"أكروبات" ديوان جديد لأمينة العدوان

"أكروبات" ديوان جديد لأمينة العدوان
الرابط المختصر

عن دار أزمنة للنشر والتوزيع في عمان, صدر مؤخرا الكتاب الخامس والثلاثون للشاعرة أمينة العدوان بعنوان "أكروبات".
تنحاز الشاعرة في ديوانها هذا كدأبها لقضايا وطنها وأمتها, تنتقد السلبيات, تجلد الذات المتخاذلة, تستنهض الهمم, ترفض الإجراءات المعادية الأحادية الجانب , تجعل قارئ قصائدها يعيش حياة الأهل تحت الإحتلال, تدق ناقوس الخطر, ت¯ُذك¯ّر قصائدها قارئها بشعر المقاومة الذي كتبه الشعراء محمود درويش, وسميح القاسم, وتوفيق زياد, وفدوى طوقان, وابراهيم نصرالله, في كل كلمة من كلماتها خنجر تغرسه في خاصرة الأعداء مستعجلة الخلاص والتحرر, وفي الوقت نفسه, نعيش معها مشاركتها الوجدانية لمن يتعرضون يوميا للإنتهاكات الإسرائيلية لحقوق الانسان, داعية لإنقاذهم وتحريرهم وفك أسرهم.
وأمينة العدوان في ديوانها هذا وكدأبها في كل دواوينها شاعرة قومية, تنتصر للمقاومة أينما كانت خاصة في فلسطين ولبنان والعراق, وت¯ُبرز دورها المشرق والمضيء في مواجهة الإحتلال. وفي الديوان قصائد تتحدث بفنية عالية وجماليات متقدمة,عن دور المقاومة في التصدي لإجراءات الاحتلال التي أبقت شعبا ممنوعا من الغذاء والدواء والماء, وفي الوقت نفسه يتعرض للموت والجرح والأسر, مع هدم البيوت والمساجد والمصانع وتجريف الأشجار, هذا عدا عما يتعرض له من ظلم وقمع وتنكيل هزّ ضمير العالم, تقول الشاعرة تحت عنوان مقاومة الإحتلال:"لا أحد قتل إلا وينتقم/ كل دم عربي/ على الشاشة/ يتحدث.. يتحدث/ وأسلحة المحتل/ قطعت ألسنتها"وتحت عنوان المقاومة العربية تقول:"الأذى يزداد ضد العرب/ كأن الحياة/ لم تعد إلا فخا/ أو مؤامرة/ أحاول أن أمنع/ تدمير العرب) ويمتد نبض الشاعرة الإنساني للناشطين الأجانب الذي تعرّض بعضهم للإستشهاد أثناء وقوفهم إلى جانب الأشقاء تحت الاحتلال فتقول:" لم يرد لهم/ إلا الموت/ وأنا ألقي/ الكفن/ في البحر)..
التطور الأبرز في هذا الديوان في مسيرة الشاعرة ربطها من خلال قصيدة النثر - التي لطالما سعت إلى تطويرها - بين الحياة المعاصرة وأبرز معطياتها التكنولوجية, وما استجد من خلال العولمة, وبين روح الإنسان المعاصر في ظروفه المختلفة, لذا نراها تقول في قصيدتها"سباق":"في الجاكوزي/لا في النهر أعوم/ حيث لا شاطئ هناك" وتضيف في قصيدتها "إنترنت":"هاربا إبني/حاملا غييتس/ أبحث عنه/ على الانترنت" وتقول في قصيدتها "صعود": ما عاد أحد/يريد أن يصعد الجبال/الكائنات تنحدر/ والأسانسير/وحده ما يصعد".
يذكر أن الشاعرة أمينة العدوان, من مواليد عمان, حاصلة على ليسانس فلسفة من جامعة عين شمس في القاهرة عام ,1970 وعلى دبلوم في النقد الأدبي من الجامعة الأمريكية في مصر عام ,1971 عملت رئيسة لتحرير مجلات: أفكار, صوت الجيل, الفنون, وهي من مؤسسي رابطة الكتاب الأردنيين عام ,1974 وانتخبت عضوا في هيئتها الإدارية لعدة دورات, كما أنها من العاملات في الحركة النسائية العربية.