وساطة الإخوان أزعجت الأردن ومصر
كيف يمكن لدولة أن تطلب من حزب معارض أن يتوسط مع دولة شقيقة تقيم معها علاقات دبلوماسية .
دخول جماعة الإخوان المسلمين على خط الوساطة في قضية انقطاع امدادات الغاز المصري عن المملكة أزعج الدولة الاردنية والدولة المصرية واحرجهما على حد سواء، فكيف يمكن لدولة أن تطلب من طرف حزبي معارض لديها ان يتوسط لها لدى الدولة الشقيقة الكبرى التي تقيم معها علاقات أخوة وتمثيل دبلوماسي مشترك؟ الأمر الذي اضطرت معه الجماعة الاردنية إلى الإعلان عن العدول عن سفر وفدها أمس إلى القاهرة للتوسط بين الدولتين، بحجة أن الدولة الأردنية ليست بحاجة الى الوساطة وأن القضية حُلّت.
البداية كانت عندما التقط "إخوان الأردن" تصريحات وزير الخارجية ناصر جودة لفضائية ( رؤيا ) قبل أيام، عندما تساءل الوزير ببراءة : لماذا لا يتدخل "إخواننا" لدى أشقائهم في مصر من أجل تسهيل وصول الغاز المصري إلى الأردن وضمان انسيابه وديمومته وعدم انقطاعه؟
ولم تُفوّت قيادة الإخوان المسلمين النداء الرسمي واعتبرته تكليفا لها بمهمة وطنية "وفاتحة خير" مع الدولة بعد اشتداد خطوط التماس بينهما وعلى الفور أعلنت الجماعة أن وفدها سيسافر (الثلاثاء- امس ) إلى القاهرة برئاسة المراقب العام للجماعة الدكتور همام سعيد من أجل التباحث مع "الأشقاء المصريين" لتقريب وجهات النظر بين البلدين.
من جهتها ؛ الحكومة الاردنية انتبهت لهفوة وزير الخارجية الذي اضطر- مساء الاثنين - بعد أن قرأ خبر سفر وفد من الجماعة الأردنية إلى إصدار خبر بثته وكالة الأنباء الأردنية وتبرير القضية بان الاتصالات مع الجانب المصري ستثمر قريبا الى عودة الغاز المصري بما ينزع الطلب السابق بوساطة الجماعة الأردنية.
وفي المقابل فإن الجماعة المصرية استاءت من تصريح جماعة الإخوان الأردنية، بل تفأجات منه وهو ما أعلنه الناطق باسمها محمد غزلان أمس إذ قال :"قضية إعادة تصدير الغاز المصري إلى الأردن تقررها الحكومة والرئاسة ولا علاقة للجماعة بها".
طبعاً ؛ التصريح الإخواني المصري جاء لقطع الطريق على سفر الوفد الإخواني الأردني من أجل رفع الإحراج عن الدولة المصرية ومنع إخراج صورة للرأي العام المصري أو العربي بأن جماعة الإخوان في مصر تتدخل في سياسات الرئيس المصري أو الدولة المصرية وتؤثر في قراراتهما، وهو استدراك سياسي وإعلامي مهم رفع الحرج عن الرئيس المصري محمد مرسي وأكد مصداقيته بانه رئيس للمصريين كافة ولا يمثل طرفا حزبيا دون آخر.
وهناك من يعتقد أن سفر الوفد الأردني إلى القاهرة لم يكن الغاز المصري سببه بل إن الوفد كان ينوي مقابلة المرشد العام في مصر الذي وصلته شكوى خطية من أطراف إخــوانية أردنيــة تشـــتكي من عملية انتخاب مجلس شورى الجماعة الأخير والطعن بنتائــجها بتهم استخدام المال السياسي في التأثير على خيارات الناخبين.
وقد سبق والتقى المرشد العام في القاهرة أطرافا إخوانية أردنية من بينهم الدكتورعبدالحميد القضاة ، وهو ما استوجب إصدار توصية (غير ملزمة) من مكتب الإرشاد العالمي إلى جماعة الإخوان المسلمين الأردنية بحل مكتب الشورى والدعوة لانتخابات جديدة.
ومن هنا ، قد يكون لسفر الوفد الأردني علاقة بهذه التوصية والاعتراض عليها أو بمبادرة "الحكماء" ودعوتهم إلى إيجاد حل سريع يفضي لعودة الجماعة إلى العملية الانتخابية ، وهي مبادرة رحب بها مكتب المرشد العام ودفع منذ اشهر باتجاه عدم الذهاب إلى مقاطعة الانتخابات .
العرب اليوم