تشييع جثمان الزميل زهران
لم يعد زملاء زهران زهران في "الغد" يسمعون صوته وهو يلقي عليهم تحياته، حين يدخل أروقة الصحيفة بقامته الفارعة.
فلعدة أشهر منذ إصابته بالسرطان، وزهران الصامد في مقاومة المرض، بقي غير متهيب منه، وكان يلقي بعكازه في ممرات الصحيفة، معرجا على مكتبه، أو لقاء الزملاء في كافتيريا الصحيفة، لتناول القهوة والتدخين، وتبادل تعليقات ساخرة مع بعضهم.
وعلى الرغم من المرض الذي أنهكه، لم يتوقف زهران عن الانهماك بمهمته كمصور صحفي، فالكاميرا على ما كان يقول "جزء مني.. ما بعرف أعيش من دونها"، فقد بقيت تلازمه، وكان الزملاء يمازحونه دوما بأنه ينام والكاميرا على كتفه، كما لو أنه يريد تصوير أحلامه.
لم تمر مناسبة مهمة في البلاد إلا وكان لزهران صيده فيها، يعود به إلى موقع عمله مبتهجا بما جلبه من الصور، لينهمك في توضيبها وتجهيزها.
أمس شيّعت عائلة وزملاء ومعارف زهران جثمانه الى مثواه الأخير في مقبرة صويلح بعد صلاة الجنازة عليه في مسجد الجامعة الأردنية.
مئات المشيعيين ساروا بمركباتهم في موكب جنازته الى مستقره الأخير فوق أعلى مرتفعات عمان، في وقت كانت تتساقط فيه الأمطار. وزار مستشار جلالة الملك عبدالله الثاني لشؤون الاتصال والإعلام الزميل أمجد العضايلة، مندوبا عن جلالته، بيت عزاء زهران في منطقة الرابية بعمان.
ونقل الزميل العضايلة تعازي ومواساة جلالته لذوي المتوفى، الذي انتقل إلى رحمته تعالى صباح أول من أمس، بعد صراع مع السرطان لم يمهله طويلا.
بدأ زهران العمل في الصحافة الأردنية قبل نحو 22 عاما واستمر في هذه المهنة لحين وفاته عن عمر ناهز الـ51 عاما.
وكانت أسرة "الغد"، نعت المرحوم زهران، الذي عمل مصورا صحفيا في عدة صحف محلية وعربية، ووكالة الأنباء الأردنية "بترا"، ووكالات أنباء عالمية، ومطبوعات ومجلات محلية وعربية وعالمية، الى أن استقر قبل ثلاثة أعوام في "الغد".
ويعد الزميل الراحل من أوائل المصورين الصحفيين، الذين أدخلوا الكاميرات الرقمية إلى الصحافة في المملكة، وشاركت صوره في معارض محلية وعربية وعالمية متخصصة.
وفي لقاء أجرته "الغد" معه في أيلول (سبتمبر) العام الماضي حين بدأ المرض ينهش جسده، قال إن "الخوف أخطر على مريض السرطان من المرض نفسه"، مشددا على أنه سيحاربه، ويهزمه، فعزيمته قوية لا تلين.