها كان في المكسيك قبل ان تنتقل الى بقية العالم وتصل الى الاردن، حيث جرى اعلانها في عام 2012 باعتبارها مرضا مستوطنا في المملكة.
واضاف ان فيروس هذه الانفلونزا كان في السابق يصيب الخنازير وغالبا الثدييات، ولكن حصلت طفرة وتحول جيني جعلاه قادرا على الانتقال من الحيوانات الى البشر، ثم من انسان الى اخر، حيث سجلت اولى الحالات من هذا النوع في المكسيك في شباط عام 2009، ولم يلبث فيروس المرض ان وصل الاردن بعدها باربعة اشهر.
واشار البحتي الى ان المملكة اتخذت سلسلة اجراءات لدى ظهور المرض، وذلك بايعاز من منظمة الصحة العالمية، ومنها استقصاءات وبائية لكافة المرضى وزرع ماسحات حرارية في المنافذ الحدودية، مبينا ان معظم حالات الاصابة خلال عام 2009 كانت قادمة من الخارج.
وحول احتمالات اختفاء انفلونزا الخنازير من الاردن، فقد قال ان ذلك من الصعب توقعه، لان فيروسات المرض تتخذ اشكالا وتتطور باستمرار كما هي الحال مع اشكال الانفلونزا الموسمية الاخرى، وبالتالي لا بد من استمرار مكافحته وعلاج المصابين.
وتابع ان فيروس المرض يظل موجودا طوال فصول العام، ولكن العدوى وشدة الاصابة تعتمد على ظروف اهمها العوامل الجوية والتغير المناخي خلال الفصول، وهو ينشط عادة في فصل الشتاء.
واكد البحتي ان علاج مرض انفلونزا الخنازير "مكلف جدا"، اذا استدعي اقامة المريض في قسم العناية المركزة، لافتا الى ان التكلفة تتباين من مريض الى اخر تبعا لشدة الاصابة ونوعية الاعراض.
وبين ان الاعراض تبدأ بصداع وسعال وسيلان في الانف واحتقان في الحلق والم في العضلات وصعوبة في التنفس، وأحيانا يصاحبها قئ واسهال، وقد تشتد حتى يصبح المصاب غير قادر على التنفس، ما يقتضي وضعه على جهاز التنفس الاصطناعي، وقد يصل الامر الى الوفاة.
وقال البحتي ان من الصعب جدا التمييز والتشخيص المباشر لنوع الاصابة الا بعد اجراء تحليل لدى المختبر المركزي، واحيانا قد يميز هذا النوع من الانفلونزا من حيث الشدة والغرابة، وقد يكتشفه الطبيب نتيجة الخبرة ومتابعة الحالات.
واضاف ان سياسة وزارة الصحة تنص على التعامل مع المرض ثم التحري عنه، بمعنى انه اذا اشتبه الطبيب باصابة احد الاشخاص فانه يبدأ باعطائه جرعات العلاج مباشرة ويبقى المريض تحت الاشراف والعلاج حتى تظهر نتيجة المختبر.
ولفت البحتي الى ان الفئات الاكثر تعرضا للاصابة هي الاطفال دون السنتين وكبار السن والحوامل والاشخاص الذين لديهم امراض مزمنة مثل السكري والضغط وكذلك مرضى الشرايين. مشيرا الى ان المرضى الذين تم شفاؤهم يظلون معرضين لاحتمال الاصابة مجددا، ولا يكتسبون مناعة ضد الفيروس لانه يتحول ويتخذ اشكالا مختلفة في كل مرة.
واشار الى ان الدواء المعتمد هو "اوسيلتاميفير" الذي تم تطويره في عام 2009، ويستخدم للعلاج من انفلونزا الخنازير، وانواع الانفلونزا الاخرى من نوعي "أ" و"ب".
موضحا ان العلاج الوقائي او المطعوم لا يزيد سعره عن بضعة دنانير، ويمكن ان يعطى للاطفال دون عمر سنتين بنصف الجرعة المقررة للبالغين.
ونوه الى ان المطعوم موجود في الاردن منذ 3 سنوات، ويعطى مجانا للحجاج والمعتمرين وموظفي وزارة الصحة والكوادر الطبية والتمريضية الذين هم على اتصال مباشر بالمرضى.
ونفى في السياق وجود معلومات لدى الوزارة حول رفع اسعار المطعوم، موضحا ان الكميات المتبقية منه في السوق ستنتهي صلاحيتها مطلع شهر آيار، وبالتالي لا مصلحة لاي شركة في استيراده وبيعه، حيث ان اللقاح يتطور كل عام مع تطور فيروس الانفلونزا.
الى ذلك، اكد البحتي ان الاحترازات التي يمكن اتخاذها لتجنب العدوى هي ذاتها المتبعة مع الانفلونزا الموسمية العادية، وتتضمن غسل الايدي بالماء الصابون عدة مرت وكلما دعت الحاجة، والكف عن معانقة وتقبيل الاخرين، واستخدام مناديل لتغطية الفم والانف عند السعال والعطاس، ومسح الاسطح كالمكاتب وادوات البيت بمادة معقمة باستمرار.
ودعا الاشخاص الذين يستخدمون الكمامات الى استبدالها باستمرار حتى لا تصبح بؤرة لتجمع الجراثيم.
وقال البحتي ان فترة حضانة المرض تبدأ من اليوم الذي يسبق ظهور الاعراض ويستمر خمسة ايام بعدها، وفي هذه الفترة يجب عزل المصاب عن افراد الاسرة ووضعه في غرفة صحية جيدة التهوية وتقليل الملامسة بينهم وبينه، وعدم استخدام ادواته، كما يفضل تأجيل زيارته من قبل الاقارب.
إستمع الآن