السفير الكندي: على الأردنيين الفخر

السفير الكندي: على الأردنيين الفخر
الرابط المختصر

السفير: الأردن يُعلم العالم التنوع

 

راديو البلد: نرحب بالسفير الكندي للأردن بمناسبة اليوم العالمي للتنوع

السفير: شكرا لكم  ليس فقط للحديث عن التنوع، ولكن أيضا لوجودي في هذه الإذاعة المجتمعية المميزة.

راديو البلد: ما معنى يوم التعددية العالمية بالنسبة للحوار والتنمية؟

السفير: ثلاث ارباع خلافات العالم لها جانب متعلق بأمور ثقافية. وكل تلك المشاكل لها علاقة بالتمييز ولها علاقة بأمور دينية داخلية وخارجية، وأيضا هناك تمييز متعلق بالجندر وعدم مساواة اقتصادية وخلافات اثنية.

لذلك فان المطلوب تقبل التنوع. فنحن مثلا في كندا يعتبر التنوع أمرا واقعا في حين أن القبول والاندماج هو خيار. لذلك عندما يكون الامر متعلق بدول في مستويات مختلفة من التطور عليهم مراعاة واهتمام بكيفية التعامل مع التنوع، لأنه لا يمكن لك أن تتقدم كدولة أو كمنطقة إلا من خلال تقبلك للتنوع. التنوع قد يشكل مصدر تمزق الشعوب أو قد يمثل مصدر فخر واعتزاز وغنى ثقافي.

راديو البلد:كيف قامت كندا بالتعامل مع  كافة أشكال التنوع والتحاور مع كل تلك الخلفيات؟

السفير: أولا في التحدث عن تجربة كندا علينا أن نكون متواضعين. أنجزت كندا أمور كثيرة في مجال التنوع ولكن هناك فترات مظلمة في تاريخنا لقد عاملنا العديد من القوميات بصورة سيئة. الصينين,الياباني السكان الأصليين من جماعات الأبوريجين لا يزالون  يعانون من عدم المساواة وفي مجال التنوع الجندري.

على سبيل المثال فإن المرأة لم تصوت سوى بعد مدة من بداية القرن العشرين، ولم تدخل المرأة بشكل كامل في العمل سوى قبل حوالي 30 سنة فقط.

إذن علينا الاعتراف أن الموضوع عبارة عن رحلة تتطلب عملا شاقا، ولا تحدث في ليلة وضحاها. يجب بناء مؤسسات داعمة للتنوع، ويجب توفر إرادة سياسية، فالأمر يحتاج الى رؤية وقيادة لتقبل التنوع وعلى الشعوب أن ترى فؤاد التنوع.

إذا أمكن أن أقدم امر اخر فان كندا الان تستقبل سنويا حوالي 300 ألف مهاجرا جديدا، هذا مصدر كبير لتنوعنا ولكنه أيضا مصدر صعوبات وقد بدأنا ذلك فقط في ستينات القرن السابق. إذا على المجتمع تقبل ذلك وهو يتطلب صبر وتفاهم وتقبل الآخر.

راديو البلد: العديد من الدول تستصعب  تجربة التنوع، والتحدي الكبير الذي يمثله. الا تعتقد بان التنوع الثقافي قد يخلق نوع من الإشكاليات لدى بعض الدول ؟

السفير: الأردن يُعلم العالم التنوع. فالأردن استقبل العديد من اللاجئين السوريين وقبل ذلك العراقيين، وقبل ذلك في نهاية الأربعينات من القرن الماضي الفلسطينيين، ولذلك فعلى الأردنيين- وأعني ذلك بصدق-  الشعور بالفخر لقبولهم اللاجئين السوريين في دولة أصلا تعاني من وضع اقتصادي صعب.

لا توجد كثير من الدول التي تقبل مليون لاجئ سوري، وأقول ذلك في كل زياراتي في الأردن. ورغم أن المجتمع الدولي تدخل لمساعدة الأردن في موضوع السوريين اللاجئين إلا أنه من الواضح غياب أي مشاكل تذكر بين السوريين والاردنيين.

نسمع أحيانا أمور بسيطة في منصات التواصل الاجتماعي، ولكن لا يوجد عنف أو نزاعات يومية بين الأردنيين واللاجئين، وإذا قارنا ذلك مع دول أخرى في المنطقة لم تتقبل اللاجئين. هذا أولا. وثانيا هناك الكثير في الأردن من يعتقد أن التنوع ينطبق فقط على العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وهو أمر مهم ولكن ما اعتقد انه ضروري هو موضوع الجندر وهذا أمر ممكن الاستفادة منه من تجربة كندا.

نسبة عالية من التعليم المدرسي والجامعي متساوي لدى الرجال والنساء في الأردن، وهناك احصائيات ان النساء تشكل نسبة 50% او أكثر من الخريجين الجامعيين، الا أن الإحصائية تنخفض بصورة كبيرة في مجال عمل المرأة الأردنية فهناك فقط 12-15% من القوة العاملة في الأردن من الإناث وهذا أمر سيء جدا في مجال التنوع الذي يتطلب من الحكومة التعامل معه، و يجب على المجتمع التدخل فيه كما وعلى الثقافة التعامل مع ذلك الأمر.

