أوركسترا عمان تحيي مئوية شوبان الثانية

أوركسترا عمان تحيي مئوية شوبان الثانية
الرابط المختصر

تحيي أوركسترا عمّان السيمفوني في السابعة والنصف من مساء اليوم بمركز الحسين الثقافي حفلا يتضمن احتفاء خاصة بمئوية المؤلف شوبان الثانية، فضلا عن أعمال مختارة، وقد يكون أبرزها لجهة كونه جديدا على محبي النغم الكلاسيكي الرفيع في عمّان؛ أي العمَلُ الذي يزاوج بين روحية لاتينية وشكل الاوركسترا السيمفوني، وكتبه المكسيكي ارتورو ماركيز.

الأوركسترا الأردنية التي يقودها المايسترو محمد عثمان صديق ستستضيف في فقرتها الاحتفائية بالمؤلف البولندي فردريك شوبان (1810 – 1849) وبمناسبة ذكرى ولادته الثانية بعد المائة، مواطنه عازف البيانو المنفرد فالتشيك في أداء لواحد من أعمال شوبان المهمة "كونشرتو البيانو رقم 2".

وشوبان مؤلف موسيقى كلاسيكي، بولندي من أصول نصف فرنسية (والده كان فرنسيا). تميزت أعماله بمسحة من الرومانسية، والرقة أو الكآبة أحيانا. وهناك من يرى أن موسيقاه كانت السبب في تجديد أسلوب العزف بالبيانو، سواءً من حيث الإيقاع أو من حيث الناحية الجمالية. وظهرت مهارته في العزف في الثامنة من عمره ثم أصبح من أمهر عازفي البيانو بعد أن رحل من بولندا إلى فيينا وألمانيا ثم إلى باريس وهو لا يتعدى العشرين من عمره.

وتفوق على العازفين الذين سبقوه باستخدام أصابعه بطريقة حديثة والتفاوت في قوة الضرب واستعماله للإيقاع الحر حتى إنه لقب بـ"شاعر البيانو"، ويأتي اختيار "اوركسترا عمّان السيمفوني" لعمله "كونشرتو البيانو رقم 2"، تأكيدا لهذا المعنى أكان في براعته مؤلفا للبيانو، أم في تنفيذ العمل بأداء من مواطنه عازف البيانو فالتشيك الذي يبدو معنيا بإظهار براعة مقاربة للتي كان يؤدي بها شوبان أعماله.

ومن بين ما تتضمنه أمسية اليوم من أعمال مهمة تأتي "افتتاحية الملك أيس" للمؤلف الفرنسي ادوارد لالو (1823- 1892) جزء من عمل أوبرالي بارز كتبه المؤلف والعازف الفرنسي وظل فيه يواجه صعوبات جمة حتى تم قبوله من مؤلفين منافسين كبار عاصروا لالو، وحين قدمت تلك الاوبرا كان لالو بلغ الخامسة والستين لتنفتح على اثرها الكثير من أبواب المجد له اعترافا ببراعته مؤلفا من طراز خاص.

غير أنَّ المدهش الجميل في أمسية اليوم، هو عمل المؤلف الموسيقي المكسيكي المعاصر ارتورو ماكيز (المولود العام 1950) الذي يحمل عنوان "رقصة 2" وفيه يمكن التعرف على نبض موسيقي لاتيني متدفق، حاول المؤلف ماركيز تقديمه وفق شكل الاوركسترا السيمفوني.

في العمل الذي كتبه المؤلف الحائز على عدد كبير من الجوائز والاوسمة البارزة منها وسام قدمه اليه الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون العام الماضي، يمكن التعرف على روحية نغمية آسرة فيها تعبير عن البيئة الثقافية والاجتماعية لمنطقة البحر الكاريبي وعموم أميركا اللاتينية ولكن هذه المرة ليس وفق الشكل التقليدي الموروث وانما وفق شكل يبدو مكتملا في عناصره النغمية الرفيعة: أي أن يكون عملا مكتوبا للاوركسترا السيمفوني.

أضف تعليقك