الأستاذ كامل الشريف، رئيس مجلس إدارة الشركة الأردنية للصحافة والنشر (صحيفة الدستور).

لم يترك وراءه غير الذكرى العطرة والمآثر الكبرى ، ودعته أسرة الدستور التي خرجت عن بكرة أبيها وهي تودع ذلك الرجل الحيي اللطيف المتواضع ، وكل فرد من أفراد أسرته في هذه الصحيفة يحتفظ بقلبه بابتسامة عذبة لم تكن تفارق محيا الرجل ، الذي كان لا يكاد يشعر به أحد في غدوه ورواحه إلى مبنى الصحيفة ، لفرط تواضعه وخفة روحه ، يتذكره الجميع في آخر مناسبة جمعتهم به في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة مرور أربعين عاما على صدور الدستور ، يتذكره الجميع حين شملهم بعطفه ودفئه وروحه العذبة ، وكلماته التي تشعر كل فرد من العاملين في الدستور أنه يخصه بعلاقة خاصة وابتسامة وديعة.

حمل كامل الشريف عددا كبيرا من الأوسمة لقاء جهوده الوطنية والإنسانية ، ومنها: وسام الكوكب الأردني من الدرجة الأولى ، وسام النهضة الأردني من الدرجة الأولى ، الوسام العسكري المصري ، نوط الجدارة الذهبي ، الوسام العسكري المصري “نجمة فلسطين” ، وسام النهضة الصيني ، لكن أكثر الأوسمة أهمية التي حملها فقيدنا كان وسام الجهاد في فلسطين ، فقد كان أبو إسماعيل قائدًا لكتائب المجاهدين من الإخوان المسلمين في حرب فلسطين وهي الكتائب التي أخرجها الإخوان المسلمون من مصر وفلسطين والأردن وسوريا واليمن والحجاز لمواجهة عصابات اليهود في فلسطين ، وهو الجهاد الذي ما زالت الأمة تفخر به ، فقد كانت صفحات ناصعة في جبين الأمة تلك التي سطرها الفقيد وإخوانه المجاهدون في أرض فلسطين.

وإضافةً إلى جهاده العسكري وجهاده السياسي وجهاده الإعلامي ، فقد تميَّز العم كامل – رحمه الله – بالجهاد الفكري الذي أثرى به المكتبة الإسلامية بما يحمل من فكر إسلامي أصيل نابع من الفهم الصحيح للإسلام ، وقد استطاع – رحمه الله – أن يُجسًّد صفحات الجهاد المشرقة لكتائب الإخوان المسلمين في عدة كتب كان منها: “الإخوان المسلمون في حرب فلسطين” ، و”جهاد الإخوان في حرب القنال”.

تقلَّد العم كامل العديد من المناصب الرسمية والفخرية فكان:

ہ وزيرًا للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في عدة حكومات أردنية منذ عام 1976 وحتى عام 1984م.

ہ عضوًا في مجلس الأعيان.

ہ سفيرًا للأردن في عدة دول منها ألمانيا وباكستان وماليزيا وإندونيسيا والصين.

ہ رئيسًا للمؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس.

ہ رئيسًا للهيئة الإسلامية المسيحية للدفاع عن المقدسات.

ہ أمينًا عامًّا للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة.

ہ عضوًا في رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي.

وإلى ذلك كان للعم كامل دور بارز في الصحافة الإسلامية ، فقد أسس مع شقيقه المرحوم الأستاذ محمود الشريف صحيفة “المنار” ، وفي عام م1967 أسسا صحيفة “الدستور” ، التي لم تزل واحدة من أعرق الصحف العربية.

نعاه رئيس الوزراء نادر الذهبي ، ونعاه الأردن بأسره ، فهو واحد من رجالاته الكبار الذين أثروا مسيرة هذا البلد الإعلامية والفكرية والسياسية ، ونعاه فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف – المرشد العام للإخوان المسلمين ، قائلا أنه كان من قادة المجاهدين من الإخوان المسلمين في حرب فلسطين سنة م1948 ، وظل – رحمه الله – ثابتًا على دعوته حتى لقي ربه ، وإن الإخوان المسلمين يحتسبون عند الله تعالى أخاهم المجاهد الكبير.

رحم الله المجاهد الكبير أبا إسماعيل وأسكنه فسيح جنانه ، وأمطره بشآبيب المغفرة