انطلاق ملتقى عمان التشكيلي الأول

انطلاق ملتقى عمان التشكيلي الأول
الرابط المختصر

عقدت اللجنة المنظمة لملتقى عمان التشكيلي صباح أمس مؤتمراً صحافيا في موقع رابطة التشكيليين الاردنيين بمناسبة انطلاق ملتقى عمان التشكيلي الأول القصيدة واللوحة في السابعة من مساء اليوم, ضمن تحية خاصة للشاعرين عرار ودرويش, ويشارك فيه فنانون تشكيليون من دول عربية عدة.
بدأ المؤتمر بكلمة لرئيس الرابطة غازي انعيم تحدث فيها عن هداف الملتقى في تمتين الصلة بين الشعر والفن التشكيلي مشيرا أن محاولة النظر في الصلة بين الشعر واللوحة نجد انهما لا يبتعدان كثيرا فهما وإن اختلفا, فإنهما يلتقيان في أدوات الخلق ووسائل التعبير وطرق الانتشار, ويسعيان إلى الكشف عن جوهر الاشياء بالحبر واللون من هنا قيل ان القصيدة لوحة ناطقة واللوحة قصيدة صامتة كما قال فسيموندس الاغريقي الشعر رسم ناطق والرسم شعر صامت.
وأضاف أنه رغم نقاط الالتقاء والتأثير المتبادل بين الشعر واللوحة يظل كل منهما يحمل في داخله خصوصية تميزه عن الآخر, لهذا فإن المتلقي يوضح العلاقة الوثيقة بين الشعر والرسم, ويشجع الفنانين التشكيليين الاردنيين والعرب على ارتياد هذه المساحات وتقديم ما يكشف عن إمكاناتهم وقدراتهم الإبداعية الخلاقة.
وبين رئيس الرابطة أن انطلاق هذا الملتقي بناء على ايمان من الرابطة بضرورة تفعيل الفعل التشكيلي وتوسيع دائرة الحوار الثقافي والتعريف بالإبداع التشكيلي الأردني والعربي للارتقاء بالذائقة الجمالية للمجتمع, وانطلاقا من الجدلية التي تجمع بين بياض القماش وبياض الورق آثرت رابطة الفنانين أن تقيم ملتقى عمان التشكيلي الأول.
بدوره أشار المنسق العام لملتقى اللوحة والقصيدة محمد العامري أن المتلقى فكرة غير تقليدية لحدث ثقافي في الأردن يجمع ما بين النص الشعري والنص البصري في محاولة من المنظمين لإتاحة الفرصة أمام طرفي المعادلة الشاعر والفنان كي يتم استدراج الأسئلة الجمالية فيما يخص المفارقة والمشتركات بين نصين مختلفين الشعر- اللوحة, وفي الجانب الآخر هي فكرة للتعريف بالفنان الأردني والعربي وبمساحة الفعل الشعري في الأردن الذي نال اعترافاً عالمياً وعربياً من خلال الجوائز الكثيرة التي حصل عليها فنانون وشعراء أردنيون.
وأكد نحن في وزارة الثقافة كداعمين أساسيين لهذا المشروع نطبق سياسات ثقافية عبر مؤسسات المجتمع المدني ومن بينها رابطة الفنانين التشكيليين, حيث نشترك مع تلك المؤسسات في نشر الفعل الثقافي في جميع أنحاء المملكة عبر الورش المحلية في المحافظات وعبر الورش العربية والعالمية.
وأضاف العامري أن الوزارة تقدّم, اضافة إلى الدعم المالي لتلك المشاريع, البنى التحتية لتلك الانشطة من خلال صالات العرض في المركز الثقافي الملكي وصالات مديرية تدريب الفنون لاستقبال مثل هذه الورش التي تشكل أيضاً تمريناً مختلفاً لطلبة الفنون في المديرية, وسبق للمديرية أن استقبلت ونفذت ورشة عالمية في مجال الفنون (باليتا1) بالتعاون مع مسرح الفوانيس, ونحن نعول على نشر الفعل الجمالي الذي سيسهم في التخفيف من العنف المجتمعي, وهذه الورشة هي بداية ورش مختلفة سننفذها بالتعاون مع الرابطة لخدمة الفن التشكيلي الأردني. وهي فرصة حقيقية للفنان الأردني للتعرف على تجارب زملائه العرب وفرصة لإنتاج الحوار المسؤول تجاه الفن التشكيلي العربي وما يعاني منه.
