انطلاق المؤتمر الثّاني لاستكشاف

انطلاق المؤتمر الثّاني لاستكشاف
الرابط المختصر

 انطلقت في العاصمة الأردنيّة عمّان صباح اليوم، أعمال المُؤتمر الثاني لاستكشاف تحت عنوان "دعماً لحرية الحركة والتجوال" يتمحور حول أربع قضايا رئيسية، تم تحديدها ضمن أجندة استكشاف للسياسات وهي: حرية الحركة والتجوال على الأجندة الوطنية وتمويل التّجوال، عبور الحدود وأخيراً ضمان المشاركة الاجتماعية.

يهدف المؤتمر إلى توفير منبر لتبادل الخبرات في العالم العربي والمتوسط الأوروبي، حول أثر التّجوال من أجل التّعلم بإعطاء الفرصة للفنانين والرياديين الاجتماعيين والشباب وصانعي السّياسات، للتأمل في خبراتهم حول التجوال، وكيف أثر على رحلتهم المهنية والشخصية والجماعية،

نظّم المؤتمر في قاعات "جاليريا" التّابعة لأمانة عمّان، بمبادرة من الملتقى التربوي العربي وتحالف استكشاف، بالشراكة مع أمانة عمان الكبرى، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، ومؤسسة المجتمع المفتوح. وافتتحت أعمال المؤتمر بكلمة كلّ من رئيسة مجلس إدارة الملتقى التربوي العربي "سيرين حليلة" والعضو المؤسس للملتقى التربوي العربي "د. منير فاشة" بكلمات أقرب للعفويّة والدردشة والارتجال العفوي.

شارك في اللقاء عدد من المهتمّين بحريّة الحركة والتّنقّل، والسّياسات الدّولية المرتبطة بها من دول عديدة من العالم العربي، وبمشاركة هامّة من شخصيّات عالميّة.

أنتجت الجلسة الأولى مجموعة من الأسئلة الهامّة التي تتعرّض لمواضيع مرتبطة بإدراج التهجوال على أجندة الحكومات وسياسات الدّول العربيّة في الحدّ من حريّة الحركة والتّنقّل، سيجري نقاشها خلال اليومين المتبقّيان من المؤتمر.

كما وتطرق المؤتمر إلى أوراق بحثية مختلفة، تعرض تجارب باحثين وفنانين و ناشطين، في التنقل عبر الحدود من منظور عربي، فيما استهلّ "رامي التكروري" المختصّ في حملة استكشاف للمناصرة الكلام في الجلسة الأولى التي  حملت عنوان "لماذا التجوال؟"، بالحديث عن حقّ الحركة والتّنقل باعتباره جزءاً من "حرية الإنسان" ولا يلغي كونه واحداً من أهم حقوق الإنسان الأساسية، بالاستناد لما جاء في "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948"،  انطلاقاً من البحث الذي أجراه التّكروري حول أثر التجوال عند الفنّانين والرّياديين، وفهم عوائق سفرهم، و ذلك بعد أن أثار أهم القضايا المرتبطة بالسياسات للحصول على تأشيرة الدّخول للدّول والإجراءات التي يمرّ بها المسافر بما يحدّ من سهولة وحريّة السفر.

كما وفي ذات الجلسة عقد تكروري مقارنة بين إجراءات وقوانين الحصول على تأشيرة دخول لخمس دول عربيّة وهي "الإمارات العربيّة المتّحدة، المغرب، مصر، لبنان، الأردن" مشيراً لغياب الشّفافيّة والوضوح في هذه الإجراءت بما يزيد على المواطنين من صعوبة الحصول على هذه التأشيرة. وشرح أنّ هذه النّتائج هي أوّليّة لحين استكمال البحث.

وكان من بين أبرز الأوراق التي قدّمت في المؤتمر حول "حملة بكرامة" والتي استعرض فيها منسّق حملة حريّة حركة الفلسطينيين - بكرامة "طلعت علوي" أبرز الحقائق التي  تعطّل حركة المسافر الفلسطيني وتذلّه معتبراً "إسرائيل" المعطّل الأساسي لحركة الفلسطينيين بحريّة وكرامة، كما وألقى الضوء على أهم الإنجازات التي تمكنت الحملة من القيام بها في هذا الشأن.

