البقاعي و اسطورة الدائرة الثالثة

البقاعي و اسطورة الدائرة الثالثة
الرابط المختصر

رد النائب السابق عبد الرحيم البقاعي على مقالة للكاتب احمد ابو خليل في صحيفة العرب اليوم والتي جاءت تحت عنوان (سقوط اسطورة الدائرة الثالثة) وجاء رد البقاعي على مقالة ابو خليل كالتالي:

كتب الاستاذ احمد ابو خليل بتاريخ 29/8/2010 مقالا في زاويته في العرب اليوم بعنوان (سقوط اسطورة الدائرة الثالثة) خلاصته ان الكاتب وبنبرة تشف يعترف بها يرى ان الدائرة الانتخابية الثالثة في عمان كانت تحتل مركزا خاصا (باعتبارها الوحيدة التي تشهد انتخابات ذات محتوى سياسي وانها تنتخب نوابا من خلفية فكرية برامجية او عقائدية تم ترشيحهم استنادا الى علاقات مدنية معاصرة راقية) ويرى الكاتب ان هذه الصورة الناصعة للدائرة الثالثة قد سقطت استنادا لما يقول حرفيا (ثبت بالارقام والمعلومات هذه المرة وليس بالانطباعات ان الدائرة الثالثة في عمان هي صاحبة المركز الاول في عدد الاصوات المنقولة اي عدد الاصوات المشتراة) ويضيف في نهاية مقاله قائلا (ها هي الدائرة الثالثة تنهار بل وتعطي نموذجا صارخا في افساد الحياة السياسية في البلد كله فماذا انتم قائلون??).

وفي الحقيقة فان الكاتب يخلص الى نتائج استنادا الى حجم الاعتراضات المقدمة على الاسماء المسجلة في جداول الناخبين في الدائرة الثالثة حيث وصلت الى ما يقارب ستين الف اسم معترض عليه ويستنتج الكاتب بالنتيجة ان مرشحين في الانتخابات السابقة قاموا بنقل تلك الاسماء الى الدائرة الثالثة وان تلك الاصوات (مشتراة) وهذا بالنتيجة غير ارادة الناخبين في الدائرة الثالثة.

وهنا لا بد من القول بان عملية نقل واسعة للاصوات الى الدائرة الثالثة جرت في الانتخابات السابقة - وليس بالضرورة ان تكون كلها مشتراة - هدفت الى اختراق طبيعة وخصوصية الكتلة الانتخابية في الدائرة وتزوير ارادة ناخبيها وتوجهاتهم السياسية والاجتماعية, وقد جرى ذلك بالفعل وكلنا يعلم من قام بهذه الجريمة المخالفة للقانون ولابسط قواعد الديمقراطية في ظل صمت وربما تشجيع رسمي في حينه, ومع ذلك فقد كان تأثير هذا الاختراق جزئيا ولم يستطع فاعلوه تغيير ملامح الدائرة الثالثة وتوجهاتها الى حد كبير, كان هناك نجاحات لهذا الاختراق غير الديمقراطي نعم نعترف بذلك لكنه لم يصل اطلاقا الى النتيجة التي يستنتجها الاستاذ احمد ابو خليل وهي (سقوط اسطورة الدائرة الثالثة) دائرة الحيتان كما يسميها وكما اصطلحت على تسميتها الصحافة الوطنية.

ان الجزء الاكبر من ناخبي الدائرة الثالثة ادركوا في حينه وجود كتلة انتخابية تتوجه نحو صناديق الاقتراع وهي من غير ابناء الدائرة والمقيمين فيها وكان الوعي بهذه الحقيقة المؤسفة دافعهم الى تأكيد خياراتهم في صناديق الاقتراع والاصرار عليها وليس التراجع والاحباط وترك الساحة مفتوحة للتزوير السياسي وكان لتضامنهم وتكاتفهم مع مرشحيهم الفضل الاكبر في الحيلولة دون تزوير كامل ارادة الناخبين في الدائرة.

وبعكس الصورة السلبية التي يستنتجها الاستاذ ابو خليل من حجم الاعتراضات المقدمة فان الوجه الاخر لهذه الحقيقة هي ان ناخب الدائرة الثالثة وان كان عاجزا عن تصويب الخلل في الانتخابات السابقة - وكلنا يعرف الاسباب - الا ان ايمانه بالديمقراطية وحرية ارادة الناخب في هذه الدائرة هو الذي يدفع بعدد كبير من الناخبين لتقديم الاعتراضات على الجداول وتنقيحها لتمثل الارادة الصحيحة الحق لسكان الدائرة الثالثة وهذا يشكل فعلا ايجابيا لمواجهة انحراف طارئ وتصويبه وهذا الفعل يستحق الاشادة ليس فقط لانه ممارسة دستورية ديمقراطية انما لانه مؤشر بارز على مستوى الوعي السياسي والديمقراطي لناخب الدائرة الثالثة, وليس مبررا للاحباط وتشويه الصورة الذي خلص الاستاذ ابو خليل في مقاله الذي كان حريا به ان يتنبه للوجه الايجابي في الموضوع.

كلنا ثقة بان الدائرة الثالثة ستظل كما عهدناها.. دائرة التنافس الايجابي الاكثر سخونة وديمقراطية ودائرة الخيارات السياسية والوطنية قبل اي اعتبارات اخرى ولن تكون ابدا كما يتوقع الاستاذ احمد ابو خليل نموذجا في افساد الحياة السياسية في البلد بل ستكون نموذجا في النقاء الديمقراطي والسياسي يحتذى به.0

أضف تعليقك