“قتلتم فينا الإبداع” شعار الفنانين في عيدهم

“قتلتم فينا الإبداع” شعار الفنانين في عيدهم
الرابط المختصر

قتلتم فينا الابداع جملة حملها النعش الذي سار فيه الفنانون امس الاول وهم يحملون الشموع,من دوار باريس في جبل اللويبدة وصولا الى نقابة الفنانين الاردنيين ينعون من خلاله ما آلت اليه الحركة الفنية والابداعية. وكانوا ينادون في مسيرتهم الموت الموت لقاتل الابداع, يا فنان يا خالد مثل نهر الاردن خالد, اكرام الميت دفنه.
الفنان ياسر المصري اطلق شرارة المسيرة عندما خاطب النعش قائلا: باقي يا شيح يا امل يا حب الوطن, بدك اتروح لمثواك الاخير وهمك في قلبي وكانت الدموع تذرف من عينيه.
وجاءت هذه المسيرة في يوم الفنان الاردني حيث لم تكن البهجة حاضرة على وجوه الفنانين وبدلا من الاحتفال في هذه المناسبة, تجمع الفنانون لينعى عدد كبير منهم حالهم المتردي بعد أن بلغوا مرحلة رثاء أنفسهم وواقعهم فيما كانوا يمنون النفس بأن يكونوا رأس حربة في مشهد التنمية والتوعية والاحساس بالفن ورسالته العظيمة.
واحتفل الفنانون في هذا اليوم وهم يعانون غياب الاهتمام والتحفيز ويشعرون بالتهميش والاقصاء الذي تسبب في تدمير الواقع الفني في البلاد. كما يشعرون في هذه الايام بواقع مرير كرسته سياسات الحكومات المتعاقبة التي ساهمت في ذلك الانهيار الحاصل في مهنتهم السامية, إذ دأب المسؤولون من جهة والمؤسسات الاعلامية الرسمية من جهة ثانية على إدارة ظهرها للمبدع الاردني مقللة من إمكانية مساهمته في الارتقاء بالواقع المحلي وهي متشدقة بشعارات تنافي ذلك الواقع.
ورغم ذلك فإن الفنانين يأملون أن تحمل الايام المقبلة إعادة البسمة لشفاههم بعد سيادة مشهد كئيب يزداد اسودادا مع قدوم حكومة وانصراف أخرى من دون تقدم, بل إن التقدم بات في نظرهم يتمثل في الحفاظ على الوضع القائم دون تحقيق مزيد من الخطوات للخلف.
المسيرة تعبر عن الواقع الفني والحالة المؤلمة التي آلت إليها مصائر الفنانين وأحوالهم, إذ لا يحمل ذلك الحفل سوى أسى ورهبة من مستقبل تبدو نذوره أكثر تشاؤما, والذي كان على شكل مشهد فني وكأنه عمل درامي.
هذا ويحمل الفنانون إحساسا مسؤولاً مرهفاً بطبيعتهم, لذا فإن ذلك المشهد الاحتجاجي السلمي يأتي تجسيدا لذلك الحس المسؤول الذي يراعي مصلحة الوطن وأبنائه, غير أنهم يدركون أن المؤسسات الرسمية لن تكون قادرة على فهم تلك الرسالة, فهي من تسبب في وصولهم لذروة معاناتهم والبطش بإبداعاتهم.
من جهته قال نقيب الفنانين الاردنيين حسين الخطيب في كلمته: بعد انتظار طويل وعسير... ها نحن نحتفل بيوم الفنان الاردني هكذا مع الموت وبين أحضانه... وها نحن نقف على مشارف يوم المسرح العالمي الذي يحتفل به العالم في كل عام بالكلمة الحرة... التي هي سيف المجتمعات الراقية نحو الاصلاح والتطوير... نحتفل بهذا اليوم يوم الفنان الاردني في جو مليء بالاحباط والسوداوية والانكسارات... حاملين فوق ضمائرنا الاشكالات المتراكمة والتساؤلات التي لا تجد الاجابة.
واضاف: لا نريد أن نقف أمام المبررات الركيكة المستوى واللامسؤولة... فأزمات العالم العامة نحن ندركها ونحسها ونعيشها ولكن الازمات التي تسببها الادارات المعنية السيئة والفاسدة وتردي الحس الوطني عند الاداريين أصحاب المناصب التي هي أكبر من حجم عطائهم وفهمهم واستيعابهم.. يرزح على كواهلنا بكل ثقله... ويلجم إمكانات تحركنا ويعيق إرادتنا عن ممارسة دورنا وفعلنا المؤثر.
وبين الخطيب ان أزمتنا الابلغ أثرا والخانقة والاعمق إيلاما هي خوفنا على الوطن في الوقت الذي تراجع به الحس بالمسؤولية الوطنية عند أصحاب القرار الذين لا يتوجعون لتراجع دور الاردن الابداعي والفني والثقافي على مساحة العالم العربي بقدر ما ينظرون إلى المكافآت الكبيرة التي تتجاوز رواتبهم الشهرية ومكافآتهم دخل الفنانين طوال العام...كم من الابداعات والطاقات خطفها الموت وهي في ذروة توهجها... وكم من الفعاليات الفنية التي رفعت اسم الاردن عالياً خبت وتلاشت... وكم من الاصوات أسكتت...
واوضح ان في ساحة هذا الجو الموبوء المسرطن نشاهد بأم أعيننا موت الدراما الاردنية والموسيقى الاردنية والمسرح الاردني وتهيمن علينا وعلى مؤسساتنا فنون الربح السريع وتعمل بخطط استعمارية القصد منها إلهاء المواطن عن قضاياه الاساسية الوطنية... وهذا يساهم به المسؤول الذي لا يدرك عمق المؤامرة, وإن كان يدركها فالمصيبة أكبر.
واضاف: ومن الان نعلنها ونطلب من كل الفنانين والمبدعين والمثقفين وقفة صارمة في وجه هذا التآمر على الفن والابداع الاردني من اجل إلغاء الهوية وطمس معالم الابداع والفن في الاردن وسنستمر في إعلاء الصوت وسنقف في وجه كل من يحاول تهميشنا وإلغاءنا وموتنا وسنظل نصرخ بالكلمات نخطها بدمنا من أجل الوطن الذي يسكن فينا لكنهم أبوا أن نسكن فيه الموت... الموت... لأعداء الابداع.

أضف تعليقك