وتحدثت الحقوقية أميمة الشريف عن ما يعيق حركة وتجوال النساء والشباب في مصر بشكل خاص. وتضمنت الجلسة خبرات شخصية في التجوال شمال إفريقيا، وبحث خاص يستعرض القيود الاجتماعية والاقتصادية والقانونية للمرأة بشكل خاص.

وفي مجال دعم التجوال من أجل التعلم وتجوال الفنانين في المنطقة الأورو-عربية، عرضت أوراق بحثية للحضور أثر برامج التطوع الدولية في البحث والاستكشاف، وأهمية التعليم، وتحليل النظم، والمنهجيات التي تحكم العلاقة بين التعلّم والتجوال والانتاج المعرفي متعدّد الثقافات.

وفي مداخلته، اقترح مدير العلاقات الخارجيّة لمنظمة المدن العربية غسان السلمان أن يخرج الناس الى الشوارع ليكتشفوا مدنهم بدلاً من أن يرقدوا في أسرّتهم. بينما أضافت كوت منسّقة صندوق روبيرتو شيميتا أن الفنانين الذين حصلوا على منح كانوا من أكثر الفئات التي تم ملاحظة الأثر عليهم فقاموا بانتاج أعمال فنية تعكس تأملاتهم وتجربتهم من التجوال فور عودتهم على الرغم من عدم اشتراط ذلك عليهم للحصول على المنحة.

وفي مداخلة من الصحفيّة الفلسطينية منال حسن،  تحدّثت عن السّجن الكبير والحصار الذي يعيشه أهل غزة في ظلّ منعهم من أبسط حقوق السّفر والحركة، جاء ذلك في سياق الحديث عن حقّ التّجوال والحركة، بينما لفت عدد من الحضور الانتباه إلى قضية "التّجوال القسري" الذي ينشأ عن عمليات النّزوح في الكوارث الطبيعية والأزمات السياسية.

كما ونوّه أحد المشاركين لأهمية تحويل التجوال إلى ممارسة وثقافة مجتمعيّة تتبنّاها المناهج التعليمية والحكومات كأجندة وطنية لتعزيز ممارسة حرية التنقل داخل البلد وخارجها.

بعض المشاركين أعربوا عن قلقهم من أن يقتصر التجوال على الفئات المتعلّمة وفئات ذوي الدخل العالي أو من هم متاح لهم استخدام الانترنت بشكل سهل ومن جهتها أكّدت ميس العرالقسوسي أن هذا يمثل أحد أسباب وجود سياسة خاصة بوضع التّجوال على الأجندة الوطنّية للدّول على المستوى المحلّي مما يتيح فرصة وصول أوسع للمشاركة والاستفادة من المنح وفرص التجوال.

الجلسة الثالثة والأخيرة من المؤتمر افردت الحديث عن التنقل عبر الحدود من منظور الضفة الأخرى للمتوسط من أكثر من زاوية أهمها كان مناقشة معيقات التجوال وأثرها على تطور التعاون الثقافي والفني عبر المتوسط بالاضافة الى التطرق لتجارب فنانين متجولين نجحوا في الاستمرار في عملهم الفني والمساهمة في الحياة الثقافية.

يجدر بالذكرأنّ غداً الأحد وعلى هامش جلسات وفعاليات المؤتمر، سيقّدم ناشطون منضوون في العمل من أجل حرية التنقّل والتجوال، قراءة مسرحية في مسرح البلد الساعة السابعة مساءً.

ويتناول العرض قضية الفلسطيني اللاجئ أثناء استكشافه لمساحات معلّقة ومغْلَقة تتشابك مع سؤال الهوية والانتماء في المكان واللامكان، وهي قصص واقعية تهدف إلى تسليط الضوء على المأساة اليومية، المتمثلة في حرية حركة الفلسطينيين بالعموم، والفلسطيني اللاجئ على وجه الخصوص.

هذاوتستمرجلسات المؤتمر حتى ظهر يوم الاثنين الموافق السابع عشر من الشهر الجاري.

أضف تعليقك