وقال د. عرفات النعيم خلال المؤتمر الصحافي إن اللوحة في القصيدة أو القصيدة في اللوحة هي مقاربة بين اتجاهين ابداعيين حفزت فنانين وكتاب على التواصل من أجل إيجاد مساحة مشتركة للإبداع والخيال, ففي كثير من الأعمال الفنية هناك شعر وفي كثير من الشعر هناك تشكيل ورسم بالكلمات, وقد اعتبر الباحثون الصينيون في القرن الحادي عشر أن الشعر تشكيل من دون شكل وأن التشكيل اللوحة هو شعر له شكل, وهذا بدوره أدى إلى اعتبار الأعمال الفنية قصائد صامتة والقصيدة لوحة تتكلم ومن هنا جاء دور الفنان في تجسيد جوهر القصيدة ونقلها بأدوات بصرية.
وأضاف وفر الشعر للفنان مادة مثالية لمزيد من التعبير الإبداعي يتخطى مفهوم اللوحة والقصيدة للبحث عن آفاق جديدة للتواصل بين الاتجاهات المختلفة, واليوم هناك من الفنانين من يضيف شعرا لأعماله الفنية أو يفتح المجال للشعر لإلهام اللوحة هذه التراكمات كانت وراء ظهور ما يسمى البورات, وهو اتجاه يجمع بين الشعر الفن وفيما إذا كانت اللوحة والقصيدة أُنتجتا معا في المكان نفسه, ومن هنا يسعى الملتقى لايجاد مساحة أكبر للتعبير الإبداعي وللتواصل بين التشكيل والشعر ولتبادل الخبرات والتجارب بين الفنانين.
كما ألقى مسؤول اللجنة الفكرية في الملتقى خالد الحمزة كلمة قال فيها لهذا الملتقى أهمية من عدة جوانب, فهذه الورشة الفنية والندوة المصاحبة لها التي يتشارك فيها الفنانون العرب مع إخوانهم الأردنيين, وهو أمر يوطد التفاعل بينهم وهذا بحد ذاته هدف مهم يتيح لكل منهم الإطلاع على خبرات الآخرين وتجاربهم.
وأضاف وتتمثل فكرة اللقاء بعمل صلة تفاعلية بين المنشغلين بالكتابة واولئك المنشغلين بالصورة بين ممارسي المكتوب والمسموع وبين ممارسي المرئي ويمكن القول أيضا بين مستعملي الكلمات في ابداعهم وبين مستخدم الأصباغ, وهذا ما أريد التركيز عليه, فهناك في الفن الغربي الحديث علاقة وطيدة بين الكتاب من جهة سواء كانوا شعراء روائيين أو غيرهم وبين الفنانين من جهة أخرى سواء كانوا مصورين أو نحاتين أو غيرهم. ويمكن القول إن بعض هؤلاء الكتاب كان أثرهم حاسما في لفت النظر إلى حركات أو مدارس فنية جديدة ومتابعتها, وتبيان أهميتها إضافة إلى ترسيخها, وُوجد في بعض البلاد العربية مثل تلك العلاقة بين الكتاب والفنانين مثل مصر والعراق ولبنان, أما في الاردن فتلك العلاقة يشوبها الحذر ويكتنفها الغموض ولهذا أسبابه, ونحن بحاجة ماسة الى توطيد العلاقة بين هذين الطرفين لتأكيد فكرة الإبداع فالفرد الواحد والمجال الواحد مهما عظمت إبداعاته يبقى فرديا ومنعزلا.
وستقام عدد من الفعاليات على هامش الملتقى حيث ستقام أمسية شعرية في جاليري الاورفلي للشعراء يوسف عبد العزيز وحكمت النوايسة وعلي العامري إضافة إلى معرض الملتقى في جاليري المشرق وندوة الشعر والرسم في مقر الرابطة, وسيشارك بها خالد حمزة وبلاسم محمد ومحمد العامري والشاعرة بسمة أبو عياش.

أضف تعليقك