أعمال أبو زريق في الزرقاء
على هامش معرضه الذي يقام في مدينة الزرقاء, قدم الفنان محمد ابو زريق شهادة حول تجربته الفنية قال فيها:مدينة الزرقاء هي نموذج للمدينة الأردنية بامتياز من حيث تشكيلها الديموغرافي وتطورها وعدد سكانها الذي يقترب من المليون وأن غالبية هؤلاء السكان هي من متوسطي الدخل من الموظفين والعمال وإن اتصالها بعمان يترك ذلك الاحتكاك الحضاري المباشر بين المدينتين هذه الأسباب وربما لأسباب عاطفية تخصني باعتباري أحد سكانها سابقا جعلتني أفكر في نقل معرضي إليها المعنون ب¯ هذيان في فضاء مخاتل وهو المعرض نفسه الذي أقمته قبل شهرين في جاليري كمبنسكي /عمان.
واضاف: كيف اقدم نفسي في شهادة بعد هذا التاريخ الطويل من الفشل والنجاح عبر مسيرة فنية امتدت لثلاثين عاما ونيف, فأنا لم أكن يوما مثقفا مركزيا, وكل ما حلمت به هو أن أكون مثقفا مهمشا, ذلك أن طريقي حدد منذ البداية بعدة عوامل ساعدت على احتلالي للهامش أولها أنني فنان درست على نفسي وصدف أن تواجدت بين أكاديميين, ثانيها أنني نأيت بنفسي عن مركز القرار والسلطة حفاظا على حريتي, وفشلت عندما حاولت أن أتلبس هذا الدور, ثالثها أنني بحكم نشأتي وتربيتي وتاريخي الشخصي, لم اكن مجانيا, وأخيرا انا فنان مهتم بالبحث الجمالي والتنظير والنقد بين وسط فني لا يقرأ الا ما يمسه شخصيا , فأنا إذا ابن كل هذه المتغيرات التي شكلت ضغطا على وضعي كفنان, مع ذلك فإن شهادتي ستظل مجروحة اذا ما حاولت أن أستزيد في تحليلها وتركيبها.
وتابع حديثه:بعد نجاح معرضي الأخير في جاليري كمبنسكي, الذي رفضته بعض قاعات العرض بحجج واهية, تخفي ما تطمح اليه تلك القاعات, على اعتبار ان اعمالي لا تتناسب مع ذوق المستهلكين, إذ أنها ملغزة بتراجيديا ومرارة الواقع, قررت أن أستمر في اتجاهي وعرضه على فئات اخرى من الناس, وهم الغالبية العظمى التي تشكل الهامش الجماهيري, الذي لا يرى الأعمال البصرية المختلفة التي ينتجها الفنانون الأردنيون.
واوضح ابو زريق:هذا المعرض هو حصيلة بحث استمر طويلا وصولا الى لوحة قادرة على الخطاب الجمالي والرؤيوي دون التفريط في التراث الزخرفي العربي والإسلامي مع انزياح حداثي يستجيب للعصر بأدوات وتقنيات متنوعة ترتكز على الملمس والبناء والجدة في الطرح .
ها أنا في الزرقاء اليوم, أعرض أعمالي هذه على جمهور لم يتعود على رؤية أعمال فنية مختلفة عن ثقافته البصرية من جهة, ومنزاحة عن المزاج العام للثقافة البصرية لدى ثقافة المركز, وكلي يقين بأن هذه الخطوة ستكون مثل حجر في بركة هادئة, وستتيح لي حرية الحوار مع جمهور لم يتلوث بعد في حيثيات الحداثة وما بعد الحداثة, ولم يسمع بعد بفن الحدث وما آلت اليه فنون الفيديو والأنستوليشن.
واختتم: انا الآن بين يدي جمهور بريء اعد بأن لا ادعي أو أبالغ, وليكن السؤال مفتاحا للحوار الذي سيكون فاتحة لانزياح جديد, لا يتملق الجمهور أو النخبة إنما يتملق الفن ببراءة العاشقين .
ادعو جمهور الزرقاء الى المعرض الذي سيقام في مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي حتى 3/7 المقبل.