هناك ضرورة للاستفادة من تلك الخبرات النسائية وهناك أيضا معادلة تقول ان المجتمعات التي تستفيد من عمل المرأة تكون على المدى البعيد أكثر ثراء وتطورا.

راديو البلد: موضوع الجندر مهم. في مجال التنوع هناك تحدٍ وفرصة. اليس للتنوع أيضا خطورة مشاكل وإدماج الثقافات وصعوبات التعامل معها؟

السفير: لا شك أن هذا موضوع مهم، والتنوع ليس طريق باتجاه واحد، هنالك تحد كبير، ولذلك حاولت أوضح أهمية المأسسة. بالنسبة لنا في كندا في دستورنا هناك قائمة حقوق متعلقة بالتنوع، بما فيه عدم التمييز حول الأصول وحول الجنس مما يعتبر أي تمييز مخالفة قانونية، ولكن الامر يجب ان لا ينحصر في المجال الدستوري. هناك حاجة للعمل على خلق قوانين وأنظمة يجب سنها لخلق جو قبول التنوع حول الاثنين والجندر واللغة، ونحن في كندا كانت اللغة تحديا كبيرا لنا.

ان سرعة الأمور يجب أن يتم أخذها بعين الاعتبار فهناك أمور مثل الجندر وادماج المرأة يجب عدم التأخر بذلك في الأردن في حين هناك أمور أخرى ممكن التدرج في تطبيقها حسب الظروف.

راديو البلد: كما أوضحت فإن التنوع بحاجة الى حوار والحوار بحاجة الى حرية تعبير فما معنى الحوار الصادق ان كان هناك قيود على حرية التعبير، ليس ضروري تطوير الآليات القانونية والإدارية في مجال حرية التعبير وفتح آفاق الحوار والتنوع.

السفير: التنوع بحاجة إلى حوار، وهناك عدة أمور يمكن عملها من قبل الحكومة التي يجب أن تلعب دورا رياديا وفي مجال الحوار بين المجتمعات، وحول التنوع الجندري، وهنا يلعب المجتمع الدولي دورا كبيرا في ذلك، ولكن في الحديث عن حرية التعبير لا بد من ذلك وأنا ليس بقارئ اللغة العربية بصورة قوية، ولذلك لا اعرف مدى الحرية في الاعلام، وما أقرأه في الاعلام الأردني يبدوا لي انه يعكس الأوضاع خارج الأردن أكثر من الأوضاع في الأردن. لا شك ان على الاعلام ان تتعامل مع الأمور المحلية في كافة المجالات والتحديات بما فيها الاقتصادية.

.راديو البلد: في الـ 21 من أيار يوم التنوع العالمي ما هي القيم المضافة التي قد يستفيد منها الأردنيون في موضوع التنوع. كيف يمكن الاستفادة منها كمجتمع

 

السفير: لا شك أن هناك فوائد، وقد بينت العديد من الدراسات الاقتصادية، أن الشركات تستفيد من التنوع. ولكن هناك أمور أخرى  حول الفوائد المجتمعية والفوائد طويلة الأمد، كإغناء المجتمع والثقافة والمجتمع. فإذا كان المجتمع متقبلا للتنوع فإن الدولة بمجملها ستكون أكثر فائدة من حيث الثقافة والتنوع والتقدم الحضري.

راديو البلد. بصفتك سفير كندا للملكة الأردنية الهاشمية هل من كلمة أخيرة في هذا اليوم وما هي الرسائل التي ممكن الاستفادة منها في الأردن

السفير: أولا يجب التذكير انكم في الأردن تعانون من منطقة ملتهبة في مجال الصراعات والعنف، وكما قلت في البداية فإن الأردن ابدى اهتماما مميزا في موضوع اللاجئين السوريين، ولكن الرسالة المهمة التي أرغب بالحديث عنها هو ضرورة التقبل للتنوع.

ورغم أنكم في وضع صعب، الا انه يجب أن يتم التعامل مع الصعوبات في الأردن وخاصة في مجال الجندر، فموضوع عمل المرأة في الأردن يعتبر من اسوء الدول في العالم، ولذلك عليكم الضغط على النخب السياسية والنخب الثقافية والنخب العشائرية للعمل على اشراك المرأة في كافة مؤسسات المجتمع والعمل، ورغم وجود مساعدة دولية ولكن على الحكومة والمجتمع العمل على ذلك  كي يتم إدخال المرأة في المؤسسات، وقد يكون ذلك من خلال عمل تشريعي ومؤسساتي أو من خلال تغيير الاتجاهات الفكرية وهو الأصعب، ولكن انا واثق انكم في الأردن تستطيعون ذلك ونحن في المجتمع الدولي مستعدون لتقديم يد الدعم لذلك.

أضف تعليقك