طارق الناصر في رام الله
حمل اللقاء الموسيقي الذي جمع الفنان الاردني طارق الناصر ومجموعة رم مع جمهور مهرجان فلسطين الدولي الثاني عشر للرقص والموسيقى نكهة ورونقا خاصين بعد طول انتظار امتد منذ شهرة الناصر مع مسلسل نهاية رجل شجاع العام 1994 والأغنية المعروفة يا روح لا تحزني التي قدمتها رم في أمسية ختام المهرجان ولامست تفاصيل حياتية يعيشها أهل فلسطين والأرض المحتلة.
ومع أغان أخرى خاصة بالفرقة مثل روحي يا روح وما انت روحي اضافة الى عشنا ويما حنشوف وأغان من التراث الفلسطيني والأردني على حد سواء منها أغنية عالعين موليتين ويا ابن العلم ومقطوعات خاصة بالناصر مثل جرش ونار وأردن وغيرها تصاعد تفاعل الجمهور الفلسطيني وعمت حالة عرس حقيقية في المسرح.
وحدثت مفارقة غريبة ليلة وصوله الى رام الله حيث حضر عرضا لفرقة الفنون الشعبية التي سبق ان وزع لها 17 أغنية فولكلورية تم إصدارها في ألبوم زريف للفرقة العام ,2005 ويقول الناصر اختلطت المشاعر لدي فأنا في أرض فلسطين واسمع موسيقى قمت بتوزيعها لأعمال تراثية فلسطينية.
واكد الناصر في تصريحاته ان الهدف الأساسي لمشاركته ومجموعة رم في مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى جاء بهدف كسر الحصار الثقافي المفروض على الشعب الفلسطيني موضحا ان مشاركة الفنانين والمثقفين في مثل هذه الفعاليات لا تندرج تحت التطبيع مع العدو على الإطلاق خاصة وان العرض كان للفلسطينيين في أرضهم ومدينتهم.
واشار الناصر الى وجود توجه منذ بضعة أعوام لعدد من المؤسسات الثقافية وفنانين مستقلين للمساهمة في كسر العزلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني موضحا ان ايجاد حالة مستمرة من التواصل بين المثقفين والفنانين العرب والشعب الفلسطيني أمر في غاية الأهمية كما غيرت تجربته الشخصية في هذه الزيارة الكثير لديه بعد الاحتكاك مع الفلسطينيين و معرفة الوضع الحقيقي الذي يعيشونه.
من جهتها قالت مديرة مهرجان فلسطين للرقص والموسيقى ايمان حموري انه تم اختيار عرض الفنان طارق الناصر ومجموعة رم لعرض الختام لتوقعاتهم بأن العرض سيحظى باهتمام وحضور كبير مضيفة ان تفاعل الجمهور الفلسطيني مع أمسية الناصر كانت فوق التوقعات.
ووصفت حموري حالة تفاعل الجمهور مع عرض الناصر ورم بأنه تفاعل ملأته المشاعر والدفء اكثر من اي عرض آخر مشيرة ان الجمهور اختار ان يغادر المقاعد واقترب من المسرح بسبب التفاعل الكبير.
واضافت حموري ان عدد الجمهور وصل الى حوالي 1300 شخص بعضهم كان يعرف الناصر واعماله من قبل وآخرون عرفوا عن العرض عن طريق وسائل الدعاية والاعلان مبينة انه لو توفر لدى المهرجان بنية تحتية أفضل لكان أتاح لعدد اكبر من الجمهور بحضور العرض.
واعتبرت مديرة مجموعة رم رسل الناصر ان تجربة المشاركة في عرض في رام الله أضافت لكل فرد من أفراد المجموعة الكثير مشيرة ان الأيام المعدودة التي قضوها في الأراضي المحتلة لم تكن الا جزءا بسيطا مما يعشيه الشعب الفلسطيني في كل يوم تحت الاحتلال.
يذكر ان مهرجان فلسطين الدولي الذي تأسس العام 1993 يعتبر أحد أهم المهرجانات السنوية الفلسطينية التي تقام داخل الأراضي الفلسطينية وكان قد توقف العمل بالمهرجان بسبب قمع الاحتلال الإسرائيلي داخل الضفة الغربية والتضييق الكبير الذي شهدته الساحة الفنية والثقافية الفلسطينية, الا انه اعيد تنظيم فعالياته ابتداءا منذ العام 2008 بعد انقطاع دام أكثر من تسع سنوات.
وشارك في مهرجان فلسطين الدولي للرقص والموسيقى هذا العام فرق فلسطينية وعربية ودولية منها الشاب فضيل وفرقة بوني أم البريطانية, وفرقة فلامنجو الإسبانية, إلى جانب فرقة الفنون الشعبية, وفرقة تراب, ودار قنديل, والفنانة شادية منصور وقدموا عروضا في كل من رام الله وجنين والخليل وبيت لحم وحيفا للتشديد على اهمية التواصل الجغرافي والثقافي والبشري بين المدن والمحافظات الفلسطينية.