ذكرى رحيل الاديب عيسى الناعوري

ذكرى رحيل الاديب عيسى الناعوري
الرابط المختصر

توافق غدا الجمعة ذكرى مرور ربع قرن على رحيل الاديب عيسى الناعوري الصوت الادبي الذي سبر غور التراث العالمي بانواعه المتعددة ومنها الشعر والقصة والرواية والنقد والترجمات الغنية التي قدمها عن الايطالية وغيرها من اللغات وأثرى بها الأدب العربي.

مع الناعوري لا نستطيع ان نقف على جميع المحطات الأدبية التي مر بها فهو قاص وروائي، وشاعر وكاتب للاطفال ، وناقد ومترجم عن الايطالية وغيرها من اللغات .

كان الناعوري يرى أن الشعر شيء غير النثر: له موسيقى تؤديها الأوزان والتفاعيل وله هندسة بنائية تقوم على شطري البيت الشعري، صدرا وعجزا , ومتى فقد الشعر هذين العنصرين الرئيسيين تحول نثراً .

واعتبر ان الشعر الصحيح التقليدي ليس كله هندسة واحدة، وإن يكن الوزن الموسيقي نظاما فيه لا بد منه , فالموشح لون جميل من الشعر، وهو لون يسمح بالخروج على الاوزان الشعرية ,والتفاعيل فيه ليس من الضروري أن تكون دائما متساوية في صدر البيت وعجزه، ومرجع الإجادة فيه إلى الذوق الشعري، وإلى الحس الموسيقي.

وقد جرب الناعوري هذا النوع من الشعر بضع مرات، كانت القصائد فيها دائما من الشعر الوجداني أو الوصفي الذي تنساق فيه النفس مع انفعالاتها أو مع انطباعاتها أو تأملاتها، فيحس المرء بأنه بحاجة إلى التخفيف من القيود الكثيرة، وإلى الانطلاق المبدع.

للراحل عدة دواوين شعرية أبرزها : أناشيدي ، وأخي الإنسان , وأناشيد أخرى , وهمسات الشلال ,وشعر الناعوري مسكون بوجع الانسان اينما كان .

وتجربته في العمل القصصي والروائي طويلة وذات جوانب كثيرة ,فقد شـارك في مجال القصة والرواية ـ تأليفا وترجمة ـ مشاركة كبيرة , وصدرت له خمس مجموعات قصصيّة هي: طريق الشوك، وخلّي السيف يقول، وعائد إلى الميدان، وأقاصيص أردنية ,وحكايا جديدة .

وفي الرواية صدرت له أربع روايات، هي: مارس يحرق معدّاته سلسلة (إقرأ ) ، وبيت وراء الحدود ، وجراح جديدة ، وليلة في القطار، ورواية خامسة مخطوطة عنوانها الضياع نشرت الأعداد الأولى من المجلة الثقافية التي تصدرها الجامعة الأردنية بعض فصولها الاولى.

بدأت مشاركة الناعوري في هذا الحقل منذ أوائل الأربعينيات. ولم يكتف بكتابة القصة والرواية، بل تَرْجَم الكثير من القصص وعددا من الروايات الغربيّة .

وأهمّ ما صدر من هذه الأعمال المترجمة :أطفال وعجائز وروايتي الفهد وفونتمارا .

وتعد روايته بيت وراء الحدود التي كتبها للإذاعة الأردنية رواية النكبة الفلسطينية الأولى عام 1948 .

والأديب الراحل كان متعدد الانشغالات الثقافية فهو بالاضافة إلى ذلك انشغل بالنقد وأدب المهجر والتأليف المدرسي وقصص الأطفال وغيرها , ومن وابرز كتبه في مجال النقد والدراسات : إيليا أبو ماضي رسول الشعر العربي الحديث ,وبطولات عربية من فلسطين ,وأدب المهجر ,ونظرة إجمالية في الأدب المهجري, ومع الكتب والناس والحياة في النقد الأدبي ,ودراسات في الأدب العربي الحديث , وله العديد من الكتب المدرسية وأدب الأطفال من المؤلفات باللغتين الإنجليزية والإيطالية.

ولد الأديب الناعوري في ناعور عام 1918 وأتم دراسته الابتدائية فيها والثانوية في المدارس الإكليركية في القدس، وعمل في تدريس العربية وآدابها خمس عشرة سنة في مدارس أهلية في الاردن وفلسطين كما عمل سكرتيرا ومفتشا لإدارة مدارس الإتحاد الكاثوليكي في الأردن .

وفي وزارة التربية والتعليم عمل موظفاً إحدى وعشرين سنة من عام 1954 إلى عام 1975 , وكتب مئات الأحاديث والبرامج الأدبية لإذاعات عربية وأجنبية متعددة، وللتلفـزيون ,وأصدر مجلة القلم الجديد الشهرية الأدبية في أيلول 1952 ونشر أثناء حياته ستين كتاباً مطبوعاً.

وحصل على دكتوراة فخرية في الآداب من جامعة باليرمو بإيطاليا وكان سكرتير اللجنة الأردنية للتعريب والترجمة والنشر، منذ تأسيسها عام 1961 حتى تأسيس مجمع اللغة العربية الأردني سنة 1976 وأمينا عاما للمجمع منذ تأسيسه وحتى 1985 .

أضف تعليقك