معان مدينة الثقافة لعام 2011

معان مدينة الثقافة لعام 2011
الرابط المختصر

بعد اربد والسلط والكرك والزرقاء وقع اختيار وزارة الثقافة ضمن مشروع المدن الثقافية الأردنية على محافظة معان لتكون مدينة الثقافة الأردنية لعام ,2011 معان التي تبعد 216 كيلومتراً جنوب عمان تأمل من خلال هذا الاختيار خلق حراك ثقافي متميز يجذب المثقفين من المحافظات والمدن الأخرى.

ومع كل اختيار للمدن الثقافية تُطرح العديد من التساؤلات وكذلك تُوضع الآمال في عدم الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها المدن السابقة, وكذلك في زيادة الفعاليات الثقافية وجذب الاهتمام الاعلامي لها.

وقد تكون ابرز هذه المشكلات مع هذا الاعلان عدم جاهزية مركز ثقافي معان الذي يضم عدداً من المسارح والقاعات والمقرات للهيئات الثقافية الموجودة في معان, وبحسب غسان طنش مدير الهيئات الثقافية في وزارة الثقافة, فإن المركز سيكون جاهزاً في النصف الاول من عام 2011 بسبب ضخامة المشروع وقد وصل الآن الى مراحله النهائية.

يوسف الشمري مدير ثقافة معان أكد في حديثه ل¯ العرب اليوم أن اختيار معان جاء من خلال الملف الذي تم تقديمه إلى وزارة الثقافة من مؤسسات المجتمع المدني أو مؤسسات الحكم المحلي, وفي هذا الملف تم رصد كافة البنى التحتية المتوفرة في المدينة والمحافظة بشكل عام, إضافة الى عدد الهيئات العاملة في المجال الثقافي أو التي تساهم في العمل الثقافي وكذلك الانشطة التي تقدمها المحافظة بشكل عام ضمن اجندتها, والمؤسسات التي ستدعم المدينة في حال تم اختيارها مدينة للثقافة.

وأضاف الشمري بالتزامن مع الجوانب الثقافية الأخرى والدور التاريخي للمدينة وتوفر الخدمات المساندة الاخرى مثل الفنادق والمرافق العامة والجامعات والمؤسسات الحكومية الاخرى فقد تم تقديم ملف مدينة معان من قبل بلدية معان الكبرى وبمساهمة من كافة الأفراد والمؤسسات العاملة في الفعل الثقافي.

وعن الصعوبات التي من الممكن أن تواجه مدينة معان من ناحية النقل وكيفية التواصل الثقافي بين المحافظات الأخرى خاصة عمان كونها مركزا للحراك الثقافي, أكد الشمري أن الصعوبات موجودة لكن الوسائل الحديثة تختصر المسافات والزمن ومن يرغب في تقديم فعل ثقافي فسيتجاوز صعوبة المسافة, وعلى سبيل المثال قدّمت معان خمسة أنشطة ثقافية في مدينة الزرقاء رغم بعد المسافة.

واعتمدت معان في ملفها على التنوع الثقافي فيها على اعتبار انها من أوسع المناطق الجغرافية في المملكة وتتباين فيها أساليب العيش من المدينة إلى الريف إلى البادية, وعليه يختلف النمط الثقافي من منطقة إلى أخرى, وتتوزع فيها 14 هيئة ثقافية موجودة في معان والشوبك والبتراء وهي تمثل مختلف أطياف المجتمع المحلي وتعمل على إبراز الصور الثقافية والفلكلورية للمحافظة, كما تخدم فئات المثقفين والشباب والأطفال لتقدم إنتاجها في مجال الشعر والمسرح والدبكة والسامر والأزياء التراثية والأبحاث والتوثيق والمحاضرات والندوات والتوعية الهادفة.

