نورة الجريري .. أول محامية كفيفة في الاردن تذهب الى «قصر العدل» مثل أي محام مبصر

الرابط المختصر

 

نساء التغيير - تهتدي بنور قلبها، وتسير في الشارع نحو المحاكم وصوب «قصر العدل» حاملة قضايا الناس، لا فرق بينها وبين زملائها « الأساتذة « المحامين.

 

السيدة نورة الجريري أول محامية كفيفة في الاردن، تختصر رحلة ومعاناة المرأة حين تفقد بصرها، ولكنها لا تفقد الأمل بالحياة. فتدرس وتثابر وتجتهد وتزاحم المحامين في قاعات المحاكم.

 

تقال السيدة الجريري: درستُ الثانوبة العامة ـ العلمي ـ، وبسبب فقدي لنعمة البصر، إضطررت لدراسة الحقوق في جامعة دمشق عام 1977 . وحصلتُ على شهادة البكالوريوس. كانت دراسة الحقوق الاقرب الى دراستي.. ومزاجي. كنت احب الرياضيات وكانت لدي الرغبة بدراستها في الجامعة.

 

وتضيف نورة الجريري: فقدت بصري في المرحلة الثانوية. أبي تزوج من أُمي وهي من أقاربه، وهو ما يعني احتمال إصابة الابناء بإحدى الإعاقات. وكان نصيبي فقدان البصر.

 

لي اخوة مبصرون وآخرون مثلي غير مبصرين. ومع ذلك فقد درسوا في الجامعات والمعاهد المختلفة ولم يستسلموا لليأس.. ومؤكدة ان ما حدث لي شكّل لي معضلة وجرّ عليّ المتاعب أثناء دراستي.

 

 

امرأة عصامية

 

 

وتقول السيدة الجريري: كنتُ أعتمد على نفسي. فأذهب الى المحكمة بنفسي وصار القُضاة يعرفونني. ولا يبخلون علي كما الآخرين بالمساعدة.

 

تخرجت من الجامعة ولم أعمل. تزوجتُ ولم أُنجب وهذا قضاء الله في خلقه. ولم أحزن. وبعد زواجي بسنوات أصيب زوجي بمرض الفشل الكلوي. وكان بحاجة لرعايتي ولم ابخل عليه بكل ما لدي. ثم تُفي. عدتُ للتدريب قبل سنتين.بعد ان إنقطعتُ عن ذلك مدة 30 عاما.

 

قدمتُ لوظيفة عن طريق ديوان الخدمة المدنية وعدت من سوريا الى الاردن وقررت العودة الى ما درست وشعرت عندها أنني وُلِدتُ من جديد.

 

 

 

تشجيع

 

 

 

وكما ترى واشارت الى زميلها المحامي محمود كامل الذي حضر معها الى " الدستور ". فقد تلقيتُ التشجيع من كثيرين: من أهلي ومن زملائي المحامين. والاستاذ محمود كامل فتح لي مكتبه ووافق على تدريبي.. وبعد امتحانين أصبحتُ محامية.

 

بحث نادر

 

 

 

وتزيد المحامية نورة الجريري: منذ أيام، قدمتُ بحثا حول" المحكمة الجنائية الدولية" بطريقة السمع وكان اول بحث للمكفوفين، وأول خريجة حقوق كفيفة في المنطقة العربية. وتناول البحث" تأسيس المحكمة الجنائية الدولية السياسي والتاريخي. والمواد التي تنظم المبادىء الاساسية للمحكمة الجنائية والجرائم المختصة بالنظر فيها.

 

وعن سبب اختيار الموضوع قالت: الظروف الراهنة وجرائم بعض الحكّام العرب والمسؤولين وتداول اجراءات المحكمة الدولية جعلتني اختار موضوع البحث. وبالطبع بسبب الثورات العربية ومطالبة الشعوب بحريتها.

 

 

 

طقوس يومية

 

المحامية نورة الجريري تذهب الى المحكمة وتحديدا "قصر العدل" بعد أن يوصلها أحد اخوتها او ابناء اخوتها. وهناك تتابع رحلتها حاملة القضايا وما يطلبه منها المحامي محمود كامل الذي اكد انه يعتمد عليها تماما وصار الناس هناس يعرفونها بمجرد ان يرونها على باب " قصر العدل".

 

وحول احلامها تقول نورة الجريري: اتمنى ان اصبح محامية شرعي / نظامي واعمل ابحاثا بهذا الصدد ولا اعتقد ان فقدي لبصري يمكن تعويضه.

 

وفي البيت ، نورة الجريري تطبخ وتعد الطعام وتقوم بما تقوم به اية سيدة. وهي تحب سماع اغنيات ام كلثوم ونجاة الصغيرة وفيروز.

 

 

 

الدستور