وفي سؤال لكتّاب ومبدعين من معان, أكد الفنان التشكيلي طارق الغنيمين أن اختيار معان مدينة للثقافة ضروري جداً, لأنها كمحافظة يجب أن تأخذ حقها كغيرها من المحافظات, فهي تشكل جزءاً كبيراً من مساحة الأردن, وبُعدها عن عمان وكونها محافظة مترامية الاطراف لا يجب ان يكون عائقاً لتكون مدينة الثقافة.

وأضاف جماليات معان كموقع تتميز بوجود أهم المواقع العالمية وهي البتراء فالثقافة والسياحة توأمان, واحتضانها للعديد من الاثار له دلالات تاريخية تجعلها مكاناً مهماً فيوجد فيها قلاع تاريخية وأماكن أثرية وتحكيمية مهمة, وكذلك الطبيعة الصحراوية في رم تساهم في جعلها مدينة ثقافية متميزة,لكن اذا تم استغلال هذه الامور بشكل صحيح وإدارة حسنة.

وتمنى الغنيمين لو وقع الاختيار على معان لتكون عاصمة للثقافة في عام 2012 حتى تكون المباني وخاصة مبنى مديرية الثقافة الذي سيكون مكتملاً, فتكون البنية التحتية موجودة لاقامة الفعاليات الثقافية المختلفة.

بما أنه تم اختيارها فهناك مسؤولية كبيرة على العاملين في القطاع الثقافي في المحافظة سواء كانوا من مديرية الثقافة أو رؤساء الاندية الثقافية والملتقيات والمنتديات الثقافية للعمل بأقصى طاقاتهم ليكونوا بقدر الثقة التي منحوا إياها ليكونوا متميزين ويظهروا نشاطاتهم في الأردن بشكل خاص والعالم من خلال المشاركات الخارجية, قال الغنيمين.

وأضاف بسبب الطبيعة الجغرافية للمحافظة من الممكن نقل العديد من الفعاليات الى الجمهور وليس العكس.

الكاتب يوسف الخشمان, رئيس رابطة أبناء الجنوب للإبداع الثقافي, أشار أن الكثيرين توقعوا أن يتم اختيار معان مدينة للثقافة قبل هذا التاريخ لأسباب كثيرة أبرزها أن معان كانت بداية تأسيس المملكة الاردنية, وهي العاصمة الأولى التي اتخذها الأمير عبد الله الاول مقراً للانطلاق, والسبب الثاني أن معان فيها كنوز أثرية وتاريخية مهمة, وهي كلها تعتبر في الجانب الثقافي ومنها البتراء وقلعة الشوبك واذرح ومعان وهي البوابة الجنوبية للأردن باتجاه الحجاز, والسبب الثالث يوجد في معان الآن مؤسسات يمكن أن تشجع العمل الثقافي وتزيد من الحراك الثقافي مثل جامعة الحسين بن طلال وسكة حديد العقبة واقليم البتراء وبلدية معان وهي بلدية نشطة وجامعة البلقاء الممثلة بكلية معان وكلية الشوبك إضافة إلى بناء وتجهيز مركز ثقافي جديد في معان لا يزال قيد الإنشاء.

واشار الى وجود الهيئات الثقافية على مستوى ثقافي مميز ومن بينها هيئة بيت الأنباط ورابطة ابناء الجنوب, ومنتدى الطفل, ومنتدى معان الثقافي, وفرقة معان للفنون الشعبية, وفرقة معان لاحياء التراث وفرقة معان للفنون المسرحية وغيرها من الهيئات المتنوعة التي تتميز بتنوع يثري العمل الثقافي. آملاً ان تزيد نشاطات المحافظة عن نشاطات الزرقاء التي وصلت إلى 600 نشاط هذا العام.

وعن الجمهور ودور الإعلام ذكر الخشمان أن التجارب السابقة أثبتت أن جمهور الاقاليم يقبل بشدة على الفعاليات الثقافية اكثر من العاصمة لأنه متعطش لهذه الأنشطة, كما أن بُعد المسافة لا يشكل عائقا للجمهور خاصة مع توفر وسائل النقل المتعددة.

أضف تعليقك